عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2009
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: أفضل الصلوات على سيد السادات

(تنبيهات) الأول قال الشيخ رحمه الله الصلاة من الله على نبيه رحمته المقرونة بالتعظيم وعلى غيره مطلق الرحمة ومن غيره تعالى الدعاء مطلقاً لا فرق بين ملك وبشر كذا حققه الأمير والصبان ا.هـ. وعبارة ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم معنى الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم أن الصلاة من الله سبحانه وتعالى هي الرحمة المقرونة بالتعظيم ومن الملائكة والآدميين سؤال ذلك وطلبه له صلى الله عليه وسلم وأما السلام فهو السلامة من المذام والنقائص فمعنى اللهم سلم عليه اللهم اكتب له في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكاثراً وذكره ارتفاعاً قال ويكره إفراد الصلاة عن السلام وعكسه كما نقله النووي رحمه الله تعالى عن العلماء لورود الأمر بهما في الآية وفي حاشية العلامة البجيرمي على الخطيب أن محل ذلك في غير ما ورد عن الشارع كالصلاة الإبراهيمية فلا يقال أن أفراد الصلاة فيها مكروه. وشرح ابن حجر معنى البركة في محل آخر من الكتاب المذكور فقال والبركة النمو وزيادة الخير والكرامة وقيل التطهير من العيب وقيل دوام ذلك فمعنى بارك على محمد وأعطه من الخير أوفاه وأدم ذكره وشريعته وكثر أتباعه وعرّفهم من يمنه وكرامته أن تشفعه صلى الله عليه وسلم فيهم وتحلهم دار رضوانك ومعنى بارك على آهل أعطهم من الخير ما يليق بهم وأدم لهم ذلك. وقال القاضي عياض عن بكر القشيري قال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي رحمة قال وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سائر المؤمنين حيث قال تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي الآية. وقال قبلها في نفس السورة هو الذي يصلي عليكم وملائكته ومن المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أرفع مما يليق بغيره. وقال القسطلاني في المواهب اللدنية قال ابن العربي فائدة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ترجع إلى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوح العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم. ونقل القسطلاني وشيخه السخاوي عن الإمامين الجليلين الحليمي وعز الدين بن عبد السلام أن صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم ليست شفاعة منا له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه لتكون صلاتنا عليه مكافأة على إحسانه إلينا وإفضاله علينا إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم. وقال الشيخ رحمه الله قال الإمام المرجاني صلاتك عليه صلى الله عليه وسلم لما كان نفعها عائداً عليك صرت في الحقيقة داعياً لنفسك. وقال غيره من أعظم شعب الإيمان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محبة له وأداء لحقه وتوقيراً له وتعظيماً والمواظبة عليها من باب أداء شكره صلى الله عليه وسلم وشكره واجب لما عظم منه من الأنعام فإنه عليه السلام سبب لنجاتنا من الجحيم ودخولنا في دار النعيم وإدراكنا الفوز بأيسر الأسباب ونيلنا السعادة من كل الأبواب ودخولنا إلى المراتب السنية والمناقب العلية بلا حجاب قال تعالى لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ا.هـ. وقال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم سئل الغزالي رحمه الله تعالى عن معنى صلاتنا عليه وصلاة الله تعالى أي عشراً ومائة على من صلى عليه واحدة وعن معنى استدعائه من أمته الصلاة منهم عليه صلى الله عليه وسلم أَيرتاح بذلك فأجاب بما حاصله مع الزيادة عليه معنى صلاة الله على نبيه وعلى المصلين عليه إفاضة أنواع الكرامات ولطائف النعم وسوابغ المنن والكرم عليه صلى الله عليه وسلم بحسب ما يليق به وعليهم بحسب ما يليق بهم وأما صلاتنا وصلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وسلم فمعناها السؤال والابتهال في طلب تلك الكمالات والرغبة في إفاضتها عليه. وأما استدعاؤه صلى الله عليه وسلم الصلاة من أمته فلثلاثة أمور أحدها أن الأدعية مؤثرة في استدرار فضل الله سبحانه وتعالى ونعمته لا سيما في الجمع الكثير فإن الهمم إذا اجتمعت مع تخليتها عن النفس والهوى اتحدت مع روحانيات ملائكة الملأ الأسفل لما بينهما من المناسبة الناشئة عن التخلي عن كدورات الشهوات ومن ثمَّ قلما يخطئ دعاء الجمع الذين هم كذلك ولذا طُلب أي الجمع الكثير في الاستسقاء وغيره ثانيها ارتياحه صلى الله عليه وسلم بذلك كما قال صلى الله عليه وسلم إني أباهي بكم الأمم كما يرتاح العالم في حياته بتلامذته الذين تمّ به فلاحهم ورشادهم وصدقت منهم محبته وإجلاله على ذكر ثالثها شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته بتحريضهم على القربة بل القربات الكثيرة التي تجمعها الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كتجديد الإيمان بالله سبحانه ثم برسوله ثم تعظيمه ثم العناية بطلب الكرامات له ثم باليوم الآخر لأنه محل أكثر تلك الكرامات ثم بذكر آهل وأصحابه وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ثم بتعظيم الله سبحانه ثم بسبب نسبته إليه ثم بإظهار المودة له ولهم ثم بالابتهال والتضرع فيا لدعاء ثم بالاعتراف بأن الأمر كله إليه سبحانه وتعالى وأن النبي صلى الله عليه وسلم وإن جلَّ قدره لم يصل أحد\ لمرتبته عبد له سبحانه وتعالى محتاج إلى فضله ورحمته.
(التنبيه الثاني) قال الإمام النووي في الأذكار أجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك أجمع من يعتديه على جوازها واستحبابها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالاً والصلاة على غير الأنبياء. قال بعض أصحابنا هي حرام. وقال بعضهم حلاف الأولى والصحيح الذي عليه الأكثرون لها مكروهة كراهة تنزيه لأنه سعار أهل البدع وقد نُهينا عن شعارهم. قال أصحابنا والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في لسان السلف بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كما أن قولنا عز وجل مخصوص بالله سبحانه وتعالى فكما لا يقال محمد عز وجل وإن كان عزيزاً جليلاً لا يقال أبو بكر أو عليّ صلى الله عليه وسلم وإن كان معناه صحيحاً واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة فيقال اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه للأحاديث الصحيحة في ذلك وقد أُمرنا به في التشهد ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً، وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا هو في معنى الصلاة فلا يستعمل في الغائب فلا يفرد به غير الأنبياء فلا يقال عليّ عليه السلام وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيخاطب به فيقال سلام عليك أو سلام عليكم أو السلام عليك أو عليكم وهذا مجمع عليه، قال ويستحب الترضي والترحم على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الأخيار وتخصيص بعض العلماء الترضي بالصحابة والترحم في غيرهم لا يوافق عليه قال ولقمان ومريم ليسا بنبيين فإذا ذكرا فالأرجح أن يقال رضي الله عنه أو عنها. وقال بعضهم يقال صلى الله على الأنبياء وعليه أو وعليها وسلم ولو قال عليه السلام أو عليها فالظاهر أنه لا بأس به ا.هـ. ملخصاً.
(التنبيه الثالث) في معنى آهل صلى الله عليه وسلم. قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم المراد بهم هنا أي في الصلاة عليهم عند الشافعي رحمه الله تعالى والجمهور من حرمت عليهم الزكاة وهم مؤمنو بني هاشم والمطلب وقيل أزواجه وذريته وقيل ذرية فاطمة رضي الله عنها وعنهم خاصة وقيل ذرية عليّ والعباس وجعفر وعقيل وحمزة وبالغ بعضهم في الانتصار لهذا، وقيل جميع قريش وقيل جميع أمة الإجابة ومال إليه مالك رحمه الله واختاره الأزهري وبعض الشافعية ورجحه النووي في شرح مسلم لكن قيده القاضي حسين وغيره بالأتقياء منهم وضُعِّف بأن المراد\ بالصلاة عليهم الرحمة المطلقة وهي تعم غير الأتقياء أيضاً وخبر آل محمد كل تقيّ سنده واه جداً. وروي من قول جابر بسند ضعيف والصلاة على الأصحاب معهم في غير تشهد الصلاة سنة بقياس الأولى لأنهم أفضل من الآل غير الصحابة فقول ابن عبد السلام رحمه الله تعالى الأولى الاقتصار على الوارد ضعيف ا.هـ. وقال العارف بالله سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي في أوائل شرح الصلوات المحمدية للغوث الرباني سيدي عبد القادر الجيلاني عند قوله وعلى آل محمد أي الذين آلوا إليها رجعوا بالنسب أو الاتّباع إلى يوم الاجتماع وهم العارفون الكاملون من أهل الاجتماع الروحاني واللقاء الجسماني ا.هـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 01-31-2014 الساعة 01:43 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس