رد: كلمة هادئة في حديث لاتطروني
قضيت[يقول لا يجدوا في أنفسهم ضيقا مما قضيت وإنما معناه ثم لا تحرج أنفسهم مما قضيت أي لا تأثم بإنكارها ما قضيت وشكها في طاعتك وأن الذي قضيت به بينهم حق لا يجوز لهم خلافه عن مجاهد في قوله ]حرجا مما قضيت [ يقول شكا.
أخبرنا جويبر عن الضحاك في قوله ]ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت [ قال أي: »ويسلموا تسليما لقضائك وحكمك إذعانا منهم بالطاعة وإقرارا لك بالنبوة تسليما«([1]
وقال ابن كثير في تفسيره: قوله ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم[ يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول r في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال: ]ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما[. أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا بلا ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة كما ورد في الحديث »والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به «([2]
ونكتفي بشرح المفسرين لهذه الآية التي نفت أصل الإيمان عن كل من يدعي أنه مؤمن إذا لم يرض بحكم رسول الله r فكأن الله لم يرضَ من عباده إلا أن يحكموا رسوله r ولا يجدوا حرجا مما قضى ويسلموا تسليما.
- قال تعالى: ] لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون [([3]
قال القرطبي في تفسيره: فيه ثلاث مسائل الأولي قال القاضي أبو بكر بن العربي قال المفسرون بأجمعهم أقسم الله تعالى هاهنا بحياة محمد r تشريفا له أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون قلت وهكذا قال القاضي عياش أجمع أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد r وأصله ضم العين من العمر ولكنها
([1]) تفسير الطبري (5/157).
([2]) تفسير ابن كثير (1/521).
([3]) الحجر: 72
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات