عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2009
  #14
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

وهنا أرفق بعض فتاوى العلماء للإطلاع والفائدة :
1ـ الشيخ علي جمعة ـ مفتي الديار المصرية ـ حفظه الله :سأل عن هذه المسألة فقال:الحمد لله وحدهوالصلاة والسلام على من لانبي بعده سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهبإحسان الى يوم الدين.
ينبغي أننقدم أصولاً ثلاثة تجب مراعاتها عند الكلام في هذه المسألة وأشباهها:
أولاً: الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم أن تحمل على الأوجه التي لا تتعارض مع أصلالتوحيد، ولا يجوز أن نبادر برميه بالكفر أو الشرك، فإن إسلامه قرينة قوية توجبعلينا ألا نحمل أفعاله على ما يقتضي الكفر، وتلك قاعدة عامة ينبغي على المسلمين مراعاتها،وقد عبر الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى عن ذلك بقوله: >>من صدر عنه مايحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهاً ويحتمل الايمان من وجه نحمل امره على الايمان«،ولنضرب لذلك مثلاً قولياً وآخر فعلياً.
مثال الأقوال:فالمسلم يعتقد أن المسيح عليه السلام يحييالموتى ولكن بإذن الله، وهو غير قادر على ذلك بنفسه وانما بقوة الله له، والنصرانييعتقد أنه يحيي الموتى، ولكنه يعتقد أن ذلك بقوة ذاتية، وأنه هو الله، او ابن الله،او أحد أقانيم ثلاثة كما يعتقدون، وعلى هذا فإذا سمعنا مسلماً موحداً يقول: ( أنا أعتقد أنالمسيح يحيي الموتى) ـ ونفس تلك المقالة قالها آخر نصرني ـ فلا ينبغي أن نظن أنالمسلم تنّصر بهذه الكلمة، بل نحملها على المعنى اللائق بانتسابه للإسلام ولعقيدةالتوحيد.
مثال الأفعال:أن المسلم يعتقد أيضا أن العبادة لا يجوز صرفها الا لله وحده، والمشركيعتقد جواز صرفها لغير الله تعالى، فإذا رأينا مسلماً يصدر منه لغير الله ما يحتملالعبادة وغيرها وجب حمل فعله على مايناسب اعتقاده كمسلم ، لأن من ثبت له عقد الإسلامبيقين لم يزل عنه بالشك والاحتمال. ولذلك لما سجد معاذ بن جبل رضي الله عنه للنبيصلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان ـ نهاه النبي صلى اللهعليه وآله وسلم عن ذلك، ولكنه لم يصف فعله هذا بالشرك أو الكفر، وبدهي أن معاذا رضيالله عنه ـ وهو أعلم الأمة بالحلال والحرام ـ لم يكن يجهل أن السجود عبادة وأنالعبادة لا يجوز صرفها لغير الله ، ولكن لما كان السجود يحتمل وجهاً آخر غير عبادةالمسجود له لم يجز حمله على العبادة إذا صدر من المسلم أو تكفيره بحال، وفي ذلكيقول الحافظ الذهبي:"الا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلمقالوا:ألا نسجد لك؟ فقال ؟لا . فلوأذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير لا سجودعبادة، كماقد سجد اخوة يوسف عليه السلام ليوسف. وكذلك القول في سجود المسلم لقبرالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلاً. بل يكونعاصيا، فليعرف أن هذا منهي عنه وكذلك الصلاة الى القبر" انتهى كلام الإمام الذهبي من معجم الشيوخ : (1/73)والإخلال بهذا الأصل الأصيل هو مسلك الخوارج، حيث وضح ابن عمر رضي اللهعنهما ان هذا هو مدخل ضلالتهم فقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوهاعلى المؤمنين"علقه البخاري في صحيحه ووصله ابن جرير الطبري في »تهذيب الآثار« بسندصحيح.
ثانيا: هناك فارق كبير وبون شاسع ما بين الوسيلة والشرك. فالوسيلةمأمور بها شرعاً كما في قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليهالوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون)(المائدة:35)، وأثنى سبحانه على من يتوسلونإليه في دعائهم فقال : (اولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقربويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)(الإسراء:57). والوسيلة فياللغة: المنزلة، والوصلة، والقربة، فجماع معناها هو : التقرب الى الله تعالى بكل ماشرعه سبحانه ويدخل في ذلك تعظيم كل ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنةوالأشخاص والأحوال، فيسعى المسلم مثلا للصلاة في المسجد الحرام والدعاء عند قبرالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والملتزم تعظيماً لما عظّمه الله سبحانه وتعالى منالاماكن، ويتحرى قيام ليلة القدر والدعاء في ساعة الإجابة يوم الجمعة وفي ثلث الليلالأخير تعظيماً لما عظمه الله من الأزمنة، ويتقرب الى الله تعالى بحب الأنبياءوالصالحين تعظيماً لمن عظمه الله من الاشخاص. ويتحرى الدعاء حال السفر وعند نزولالغيث وغير ذلك تعظيما لما عظمه الله من الاحوال.. وهكذا وكل ذلك داخل في قولهتعالى { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}(الحج:32
اما الشركفهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي الا لله تعالى،حتى لو كان ذلك بغرض التقرب الى الله كما قال تعالى { والذين اتخذوا من دونهاولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (الزمر: 3) وإنما قلنا ـ على الوجهالذي لا ينبغي الا لله تعالى ـ لإخراج كل ما خالف العبادة في مسماها وإن وافقها فيظاهر اسمها، فالدعاء قد يكون عبادة للمدعو كما في قوله تعالى(إن يدعون من دونه إلا إناثا) (النساء: 117) وقد لا يكون عبادة (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) النور: 63 .
والسؤال قد يكون عبادة للمسؤول كقوله تعالى(واسئلوا الله من فضله) (النور: 23)، وقد لا يكون عبادة للمسؤول كما في قوله تعالى (( للسائل والمحروم)) (المعارج: 25) والاستعانة قد تكون عبادة للمستعان به (إياك نعبدوإياك نستعين) (الفاتحة: 5)، وقال موسى لقومه ((استعينوا بالله واصبروا) (الاعراف: 128وقد لا تكون عبادة للمستعان به (واستعينوا بالصبر والصلاة)[1] (البقرة: 45) والحب قد يكون عبادةللمحبوب وقد لا يكون كما جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك في قوله: ((أحبواالله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)) رواه الترمذيوصححه الحاكم.. [2]وهكذا، أي أن الشرك إنما يكون في التعظيم الذي هو كتعظيم الله تعالىكما قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) (البقرة: 22) وكما قالسبحانه: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشدّحباً لله) (البقرة: 165).وبذلك يتبين لنا فصل ما بين الوسيلة والشرك، فالوسيلة »نعظم فيها ما عظمه الله، أي أنها تعظيم بالله والتعظيم بالله تعظيم لله كما قالعزوجل: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (الحج: 32)، اما الشرك: فهو تعظيم مع الله او تعظيم من دون الله، ولذلك كان سجود الملائكة لآدم عليه السلامإيمانا وتوحيداً وكان سجود المشركين للأوثان كفراً وشركاً مع كون المسجود له فيالحالتين مخلوقاً، لكن لما كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام تعظيماً لما عظمه الله،كما أمر الله كان وسيلة مشروعة يستحق فاعلها الثواب، ولما كان سجود المشركينللأصنام تعظيماً كتعظيم الله كان شركاً مذموماً يستحق فاعله العقاب.
وعلى هذا الأصلفي الفرق بين الوسيلة والشرك بنى جماعة من أهل العلم قولهم بجوار الحلف بما هو معظمفي الشرع. كالنبي صلى الله عليه و آله وسلم، والاسلام و الكعبة ومنهم الامام احمدرحمه الله تعالى في احد قوليه، حيث أجاز الحلف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلممعللا ذلك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أحد ركني الشهادة التي لا تتم إلا به، وذلكلأنه لا وجه فيه للمضاهاة بالله تعالى بل تعظيمه بتعظيم الله له، وحمل هؤلاء أحاديثالنهي عن الحلف بغير الله على ما كان من ذلك متضمنا للمضاهاة بالله بينما يرى جمهورالعلماء المنع من ذلك أخذاً بظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله.
وفي بيان مأخذالأولين وترجيحه يقول بن المنذر رحمه الله تعالى: (اختلف أهل العلم في معنى النهيعن الحلف بغير الله، فقالت طائفة: هو خاص بالأيمان التي كان أهل الجاهلية يحلفونلغير الله تعالى كاللات والعزى والأباء، فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها، واماما كان يؤول إلى تعظيم الله كقوله: وحق النبي، والاسلام والحج والعمرة والهديوالصدقة والعتق ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلاً في النهي،وممن قال بذلك أبوعبيد وطائفة ممن لقيناه واحتجوا بما جاء عن الصحابة من إيجابهمعلى الحالف بالعتق والهدي، والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا النهي المذكور، فدل علىأن ذلك عندهم ليس على عمومه، اذ لو كان عاما لنهوا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئا«. انتهى نقلاً عن فتح الباري للحافظ ابن حجر 11/535
1ـ فإذا ما حصل خلاف بعد ذلكفي بعض أنواع الوسيلة كالتوسل بالصالحين والدعاء عند قبورهم مثلاً .
2ـ أو حصل خطأ فيهامن بعض المسلمين فيما لم يشرع كونه وسيلة كالسجود للقبر أو الطواف به، فإنه لا يجوزأن ننقل هذا الخطأ أو ذلك الخلاف من دائرة الوسيلة إلى دائرة الشرك والكفر، لأننانكون بذلك قد خلطنا بين الأمور وجعلنا التعظيم بالله كالتعظيم مع الله، والله تعالىيقول: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون) (القلم: 36ـ35).
ثالثا: ان هناك فارقا ايضا ما بين كون الشيء سبباً، واعتقاده خالقاًومؤثراً بنفسه، تماماً كما مثلنا في الأصل الأول من اعتقاد المسلم أن المسيح عليهالسلام سبب في الخلق بإذن الله في مقابلة اعتقاد النصراني أنه يفعل ذلك بنفسه، فاذارأينا مسلماً يطلب أو يسأل أو يستعين أو يرجو نفعاً او ضراً من غير الله فإنه يجبعلينا قطعاً أن نحمل ما يصدر منه على ابتغاء السببية ،لا على التأثير والخلق، لمانعمله من اعتقاد كل مسلم أن النفع والضر الذاتيين إنما هما بيد الله وحده، وأن هناكمن المخلوقات ما ينفع أو يضر بإذن الله.
ويبقى الكلام بعد ذلك في صحة كون هذاالمخلوق أو ذلك سببا من عدمه.[3]
[1]وقوله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى)) فإذا استعنت بمخلوق فلا يعني أنك تعبده.

[2] أي فإن حب الله هو عبادة لله تعالى ،وحب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات ليس عبادة للرسول صلى الله عليه وسلم فمحبة الشيء لا تستلزم عبادته .

[3] وهذا طبعاً لا مدخل له في الشرك بعد أن فهمنا الفرق بين السببية والإيجاد.وفهمنا الفرق بين قصد العبادة وبدون قصد العبادة.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس