عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2008
  #7
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: حديث الهجرة من سيرة ابن هشام

حديث سراقة بن مالك بن جعشم الكناني
ثم المدلجي أحد بني مدلج بن مرة بن تميم بن عبد مناة بن كنانة . وقد ذكر ابن إسحاق حديثه حين بذلت قريش مائة ناقة لمن رد عليهم محمدا عليه السلام وأن سراقة استقسم بالأزلام فخرج السهم الذي يكره وهو الذي كان فيه مكتوبا لا تضره إلى آخر القصة وأن قوائم فرسه حين قرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساخت في الأرض وتبعها عثان وهو الدخان وجمعه عواثن . وذكر غير ابن إسحاق أن أبا جهل لامه حين رجع بلا شيء فقال وكان شاعرا
أبا حكم والله لو كنت شاهدا
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدا
رسول ببرهان فمن ذا يقاومه ؟
عليك بكف القوم عنه فإنني
أرى أمره يوما ستبدو معالمه
بأمر يود الناس فيه بأسرهم
بأن جميع الناس طرا يسالمه
وقد قدمنا في هذا الكتاب عند ذكر كسرى ما فعله عمر بن الخطاب حين أتي بتاج كسرى ، وسواريه ومنطقته وأنه دعا بسراقة ، وكان أزب الذراعين فحلاه حلية كسرى ، وقال له ارفع يديك ، وقل الحمد لله الذي سلب هذا كسرى الملك الذي كان يزعم أنه رب الناس وكساها أعرابيا من بني مدلج . فقال ذلك سراقة وإنما فعلها عمر لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد بشر بها سراقة حين أسلم ، وأخبره أن الله سيفتح عليه بلاد فارس ، ويغنمه ملك كسرى ، فاستبعد ذلك سراقة في نفسه وقال أكسرى ملك الملوك ؟ فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن حليته ستجعل عليه تحقيقا للوعد وإن كان أعرابيا بوالا على عقبيه ولكن الله يعز بالإسلام أهله ويسبغ على محمد وأمته نعمته وفضله .

وفي السير من رواية يونس شعر لأبي بكر رضي الله عنه في قصة الغار
قال النبي ولم يزل يوقرني
ونحن في سدف من ظلمة الغار
لا تخش شيئا ; فإن الله ثالثنا
وقد توكل لي منه بإظهار
وإنما كيد من تخشى بوادره
كيد الشياطين كادته لكفار
والله مهلكهم طرا بما كسبوا
وجاعل المنتهى منهم إلى النار
وأنت مرتحل عنهم وتاركهم
إما عدوا وإما مدلج ساري
وهاجر أرضهم حتى يكون لنا
قوم عليهم ذوو عز وأنصار
حتى إذا الليل وارتنا جوانبه
وسد من دون من تخشى بأستار
سار الأريقط يهدينا وأينقه
ينعبن بالقرم نعبا تحت أكوار
يعسفن عرض الثنايا بعد أطولها
وكل سهب رقاق الترب موار
حتى إذا قلت : قد أنجدن عارضها
من مدلج فارس في منصب وار
يردي به مشرف الأقطار معتزم
كالسيد ذي اللبدة المستأسد الضاري
فقال كروا فقلت : إن كرتنا
من دونها لك نصر الخالق الباري
أن يخسف الأرض بالأحوى وفارسه
فانظر إلى أربع في الأرض غوار
فهيل لما رأى أرساغ مقربه
قد سخن في الأرض لم يحفر بمحفار
فقال هل لكم أن تطلقوا فرسي
وتأخذوا موثقي في نصح أسرار
وأصرف الحي عنكم إن لقيتهم
وأن أعور منهم عين عوار
فادعوا الذي هو عنكم كف عورتنا
يطلق جوادي وأنتم خير أبرار
فقال قولا رسول الله مبتهلا
يا رب إن كان منه غير إخفار
فنجه سالما من شر دعوتنا
ومهره مطلقا من كلم آثار
فأظهر الله إذ يدعو حوافره
وفاز فارسه من هول أخطار

حديث أم معبد

وذكر عن أسماء بنت أبي بكر حين خفي عليها ، وعلى من معها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدروا أين توجه حتى أتى رجل من الجن يسمعون صوته ولا يرونه فمر على مكة والناس يتبعونه وهو ينشد هذه الأبيات
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم ترحلا
فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
فيالقصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا يجازي وسودد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت
له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها بحالب
يرددها في مصدر ثم مورد
ويروى أن حسان بن ثابت لما بلغه شعر الجني وما هتف به في مكة قال يجيبه
لقد خاب قوم عنهم نبيهم
وقد سر من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم
وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا
عمايتهم هاد بها كل مهتد
لقد نزلت منه إلى أهل يثرب
ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب
فتصديقه في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته من يسعد الله يسعد
وزاد يونس في روايته أن قريشا لما سمعت الهاتف من الجن أرسلوا إلى أم معبد وهي بخيمتها ، فقالوا : هل مر بك محمد الذي من حليته كذا ، فقالت لا أدري ما تقولون وإنما ضافني حالب الشاة الحائل وكانوا أربعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، وقد تقدم التعريف به وطرف من ذكر فضائله في هجرة الحبشة ، والرابع عبد الله بن أريقط الليثي ولم يكن إذ ذاك مسلما ، ولا وجدنا من طريق صحيح أنه أسلم بعد ذلك وجاء في حديث أنهم استأجروه وكان هاديا خريتا ، والخريت الماهر بالطريق الذي يهتدي بمثل خرت الإبرة ويقال له الخوتع أيضا قال الراجز
يضل فيها الخوتع المشهر

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 12-26-2008 الساعة 03:00 AM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس