عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2011
  #164
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


المَانِعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يمنع من شاء، وقد يكون باطن المنع عطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال، ويعطيه الكمال والجمال (1) .

وقد يمنع العبد من صحة الأجسام، ويعطيه الرضا عن الأحكام.

فالمانع هو المعطي، ففي باطن المنع عطاء، وفي ظاهر العطاء بلاء. فتنبَّه لتلك الحقيقة حتى تسلك على جادة الطريق.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم انكشف له أنوار المانع، فرضي عن الله، واعتقد أن قضاءه فيه الخير النافع... (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المانع، ومنعك عند العارفين عطاء، وأنت المعطي وعطاؤك للذاكرين فيه بلاء. اكشف عن قلوبنا حجب الأغيار حتى نرضى عنك، ونشهد في المنع الأسرار، وأعنا على أنفسنا حتى نمنعها من الحظوظ والشهوات، وأعنا على المخالفين حتى نمنعهم عن المنكرات، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) : كما قال سيدي ابن عطاء الله في حكمه العجيبة:" متى فتح لك باب الفهم في المنع ، عاد المنع عين العطاء . أي متى فتح لك مولاك باب الفهم عنه في المنع؛ بأن فهمت أنه بمنعه أشهدك قهره ، وعرفت حكمته فيه، عاد المنع؛ أي صار عين العطاء. فهو سبحانه:" متى أعطاك أشهدك بره، ومتى منعك أشهدك قهره، فهو في كل ذلك متعرف عليك، ومقبل بوجود لطفه عليك" . أي متى أعطاك مولاك - أيها المريد - ما تريد أشهدك بره؛ أي صفاته البرية التي تقتضي البر ومتى منعك أشهدك قهره؛ أي صفاته القهرية التي تقتضي القهر : كالكبرياء والعزة والاستغناء. فهو في كل ذلك؛ أي في كلتا الحالتين متعرف إليك؛ أي مريد منك أن تعرفه بأوصافه الجمالية والجلالية، ومقبل بوجود لطفه عليك؛ لأن مشاهدتك لصفات برته وقهره لطف عظيم منه سبحانه بك، ونعمة منه عليك. فإنه لا سبيل إلى معرفته إلا بتعرفه لعباده، ولا يكون ذلك إلا بمقتضى صفاته، سواء كان ذلك موافقاً لطبعهم؛ وهو الإعطاء، أو مخالفاً له؛ وهو المنع.

(2) : وحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يمنع نفسه مما يهلكها، وأن يحفظ إخوانه من الأسواء، ويمنع عنهم ما وسعه من البأساء، والضراء، وأن يحفظهم في أنفسهم، وكرامتهم، وأموالهم، وأعراضهم، وما أنعم الله به عليهم، فيحفظ الله عليه نعمه، ويزيده من فضله أحسن الجزاء، وأن يكون راضياً بم حكم الله به فابتلاه به، وبما أصابه وما منع عنه، أو منعه منه، رضاء من يستعين بربه، ويستهديه، ويتوجه إليه، ويعمل ما هداه إليه، ويبذل وسعه بما مكنه من الإصلاح ومنع الفساد شأن العبد ذي القرنين الذي فتح الله له مشرق أرضه ومغربها، قائلاً: { آتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا } وهو يتوكل على رب الأرباب، يبذل الجهد ويواصل السعي ، ويأخذ بالأسباب، ولا يتهيب الأخطار بصبره وجهاده، دون أن يلقي بيده إلى التهلكة،ويتخذ الحيطة والأسباب، ويتكل على رب الأرباب المانع العزيز القهار. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف الضَّارُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس