عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي عروة بن الزبير . . الصوام القوام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أحينا بحبك وحب نبيك وأشغلنا بك عن كل ما سواك وأظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله وتجلى علينا بأنوار جمالك ورحمتك يا رب العالمين وصل وسلم على شمس الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

في رحاب التابعين
عروة بن الزبير . . الصوام القوام

قال ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” والذهبي في “سير أعلام النبلاء” عن التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، إنه كان من كان من فقهاء أهل المدينة، وعدّه العلماء من الطبقة الثانية من التابعين، وهو أحد الفقهاء السبعة، أمه هي ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأبوه هو الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر ابن خلكان في كتابه “وفيات الأعيان” الجزء الثالث أنه أُختلف في تحديد سنة مولد عروة فقيل: ولد في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وبداية خلافة عثمان أي عام 22 للهجرة، بينما رجح ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” ولادته في سنة 23 بعد وفاة عمر بن الخطاب .

وقد أشار ابن كثير في “البداية والنهاية” إلى أن عروة كان ممن عرفوا بالإكثار من قراءة القرآن، فكان يقرأ كل يوم ربع القرآن ويقوم به الليل، ولم يترك ورده من الليل إلا ليلة أن قطعت رجله . كما كان رجلاً صواماً فقد أورد الأصبهاني في “حلية الأولياء” أنه كان يصوم الدهر إلا يوم الفطر ويوم النحر، حتى إنه صام يوم قطعت رجله، كما أنه مات رحمه الله تعالى وهو صائم .

طلب العلم

وذكر ابن سعد في “الطبقات الكبرى” أن التابعي الجليل عروة بن الزبير كان حريصاً على طلب العلم والتزود به والتفقه فيه، وفي ذلك يقول: “جمع المسجد الحرام يوماً بين عبدالملك بن مروان، وعبدالله بن الزبير، وأخويه مصعب وعروة، وعبدالله بن عمر أيام تآلفهم بعهد معاوية بن أبي سفيان، فقال بعضهم: هلم فلنتمن، فاجتمعوا في الحجر، فقال عبدالله بن الزبير: أمنيتي أن أملك الحرمين وأنال الخلافة، وقال مصعب: أمنيتي أن أملك العراق وأجمع بين عقيلتي قريش سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة، وقال عبدالملك بن مروان: أمنيتي أن أملك الأرض كلها وأخلف معاوية، وقال عبدالله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة”، وقال عروة: “لست في شيء مما أنتم فيه، أمنيتي الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، وأن يؤخذ عني العلم وأن أكون ممن يروى عنهم” .

ويشير الذهبي في “سير أعلام النبلاء” إلى أن أول من سمع منهم وتفقه عنهم عروة هي خالته عائشة أم المؤمنين، فقد روى عنها، كما أنه حدّث عن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وقد قال عنه أبو زناد، وفقاً لما رصده الذهبي: “كان فقهاء أهل المدينة أربعة، سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وعبدالملك بن مروان” . وذكر ابن شهاب الزهري أيضاً في السير: “كنت أطلب العلم من ثلاثة، سعيد بن المسيب وكان أفقه الناس، وعروة بن الزبير وكان بحراً لا تكدره الدلاء، وعبيدالله بن عبدالله وكنت لا أشأ أن أقع منه على علم ما أجد عند غيره إلا وقعت” .

الفقيه المحدث

وأورد ابن سعد عنه في “الطبقات الكبرى” الجزء الخامس أن أهم ما امتاز به عروة في مسيرته العلمية، الحديث والفقه، حيث قال: “كان ثقة كثير الحديث فقيهاً عالماً مأموناً ثبتاً”، وذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتابه “حلية الأولياء” أن لعروة بن الزبير مجموعة من المرويات من المسانيد عن كبار الصحابة وجمهورهم رجالاً ونساء . وأضاف ابن سعد أن عروة كان ورعاً، وفي ذلك أيضاً ما ذكر في “حلية الأولياء” للأصبهاني من أن: “عروة بن الزبير تابعي ثقة، ورجل صالح، لم يدخل في شيء من الفتن”، كما أورد أنه أحرق كتباً له فيها فقه، فكان يقول بعد ذلك: “والله لوددت لو أني فديتها بأهلي ومالي”، ويشار هنا إلى أنه لم يحرق كتبه إلا خشية أن تختلط بكتاب الله تعالى، وهذا من ورعه رحمه الله تعالى .

وتحدث العديد من كتاب السير كالذهبي في “سير أعلام النبلاء” وابن الجوزي في “صفة الصفوة” عن محنة عروة الصحية التي ألمت به وقصة بلائه وصبره عليها، وورد في هذا “أن عروة خرج إلى الوليد بن عبدالملك، حتى إذا كان بوادي القرى، وجد في رجله شيئاً، فظهرت به قرحة الآكلة (التهاب شديد برجله)، ثم ترقى به الوجع، وقدم على الوليد وهو في محْمل، فقيل: ألا ندعو لك طبيباً؟ قال: إن شئتم، فبعث إليه الوليد بالأطباء فأجمع رأيهم على أنهم إن لم ينشروها قتلته، فقال: شأنكم فقالوا: اشرب المُرقد (أي الخمر حتى لا يشعر بالألم)، فقال: أمضوا لشأنكم، ما كنت أظن أن خلقاً يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل، ولكن هلموا فاقطعوها” .



http://www.alkhaleej.ae/portal/9df9b...4816c4c87.aspx
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس