عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حجة الإسلام الغزالي

الغزالي رحمه الله موسوعة عصره فلم يترك علماً من العلوم إلا واشتغل فيه، بل وبرع فيه حتى وازى أرباب هذا العلم وفاقهم وكان منهجه يستند إلى الشك العلمي، فيبدأ في دراسته لأي علم بعدة تساؤلات، ثم يدخل في غمار هذا العلم ويتعمق فيه تعمق الخبير المتبصر، ثم يؤلف فيه ذاكراً ماله وما عليه، ويخرج لنا بنظرة مستقلة عن هذا العلم، فهو لا يقبل التقليد ويتمرد عليه وفيما يلي أذكر بعض العلوم التي برع فيها الغزالي على وجه الاختصار:
أولاً: علم الكلام : درس الغزالي علم الكلام على أستاذه المجدد في المذهب الأشعري إمام الحرمين الجويني ولكنه لم يقلده فيما أخذ منه بل
تعمق في مذهب الأشعري تعمقاً كبيراً حتى صار له نظرته المستقلة وافق الأشعري في بعض المسائل وخالفه في بعضها، كما أخذ ينتقد المتكلمين على مؤاخذتهم العوام بعلم الكلام وتكليفهم بمعرفة الدلائل الكلامية، والتقسيمات المرتبة، وأن من يجهل ذلك، ولم يعرف الله عن طريق الكلام والأدلة المحررة فهو ناقص في دينه أو شاك في يقينه (
قال الغزالي في كتابه فيصل التفرقة: ( ومن أشد الناس غلواً وإسرافاً، طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي قررناها فهو كافر فهؤلاء ضيقوا رحمه الله الواسعة على عباده أولاً، وجعلوا الجنة وقفاً على شرذمة يسيرة من المتكلمين، ثم جهلوا ما تواتر من السنة ثانياً، إذ ظهر في عصر رسول الله r وعصر الصحابة y حكمهم بإسلام طوائف من أجلاف العرب كانوا مشغولين بعبادة الوثن ولم يشتغلوا بعلم الدليل ولو اشتغلوا فيه لم يفهموه ومن ظن أن مدرك الإيمان الكلام والأدلة المجردة والتقسيمات المرتبة فقد بعد عن الإنصاف ، بل الإيمان نور يقذفه الله في قلوب عباده عطية وهدية من عنده )
كما انتقد المتعصبين من الأشاعرة الذين يعتبرون الخروج عن مذهب الأشعري كفراً أو زندقة وطالبهم بالدليل على ذلك .
يقول في فيصل التفرقة: ( إني رأيتك أيها الأخ المشفق، والصديق المتعصب، موغر الصدر، منقسم الفكر، لما قرع سمعك من طعن طائفة من
الحسَّد، على بعض كتبنا المصنفة في أسرار معاملات الدين، وزعم أن فيها ما يخالف مذهب الأصحاب المتقدمين، والمشايخ المتكلمين وأن العدول عن مذهب الأشعري، ولو في قيد شعرة كفر، ومباينته ولو في نزر، ضلال وخسر ) (
ثم قال: ( خاطب نفسك وصاحبك وطالبه بحد الكفر، فإن زعم أن حد الكفر ما يخالف مذهب الأشعري، أو مذهب المعتزلي، أو مذهب الحنبلي، أو غيره، فاعلم أنه غرٌّ بليد، قد قيَّده التقليد فهو أعمى من العميان، فلا تضيع بإصلاحه الزمان )
ومع كثرة الأيام وكثرة التجارب العلمية ازداد الغزالي اقتناعاً بأن أسلوب القرآن في الإقناع أبلغ وأنفع و أعم وأشمل للطبقات والمستويات الفكرية المختلفة، , وأن علم الكلام علاج مؤقت ومختص بمن نشأ عنده شكوك وشبهات ولا حاجة للطبائع السليمة والعقول المستقيمة إليه (
يقول في إلجام العوام عن علم الكلام: ( فأدلة القرآن مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان، وأدلة المتكلمين مثل الدواء، ينتفع به آحاد الناس ويستضر به الأكثرون، بل أدلة القرآن كالماء الذي ينتفع به الصبي الرضيع والرجل القوي، وسائر الأدلة كالأطعمة التي ينتفع بها الأقوياء مرة، ويمرضون بها أخرى، ولا ينتفع بها الصبيان أصلاً ) (. ...........................
يتبع مع الغزالي وعلم المنطق

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-16-2008 الساعة 06:53 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس