عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي سيرة الإمام العلامة علي بن جمعة

مولده ونشأته
سيرة الإمام العلامة
(مسيرة مجتهد ومجاهد)

هو الإمام العلامة الحجة الفقيه الأصولي المفسر، غُرَّة الزمان، مجدد العصر، مفتي الديار المصرية، من أحيا السلف الصالح، ومآثرهم، وأتحف المتقين بإحياء علوم الدين، وأقام الحجة للمؤمنين في مواجهة الملحدين، سيدي ومولاي تاج الرؤوس، وجوهر النفوس أبو عبادة نور الدين علي بن جمعة بن محمد بن عبد الوهاب بن سليم بن عبد الله بن سلمان رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه، وبارك في علمه، وعمله، وعمره، ونفع به. آمين.

مولده:
ولد رضي الله تعالى عنه، في مدينة «بني سويف» من أعمال صعيد مصر، في فجر يوم الاثنين الموافق السابع من شهر جمادى الآخر سنة 1371هـ، الموافق الثالث من شهر مارس سنة 1952م.
وأمه السيدة الفاضلة التقية النقية فتحية هانم بنت علي بن عيد بن سالم بن سالم الجندي الحموي، التي ولدت في «بني سويف» في الثالث من شهر جمادى الآخر سنة 1335هـ الموافق 24 أبريل سنة 1917م، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى، يوم السبت الثالث من شوال سنة 1423هـ، الموافق السابع من شهر ديسمبر سنة 2002م، ودفنت بمقابر العائلة بـ«بني سويف» شرق النيل.
وكانت رحمها الله تعالى، محافظة على صلاتها وصيامها ابتداء من سن تسع سنوات، وحتى يوم وفاتها، مشهورة بالكرم، وحسن الخلق، وهدوء النفس، وشيخنا رضي الله تعالى عنه ابنها الوحيد لم تنجب من الذكور سواه، وقد ورث منها ومن أبيه هذه المعاني، ماتت وهي تدعو له بالخير والعلم والقبول، وكان مما يرويه لنا أن من دعائها له: اللهم اجعل في وجهه جوهرة، وفي فمه سُكَّرة، وقد استجيبت دعوتها رحمها الله بشهادة كل من لقيه وسمعه.

أما أبوه فهو الأستاذ جمعة بن محمد بن عبد الوهاب، وهو أكبر أبناء محمد بن عبد الوهاب من السيدة صدِّيقة بنت خليل بن عيد بن سالم الجندي، ولد بقرية طنسا بني مالو مركز ببا، وهي على بعد 7 كيلو مترات جنوب «بني سويف»، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة 1333 هـ، الموافق السادس من أغسطس سنة 1915م، وسجل بدفتر المواليد تحت رقم 73 في 11 أغسطس سنة 1915م، والذي أصبح يوم مولده الرسمي.

وهو الأول من أخوة وأخوات أشقاء عددهم به سبعة، وهم: المهندس عبد الحميد ولد سنة 1918، والسيدة فهيمة ولدت سنة 1920، والدكتور عبد السلام ولد سنة 1922، والسيدة محاسن ولدت سنة 1929، والسيدة نعمات ولدت سنة 1932، والأستاذ أحمد ماهر ولد سنة 1936.
تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، واشتغل بالمحاماة، وتخصص في الجانب الشرعي من القانون (الأحوال الشخصية) حتى برع فيها، وصار حجة يرجع إليه في دقائقها، واشتهر بها، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الاثنين السادس عشر من ربيع الآخر سنة 1408 هـ الموافق 7 من ديسمبر سنة 1987م، ودفن رحمه الله بمقابر العائلة في القاهرة.
* * *
نشأته:
نشأ الإمام العلامة رضي الله تعالى عنه في بيت علم وتقوى، فتربى على فضائل الأخلاق والقيم الحميدة، وغرست فيه المبادئ النبيلة، ووجد منذ نشأته مكتبة عامرة لأبيه الذي كان حريصًا على الاطلاع والثقافة، ومازالت كثير من هذه الكتب تعمر بها مكتبة شيخنا إلى يومنا هذا، وقد بدأ في تلقي العلم منذ كان عمره خمس سنوات، وحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1963م، وعلى الشهادة الإعدادية سنة 1966م من مدينة «بني سويف»، وكان قد بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وأتمه قراءة على المشايخ في سنة 1969م.
ثم انتقل إلى القاهرة؛ حيث دخلت أخته كلية الهندسة بجامعة القاهرة، فحصل على الشهادة الثانوية سنة 1969م، وعلى بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس في مايو سنة 1973م.
وفضيلة الإمام تزوج وأنجب ثلاث بنات تزوجن كلهن وأنجبن له أحفادًا.
* * *
طلبه للعلم الشرعي

التحق فضيلة الإمام بجامعة الأزهر الشريف، وبدأ تلقي العلم على كبار المشايخ ممن سنذكرهم في مشايخه، وحفظ كثيرًا من المتون المقررة في الأزهر الشريف، فحفظ «تحفة الأطفال» في التجويد، و«ألفية ابن مالك» في النحو، و«الرحبية» في المواريث، و«متن أبي شجاع» في الفقه الشافعي، و«المنظومة البيقونية» في علم الحديث، وغيرها كثير من الضوابط والفوائد التي أثرت تأثيرا واضحا في علمه واستحضاره.
وتخرَّج في جامعة الأزهر في سنة 1979م، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا في تخصص أصول الفقه في كلية الشريعة والقانون، حتى نال درجة التخصص (الماجستير) في سنة 1985م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988م.

ولقد سمعنا مرات كثيرة في مناقشات علمية فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحميد ميهوب أستاذ الشريعة بكلية الحقوق، وأحد المناقشين في رسالة (الدكتوراه) لفضيلة الإمام العلامة، وهو يقول: إنه قد خلص في حياته بثلاث رسائل استوفت المنهج العلمي، منها رسالة الأستاذ الدكتور علي جمعة. والثانية للدكتور أسامة كحيل، والثالثة للدكتور علي بن سعد بن صالح الضويحي.

لقد اعتبر الإمام العلامة كل من تلقى عليه العلم الشرعي والاجتماعي من مشايخه، ولذلك تراه في سيرته الذاتية يحكي لنا عمن درس عليهم في الأكاديميات سواء في كلية التجارة أو في كلية الشريعة أو كان خارج الأكاديميات؛ حيث إنه طاف الأرض وأخذ الإجازات، وقرأ الكتب، وجمع الفوائد، واطلع على مشكلات الناس، وعلى حياتهم حتى صار حجة في ذلك، وإذا سمعته شعرت أن العالَم بين يديه، وأنه يعرف أكثر مما كنت تتخيل أنه يعرف.
* * *
شيوخـــه

1- الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، المغربي، من أهل طنجة، وهو محدث العصر بلا منازع، كان يحفظ أكثر من خمسين ألف حديث بأسانيدها، قرأ عليه فضيلة الإمام العلامة صحيحَ البخاري كله، وموطأ مالك، وكتاب «اللُّمَع في أصول الفقه» للإمام أبي إسحاق الشيرازي عمدة الشافعية، وقرأ عليه أوائل الحديث، وأجازه بالرواية، وبالإفتاء، ونصح تلامذته بالجلوس إلى فضيلة الإمام العلامة والأخذ عنه، والتلقي منه، وأشار إلى أنه من نجباء طلبته في مصر.
ذكر ذلك في كتابه «سبيل التوفيق في ترجمة ابن الصديق»، وكان رحمه الله تعالى يرشد الشباب إلى الالتزام بالشيخ العلامة كمرشد ومربي، وكان يعتز به كثيرًا.

2- الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، علم الأعلام، الغني عن البيان، الذي ملأ الأرض تحقيقا وتدقيقا، وعلما وخيرا، صاحب العلم الوفي، والخلق الجلي، محيي مآثر الصالحين الأولين من العلماء الفقهاء، قرأ عليه العلامة الإمام «الأدب المفرد» للإمام البخاري، وأجازه برواية العلم، ولما حقق العلامة الإمام كتاب «أصول الفقه» للشيخ محمد أبو النور زهير، ووضع في صدره إجازة الرواية لهذا الكتاب الذي أعطاها له الشيخ زهير، قال له الشيخ عبد الفتاح: قبلنا الإجازة منك. وهذا عند العلماء شرف كبير يتشرف به الإمام أن يروي عنه شيخه، وأستاذه، وهو معروف عند علماء الحديث بالتدبيج، وكان الشيخ يفخر بها، ويعدها أعظم من شهادة العالمية التي نالها بجدارة، وذلك من فرط أدبه وحبه لمشايخه، وأساتذته ومزيد تعظيمه لهم في نفسه.

3- الشيخ محمد أبو النور زهير، وكيل جامعة الأزهر، وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة، وعضو لجنة الفتوى، وهو من كبار العلماء في الأرض، قرأ عليه الإمام العلامة كتابه «أصول الفقه» كله في أربع مجلدات ببيته، وأجازه بالتدريس، والإفتاء، كما أنه قبل ذلك كان قد قرأ بعضه في أثناء دراسته بالأزهر بالإجازة العالية، أو بالدراسات العليا.
ولقد تأثر كثيرا بعلمه وفضله، ومعرفته بالمنطق والمعقول، أما أصول الفقه فكان الإمام العلامة يصف شيخه بأنه لو جمع عرقه لكان من أصول الفقه؛ مدحا فيه وفي علمه، واختلاط ذلك العلم بلحمه ودمه.
ولقد تغيب فضيلة الإمام العلامة مرة عن الدرس، ويحكي زملاؤه أن الشيخ تعكر لذلك جدًا، وأخذ يردد قول أبي فراس الحمداني:

سيذكُرُني قومي إذا جَدَّ جدهم (وفي الليلةِ الظَّلْمَاء يُفْتَقَدُ الْبَدْر)
فيستشهد بعجُز البيت يقصد به الإمام العلامة.

4- الشيخ جاد الرب رمضان جمعة، عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والذي كان يطلق عليه رحمه الله تعالى «الشافعي الصغير»، وذلك لشدة تبحره واطلاعه على كتب الشافعية، بصورة لم ير تلامذته مثلها في العصر، درس عليه الإمام العلامة «فقه الشافعية» في أثناء مرحلة الإجازة العالية، ودرس عليه أيضا «الأشباه والنظائر» للإمام السيوطي في قواعد الفقه، وكان الإمام العلامة يحفظ هذا الكتاب عن ظهر قلب في أثناء تلقيه للدرس، ودرَّسه في حوزته الأزهرية، وبيَّن من خلاله النظرة الكلية في ما وراء فروع الفقه الكثيرة، وكيف كان يفكر السلف الصالح، وكيف نفكر مثلهم، وفضيلة الإمام العلامة يفخر أيما فخر بكلمة قالها الشيخ جاد الرب له أمام مجموعة من زملائه: «قلمك خير من قلمي». وكان الشيخ جاد الرب ضنينًا بالمدح، مُقلاً منه جدًا، دقيقًا غاية في الدقة في ألفاظه، وفي تصحيحه للأوراق.
والإمام العلامة على عادته يفرح بهذه الشهادات ويعدها أعظم وقعًا من الشهادات الرسمية؛ لأنها تصدر من قلب محب.

5- الشيخ الحسيني يوسف الشيخ، أستاذ الشريعة وأصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة بجامعة الأزهر، وهو من بيت علم وتقوى، فأبوه وإخوته وابنه من علماء الشريعة، قرأ عليه الإمام العلامة الفقه الشافعي في أثناء الإجازة العالية، وفي مرحلة الدراسات العليا قرأ عليه «التمهيد» في تخريج الفروع على الأصول للإمام الإسنوي، وكان أيضا يحفظه حفظا، وقد درَّسه الإمام العلامة في حوزته في الأزهر الشريف، فكان آية من آيات الله في ربط التراث بالمعاصرة من خلال هذا الكتاب، ودرب به عقول طلبته على كيفية الفهم الدقيق، والتخريج المستقيم.

6- الشيخ عبد الجليل القرنشاوي المالكي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وكان فضيلة الإمام العلامة يقول عنه: علامة الدنيا، قرأ عليه «شرح العضد على ابن الحاجب» في أصول الفقه، وكان الشيخ عبد الجليل يحب الإمام العلامة جدًا، ويثني عليه، ويقول: «لو كان الأمر بيدي لأعطيته الأستاذية من مناقشته في أثناء الدرس»، ويفرح بها فضيلة الإمام العلامة كما هي عادته، كما ذكرنا.

7- الشيخ الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق، استفاد منه الإمام العلامة ولازمه مدة، فعينه الشيخ جاد الحق عضوا في لجنة الفتوى، وكان أصغر عضو بها، وذلك بطلب رئيسها الشيخ عطية صقر، وطلب أعضائها: الشيخ عبد الرازق ناصر، والشيخ الحملي، وغيرهم، وعينه باحثا في مجمع البحوث الإسلامية لحضور جميع جلساته ولجانه، فأدرك من خلال ذلك خبرة واسعة أفادته في قابل أيامه.
وأرسله الشيخ جاد الحق مبعوثا شخصيًا في أركان الأرض من مشرقها إلى مغربها لحضور اللقاءات والمؤتمرات، وما طُلب من الأزهر أن يكون حاضرًا فيه على مستوى العالم، فكان الإمام العلامة واحدًا من كبار قيادات الأزهر باختيار الإمام الأكبر له، وتمكينه من أداء هذه المهمة، وكثيرًا ما سمعنا فضيلة الإمام العلامة وهو يصف الإمام الأكبر ويقول: «كان رجلا والرجال قليل».

8- الشيخ عبد العزيز الزيات، شيخ قراء العصر، بل شيخ القراء في كل مصر، قرأ عليه الإمام العلامة طرفا من كتاب «مغني المحتاج شرح المنهاج» في فقه الإمام الشافعي، وكان يزوره بعد صلاة الفجر كل يوم في منزله العامر بدرب الأتراك بجوار الجامع الأزهر الشريف، ولم يقرأ الشيخ القرآن على هذا العَلَم الفرد، إنما قرأ الفقه الشافعي.

9- الشيخ محمد إسماعيل الهمداني، من أئمة القراء أصحاب التحريرات على الشاطبية والطيبة، بما يحاكي تحريرات الشيخ المتولي الكبير، قرأ عليه الإمام العلامة القرآن في ساحة المسجد الأزهر الشريف، وأخذ عنه طرفا من علم النحو، وكان الشيخ يصف فضيلة الإمام بـ «العلامة»، وكان يحبه حبا جما.

10- الشيخ أحمد محمد مرسي النقشبندي، وهو من التلامذة الأوائل المتقدمين للإمام محمد أمين البغدادي النقشبندي، الذي دخل مصر مربيا ومرشدا في سنة 1914م، ومات بها سنة 1940م، ودفن بعد ذلك بمسجد الظاهر جاشنكير (أي متذوق الطعام قبل السلطان) بالجمالية بالقاهرة، وضريحه معروف يزار.
وقد لازم فضيلة الإمام العلامة الشيخ أحمد مرسي ملازمة تامة ولمدة سنتين متتاليتين كل يوم، وتأثر به، وبأخلاقه، ومشربه، وعلمه، ووصفه بأنه تجسيد للحب، والرحمة، والجمال والخلق القويم يمشي على رجليه، وعندما سئل الإمام العلامة من أحد طلبته: إن كل ما قرأناه في كتب السادة الصوفية وأخلاقهم نراه متمثلا فيكم، بل ونفهمه من خلالكم، ومن خلال تصرفاتكم ومواقفكم. فكان يقول وهو يبتسم: الشيخ أحمد مرسي. أي أن الشيخ أحمد مرسي رحمه الله تعالى هو الذي طبع عليه هذا الذي ترونه، ولا أحدثك عن مدى حبه لذلك الشيخ، واعتباره هو النموذج الذي يمكن أن نقلده، وهو الحجة التي سوف يحاسبنا الله عليها لو كان هذا الشخص بيننا في عصرنا الحاضر، وعلى الرغم من ذلك، فقد توكل على الله حق توكله، وكانت الدنيا تأتي إلى يده، وتذهب، ولا تدخل قلبه أبدا كما يصفه الإمام العلامة.

11- ومشايخ الشيخ ممن تلقى عنهم العلم والإجازة بالتربية كثيرون ذكر منهم في سيرته الذاتية: (الشيخ/ محمد الحافظ التيجاني، شيخ الطريقة التيجانية، ورئيس تحرير مجلة الطريق إلى الله، والشيخ/ إبراهيم أبو الخشب، شاعر ثورة 1919م، والأديب المعروف، وأستاذ الأدب بالأزهر، الشيخ/ محمد محمود فرغلي، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ السيد صالح عوض، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ علي أحمد مرعي، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ إسماعيل الزين اليمني الشافعي، المكي إقامةً، الشيخ/ محمد علوي المالكي، العلامة المعروف، الشيخ/ عوض الزَّبِيدي، المكي إقامةً، الشيخ/ صالح الجعفرى، علم الأعلام المعروف، الشيخ/ أحمد حمادة الشافعي النقشبندي، من تلامذة الشيخ/ محمد أمين البغدادي، الشيخ / محمد زكي الدين إبراهيم الحنفي مذهبا، الشاذلي طريقة، رائد العشيرة المحمدية بالقاهرة، وغيرهم كثير).

12- كما تلقى العلوم الأخرى على عدد من الأساتذة المتخصصين في تخصصات أخرى نذكر منها: (الاقتصاد الإسلامي على يد الدكتور عيسى إبراهيم عبده، وأسس علم الاقتصاد الغربي على يد الدكتور يحيى عويس والدكتور علي لطفي، والنقود والبنوك الدكتور عبد المنعم راضي، وعلم القانون الوضعي على يد الدكتور سامي مدكور والدكتور حمدي عبد الرحمن والدكتور حسين النوري وغيرهم، وعلم الإدارة على يد الدكتور ماهر عليش والدكتور علي عبد الوهاب والدكتور سيد الهواري وغيرهم، وعلم المحاسبة على يد الدكتور محمد الجزيري والدكتور إبراهيم العشماوي وغيرهم، وعلم الرياضيات العليا على يد الدكتور فتحي محمد علي وغيرهم).
* * *

أسانيده إلى المذاهب الأربعة

ذكرها الشيخ في كتابه (المدخل) فقال:
من طريق ثبت الشيخ الأمير[1].
«اتصلت أسانيدنا في المذاهب الأربعة وغيرها من العلوم الشرعية – بحمد الله- طريق عدة من مشايخنا بما في الأثبات المشهورة.
ولكننا سنقتصر هنا على طريق واحد لعلوها وشهرتها: فبعموم الإجازة عن الإمام الحافظ المجتهد أبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري عن الشيخ المعطر محمد دويدار التلاوي الكفراوي عن شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر، عن الشيخ الأمير بما في ثبته المشهور.
وعن الشيخ الغماري عن الشيخ عمر حمدان المحرثي عن المعمر الطيب النيفر عن البرهان الرياحي عن الأمير.

سندنا إلى المذهب الشافعي:
بالإسناد المتقدم إلى الشيخ الأمير عن شيخه الصعيدي عن شيخه عُقَيْلَة عن الشيخ حسن العُجَيْمِي، عن العارف القشاشي بإجازته، عن الشمس محمد الرملي، عن شيخ الإسلام زكريا، عن الحافظ ابن حجر، عن الصلاح بن أبي عمر، عن الفخر بن البخاري، عن القاضي أبي المكارم أحمد بن محمد اللبان، وأبي حفص محمد بن أحمد الصيدلاني، عن أبي الحسن بن أحمد الحداد، عن الحافظ أبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، أنبأنا الشافعي رحمه الله تعالى.

قال كاتبه عفى الله عنه: وقد تفقهته في مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه على جمعٍ من الفقهاء، ولي فيه إسنادٌ آخر مسلسلٌ بالأئمة الشافعيين متصلاً بالإمام الشافعي رضي الله عنه، ثم إلى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ضمنه سند مؤلفات الإمام النووي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وابن حجر الفقيه، والرملي، والخطيب الشربيني، والشرقاوي، وشيخ الإسلام أحمد زيني دحلان بن زين العابدين زيني دحلان، وغيرهم من فقهاء الشافعية ممن اشتهرت مصنفاتهم رحم الله الجميع، وفيه أيضًا إسنادنا إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي بطريقة أصحابنا العراقيين المتقدم الإشارة إليه، وغير ذلك من الفوائد كما ترى:
حدثني العلامة إسماعيل بن عثمان زين اليمني المكي الشافعي، عن السيد محمد بن يحيى الأهدل، عن السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل، عن السيد أحمد زين دحلان، عن الشيخ عبد الله الشرقاوي، عن الأستاذ محمد بن سالم الحنفي، عن الشيخ أحمد الخليفي، عن الشيخ أحمد البشبيشي، عن الشيخ علي بن عيسى الحلبي، عن الشيخ علي الزيادي، عن الشيخ المحقق أحمد بن حجر الهيثمي، والشيخ محمد الرملي، والشيخ الخطيب، كلهم عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم، عن والده الزين العراقي، عن السراج البلقيني، عن العلاء بن العطار، عن محرر المذهب الإمام النووي، عن جمال الدين سالار الأردبيلي، عن أبي عمرو عثمان بن الصلاح عن والده عبد الرحمن الملقب بالصلاح، عن أبي سعد عبد الله بن عصروان، عن أبي علي الفارقي، عن أبي إسحاق الشيرازي، عن القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، عن أبي الحسن محمد بن الماسرجسي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المروذي، عن أبي العباس أحمد بن سُريج، عن عثمان بن بشار الأنماقي، عن الربيع بن سليمان المرادي، عن إمام الأئمة وناصر السنة محمد بن إدريس الشافعي، عن الإمام مالك بن أنس، عن نافع بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن الأحاديث التي اتصل إسنادنا بها من طريق الإمام الشافعي:
بالسند المتقدم إلى الشافعي – وهو أعلى ما عنده- حدثنا مَالِك عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ».

سندنا إلى المذهب الحنفي (يتضمن سند الموطأ برواية محمد بن الحسن):
فبالإسناد المتقدم إلى الشيخ الأمير عن شيخه الصعيدي عن شيخه الشيخ محمد عقيلة المكي، وهو يرويه مسلسلاً للفقهاء الحنفيين، عن الشيخ حسن بن علي العجيمي الحنفي، عن الشيخ خير الدين الرملي، عن الشيخ أحمد بن أمين الدين، عن والده أمين الدين بن عبد العال الجمبلاطي، عن الشيخ سري الدين بن عبد البر، عن والده الشيخ محب الدين بن محمد بن الشحن إجازةً، عن الإمام أكمل الدين محمد بن البابرتي، عن العلامة محمد بن السخاوي المعروف بقوام الدين، عن العلامة حسام الدين السغناقي، قال: أخبرنا الإمام حافظ الدين الكبير محمد بن محمد بن نصر البخاري النسفي، عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار القرداري، عن برهان الدين أبي المكارم المطرزي، قال: أخبرنا الإمام الخطيب موفق الدين، قال أخبرنا الإمام أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري بمكة عند باب بني شيبة، قال حدثنا الزكي الحافظ أبوعبد الله الحسيني بن محمد بن خسروه البلخي، عن أبي الحسن علي بن أيوب، قال أخبرنا ابن طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، قال أخبرنا أبوعلي محمد بن أحمد بن الحسن، قال أخبرنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن مهران، قال أخبرنا محمد بن الحسن الشيباني، قال أخبرنا مالك بن أنس رضي الله عنه.

وبالسند إلى محمد بن الحسن عن الإمام أبي حنيفة عن حماد بن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن الأحاديث التي اتصل إسنادنا بها من طريق أبي حنيفة:
به (يقصد الإسناد المتقدم) عن الإمام أبي حنيفة عن حماد بن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجمع الله العلماء يوم القيامة فيقول: إني لم أجعل حكمتي في قلوبكم إلا وأنا أريد بكم خيرًا، اذهبوا إلى الجنة، فقد غفرت لكم ما كان منكم).

وبالسند إلى أبي حنيفة عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».
وهو منقطع، أبوحنيفة رأى أنسًا، إلا أنه لم يسمع منه.

سندنا إلى المذهب المالكي:
بالسند المتقدم إلى الشيخ الأمير عن شيخه العدوي، عن الشيخ عبد الله الجمالي والسيد محمد السلاموني، عن الشيخ محمد الخرشي، والشيخ عبدالباقي الزرقاني، وكلاهما عن الشيخ علي الأجهوري والشيخ إبراهيم اللقاني، كل منهما عن الشيخ محمد البنوفري، عن الشيخ عبدالرحمن الأجهوري، عن شمس الدين اللقاني، عن الشيخ علي السنهوري، عن الشيخ البساطي، عن الشيخ تاج الدين بهرام، عن الشيخ خليل صاحب المختصر، تفقه الشيخ خليل على الشيخ عبدالله المنوفي.

وقد أخذ الشيخ علي السنهوري، أيضًا عن الشيخ طاهر بن علي بن محمد النويري، عن الشيخ حسين بن علي، وهو عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر بن هلال الربعي، وهو عن قاضي القضاة فخر الدين بن المخلقة، وهو عن أبي حفص عمر بن فراج الكندي، وهو عن أبي محمد عبد الكريم بن عطاء الله السكندري، وهو عن أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي، وهو عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وهو عن الإمام المكي القيسي الأندلسي، وهو عن الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني صاحب الرسالة، وهو عن الإمام أبي بكر محمد بن اللداد الأفريقي صاحب اختلاف ابن القاسم وأشهب، وهو عن الإمامين سحنون وعبد الملك الأندلسي وهما عن عبد الرحمن بن القاسم وعن الإمام أشهب بن عبد العزيز العامري القيسي، وهما عن الإمام مالك بن أنس.

سندنا إلى مذهب الإمام أحمد (يتضمن السند بالمسند المشهور):
بالسند المتقدم إلى الشافعي إلى الفخر البخاري، قال أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج المكثر، قال أخبرنا أبوالقاسم عبد الله بن محمد وعبد الواحد بن الحصين أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي المذهب الواعظ، أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد، حدثني أبي» انتهى ما أردنا نقله من كتاب المدخل.
* * *
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس