عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2011
  #2
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو معاويه مشاهدة المشاركة
إذا كان تعدد اجتهادات فقهاء الإسلام قديماً وحديثاً من مظاهر الرحمة والسعة في شريعتنا الإسلامية فعلينا أن نستفيد من كل الآراء والاجتهادات الفقهية المتعلقة بالمعاملات والعبادات.

الفائدة لن تحصل إلا بثلاثة شروط :
1_ أن يكون صاحب القول إمام مجتهد أي توفرت فيه شروط الاجتهاد .
2_ أن تكون المسألة اجتهادية فلايجوز الاجتهاد في مسائل الاجماع أي القطعيات .
3_ أن يثبت هذا القول عن هذا الإمام فيعلم حكمه في المسألة ويعلم شروط الحكم واستثناءاته إن وجدت .

ولهذا السبب حرم أئمة المسلمين الأخذ بغير المذاهب الأربعة .
قال الإمام الصاوي في شرحه على الجوهرة :
[ فيجب عند الجمهور على كل من لم يكن فيه أهلية الاجتهاد المطلق الأخذ بمذهب عالم من هؤلاء الأربعة ، ولا يجوز تقليد غيرهم بعد عقد الإجماع عليهم لأن مذاهب الغير لم تدون ولم تضبط بخلاف هؤلاء فإنهم أحاطوا علما بأقوال جميع الصحابة أو غالبها وعرفت قواعد مذهبهم ودونت مذاهبهم وخدمها تابعوهم وحرروها وصارت متواترة ، ليخرج في الأحكام الفرعية من عهدة التكليف بهذا التقليد لأن المذاهب لا تموت بموت أصحابها ] آ.هـ شرح الصاوي على الجوهرة صـ 342 ط دار ابن كثير - دمشق

ولكن هذه الدعوة التي يدعو إليها بعض الكتاب تحت مظلة التيسير هدفها أمران :
الأول:أن يشعر المسلم كأنه في عنت من أمور الدين .وفي الحقيقة أننا لانجد هذا العنت الذي يقولون.
الثاني :التفلت من الأوامر الشرعية التي كانت هي سر ترابط وقوة المسلم.

ومولد هذا الاتجاه في عالمنا الإسلامي، يعود إلى تاريخ الاحتلال البريطاني لمصر.فقد احتلت بريطانيا يومئذ مصر، وهي تعلم ان اعتمادها على القوة العسكرية وحدها لن يفيدها الاستقرار، ولن يمكن لها موطئ قدمها في البلدة التي احتلتها، خصوصا وإن العالم الإسلامي قريب العهد بانهيار الخلافة الإسلامية، فرأت –كما هو شأنها دائماً- أن لابد من الاستعانة بمنهج فكري يغير من تفكير المسلمين تغييرا يقصيهم عن هذه الشدة في التمسك بالدين، والتضحية من أجله، والاعتماد عليه وحده. ويجعلهم يلتقون مع الفكر الأوروبي في أوسع قدر ممكن من سبل الحياة.

وقامت بريطانيا بهذا الدافع، بتطبيق ما أطلقت عليه اسم (الإصلاح الاجتماعي والديني) كما يزعمون وكان الميدان الاول لهذا (الإصلاح) هو الجامع الأزهر المتمثل في مناهجه الدرسية وطريقته الفكرية.
فلم يكن لينجح أي (إصلاح) ديني أو فكري من وجهة نظر بريطانيا إلا إذا بدأ بالأزهر.

وفي ذلك يقول اللورد لويد، المندوب السامي لمصر إذ ذاك، في مذكراته التي سماها ( Egypt Since Cromer : مصر منذ أيام كرومر ) :
" إ ن التعليم الوطني عندما قدم الإنكليز كان في قبضة الجامعة الازهرية الشديدة التمسك بالدين، والتي كانت أساليبها الجافة تقف حاجزاً في طريق أي إصلاح تعليمي، وكان الطلبة الذين يتخرجون من هذه الجامعة يحملون معهم قدراً عظيماً من غرور التعصب الديني...)

وقد تصدى لحركة التفلت من الأحكام الشرعية كثير من العلماء بكتابات كثيرة تعالج شتى الاتجاهات فمنهم .
الإمام كيوسف الدجوي في فتاويه.

والإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة في الخلافة الإسلامية العثمانية في كتابه اللامذهبية قنطرة إلى اللادينية .
والشيخ يوسف النبهاني في كتابه شواهد الحق .
والشيخ :محمد الحامد في كتابه لزوم اتباع المذاهب الأربعة .
رحم الله الجميع
والشيخ وهبي سليمان غاوجي في كتابه :سهام طائشة على الفقه الإسلامي .

وغيرها من الكتابات

التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 09-26-2011 الساعة 10:52 AM
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس