الموضوع: انتظار الفرج
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2009
  #1
هبة الله
رحمها الله
 الصورة الرمزية هبة الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: سورية .. حلب
المشاركات: 558
معدل تقييم المستوى: 16
هبة الله is on a distinguished road
انتظار الفرج

حكى محمد بن الحسن بن المظفر , قال :

حضرت العرض في مجلس الجانب الشرقي ببغداد , أيام نازوك , فأخرج خليفة نازوك , على المجلس جماعة , فقتل بعضهم .

ثم أخرج غلاماً حدث السن , مليح المنظر , فرأيته لما وقف بين يدي خليفة نازوك , فتبسم .

فقلت : يا هذا أحسبك رابط الجأش , لأني أراك تضحك في مقام يوجب البكاء , فهل في نفسك شئ تشتهيه ؟

فقال : نعم , أريد رأساً حاراً ورقاقاً .

فسألت صاحب المجلس أن يؤخرقتله إلى أن أطعمه ذلك , ولم أزل ألطف به , إلى أن أجاب , وهو يضحك مني ,

ويقول أي شئ ينفع هذا , وهو يقتل؟

قال : وأنفذت من أحضر الجميع بسرعة , واستدعيت الفتى , فجلس يأكل غير مكترث بالحال , والسياف قائم ,

والقوم يقدمون , فتضرب أعناقهم .

فقلت : يا فتى , أراك تأكل بسكون , وقلة فكر .

فأخذ قشة من الأرض , فرمى بها , رافعاً يده , وقال وهو يضحك : يا هذا , إلى أن تسقط هذه إلى الأرض مائة فرج .

قال : فو الله , ما استتم كلامه , حتى وقعت صيحة عظيمة , وقيل قد قتل نازوك .

وأغارت العامة على الموضع , فوثبوا بصاحب المجلس , وكسروا باب الحبس , وخرج من كان فيه .

فاشتغلت أنا عن الفتى , وجميع الأشياء بنفسي , حتى ركبت دابتي مهرولا , وصرت إلى الجسر ,أريد منزلي .

فو الله , ما توسطت الطريق , حتى أحسست بانسان قد قب على اصبعي برفق , وقال : يا هذا , ظننا بالله عز

وجل أجمل من ظنك , فكيف رأيت لطيف صنعه .

فالتفت , فإذا الفتى بعينه , فهنأته بالسلامة , فأخذ يشكرني على مافعلته , وحال الناس والزحام بيننا وكان

آخر عهدي به .
هبة الله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس