عن أدهم التميمي قال: لقيني كثيّر عزّة فقال : لقيني جميل في الموضع الذي لقيتني فيه فقال : من أين أقبلت ؟
قلت من عند أمِّ الحبيبة أعني بثينة قال : وأين تريد ؟ قلت إلى الحبيبة أريد عزّة قال : لابُدَّ من أن ترجع عودك على بدوك فستجد لي موعداً من بثينة ، فقلت : عهدي بأبيها قال : لابُدَّ . قلت : فمتى أخر عهدك بهم ؟ قال : بالدّوم وهم يرحضون ثيابهم . قال : فأتيت إيّاها ، فقال : ما ردّك يا ابن أخي ؟ قلت : أبياتاً عرضت لي فأحببتُ عرضها عليك فأنشدته :
فقلت يا عزَّ أرسلَ صاحبي = على نأي دار والموكّل مرسلُ
بأن تجعلي بيني وبينك موعداً = وأن تأمريني بالذي فيه أفعلُ
وآخر عهدي منك يوم لقيتني = بأسفل وادي الدوم والثوب يغسلُ
فضربت بثينة جانب الخدر وقالت : اخسأ , فقال أبوها : مَهْيَمْ يا بثينة ؟ قالت : كلب يأتينا إذا نوّم الناس من وراء الرابية .
قال : فرجعت إليه فأخبرته أنّها وعدته إذا نوّم الناس .
الأوائل للعسكري , وأمالي المرزوقي , والشعر والشعراء لابن قتيبة , والوافي بالوفيات للصفدي , وطبقات فحول الشعراء للجمحي , ومرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي , ووفيّات الأعيان لابن خلكّان .