عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق اميرداغ الاول

الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 260
كل مايؤدي اليهما، بل ينبغي لأهل الحقيقة في هذا الزمان نكران الذات، ونبذ الغرور والانانية، وهذا هو الالزم لهم، لأن أعظم خطر يتأتى في هذا العصر، انما يتأتي من الانانية والسمعة، فعلى كل فرد من أفراد أهل الحق والحقيقة ان ينظر الى تقصيرات نفسه ويتهمها دائماً ويتحلى بالتواضع التام.
انه لمقام عظيم حفاظكم ببطولة فائقة على ايمانكم وعبوديتكم لله، تحت هذه الظروف القاسية ...
نعم ان رسائل النور لم تنهزم تجاه جميع الهجمات الشرسة في هذا العصر. بل ارغمت رسمياً أعتى المعاندين لها على قبول نشرها. حتى انه منذ سنتين وبعد اجراء التدقيقات صدّق المسؤولون الكبار وذوو المناصب الرفيعة في وزارة العدل على اطلاق حرية نشر رسائل النور فأعادوا الرسائل العامة والخاصة لأصحابها.
ان مما يثبت أن رسائل النور معجزة معنوية للقرآن الكريم في هذا العصر هو عدم انهزام مسلك رسائل النور - كسائر المسالك والطرق الصوفية - بل انتصاره وادخاله الكثيرين من اهل العناد الى حظيرة الاسلام، والشهود على ذلك حوادث كثيرة جداً. ولقد اقنعتنا الحوادث انه لن تكون خدمة الدين خارج دائرة رسائل النور خدمة كاملة - في الاغلب في هذه البلاد - حيث هو عمل خاص جزئي وحيد وشخصي أو مستتر منهزم، أو متساهل مع البدع ضمن تحريفات بتأويلات فاسدة.
ما دمت يا أخي تملك همة عالية وقوة راسخة من الايمان، فكن طالباً لرسائل النور واستمسك بها باخلاص تام وتواضع تام وثبات تام. كي تشارك المغانم الأخروية لألوف، بل مئات الألوف من الطلاب وذلك على وفق دستور الاشتراك المعنوي الأخروي في الاعمال. وبهذا تتحول حسناتك وخيراتك الى حسنات وخيرات كلية جماعية تكسبك تجارة رابحة في الآخرة بعد ان كانت حسنات جزئية فردية.
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 261
[ما يدفع الى استنساخ الرسائل]
اخوتي الاعزاء الصديقين!
اطلعت اليوم على مجموعة تضم اجزاء من الرسائل التي استنسخها اطفال ابرياء وشيوخ كهول، وذلك ضمن المجموعات المعادة اليّ من قبل المحكمة بعد اجراء التدقيقات عليها لمدة سنتين.
وبمشاهدتي هذه المجموعة الخالصة النزيهة اقتنعت بأن هذه المجموعة المستنسخة من قبل الابرياء من الاميين صداً لشبهات الفلاسفة والضالين اعظم وسيلة للنصر والظهور على العنيدين وارغام غير المنصفين الى الانصاف.
وقد جمعنا هذه المجموعات والاجزاء المستنسخة من قبل الاميين في مجلدات ثلاثة.
ان في رسائل النور اذواقاً معنوية وانواراً جذابة وسروراً بالغاً يحمل الصغار والكبار على الانكباب على الاستنساخ اليدوي بحيث يتغلب على جميع المبتكرات والوسائل الحديثة لحث الصغار على القراءة وسوقهم اليها.
وهذا يعني ان رسائل النور تترشح وتمد جذورها في الاعماق وستدوم في الاجيال المقبلة بحيث لا تتمكن اية قوة كانت أن تجتثها باذن الله...
وكما ضُمتْْ مستنسخات هؤلاء الاطفال الابرياء في مجلدات كذلك ضمت في مجلدات مستنسخات اولئك الشيوخ الذين انضموا الى دائرة رسائل النور وباشروا بتعلم القراءة والكتابة بعد تجاوزهم الاربعين من العمر.
فهؤلاء الشيوخ الاميون وقسم منهم رعاة وبدو رحّل وفي هذه الظروف العصيبة يفضلون السعي لرسائل النور، ويسعون في خدمة الايمان بشوق رغم جميع المضايقات، مما يظهر بوضوح ان الحاجة الى رسائل النور اكثر من الحاجة الى الخبز حتى ان اهل الحصاد والفلاحين والرعاة والبدو يرون العمل لرسائل النور أولى من حاجاتهم الضرورية.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 262
وعندما كنت اصحح ما استنسخه الصبيان والشيوخ وانا اعاني من ضيق الوقت ورد على خاطري أنه لا داعي للضجر والضيق. فان قراءة ما استنسخه هؤلاء ترغم المسرعين في القراءة الى التأني والتروي حتى يتمكن كل من العقل والقلب والروح والنفس والشعور من تناول حقائق رسائل النور التي هي في حكم الغذاء والطعام. وبخلافه فان القراءة السريعة تجعل العقل وحده آخذاً حظه، بينما تظل الاخريات دون غذاء.
لذا ما ينبغي قراءة رسائل النور كسائر العلوم والكتب، لان مافيها من علوم الايمان التحقيقي لا يشبه العلوم والمعارف الاخرى، فهي نور وقوة ممدّة لكثير من اللطائف الانسانية فضلاً عن العقل.
حاصل الكلام: هناك فائدتان في الكتابة الناقصة لاولئك الابرياء والشيوخ الاميين:
اولاها: تلجئ القارئالى التأني والملاحظة الدقيقة.
ثانيتها: تدفع الى تلقّي الدروس باعجاب بمسائل رسائل النور الدقيقة اللطيفة اللذيذة والاستماع اليها من تلك الالسنة الطيبة الخالصة البريئة.
الباقي هو الباقي
اخوكم
سعيد النورسي
***

[ممن تلقيتُ درس الحقيقة؟]
ان حسن ظنكم المفرط نحوي هو فوق حدى بكثير فلا استطيع قبوله الاّ ان يكون باسم شخص رسائل النور المعنوي، والاّ فليس من حدّي وطوقي ان اظهر مزايا تلك المقامات الرفيعة.
ثم ان مسلك رسائل النور ليس مسلك الطريقة الصوفية بل هو مسلك الحقيقة، فهو مسلك مقتبس من نور مسلك الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 263
ان هذا الزمان ليس زمان الطريقة الصوفية بل زمان انقاذ الايمان. ولله الحمد فان رسائل النور قد انجزت وما تزال تنجز هذه المهمة وفي اصعب الظروف. ان دائرة رسائل النور في هذا الزمان هي دائرة طلاب الامام علي والحسن والحسين والشيخ الكيلاني رضوان الله عليهم اجمعين.. اذ تلقيتُ درس الحقيقة - على طريقة أويس القرني - مباشرة من الامام علي رضي الله عنه بوساطة الشيخ الكيلاني (قدس سره) والامام زين العابدين والحسن والحسين رضي الله عنهم، لذا فان دائرة عملنا وخدماتنا هي دائرتهم.
ثم انني اعترف انني لا استحق ذلك المقام الرفيع الذي يمنحني لأتملك هذا الأثر المقبول القيم باي وجه من الوجوه. ولكن خلقُ شجرة باسقة ضخمة من بذرة صغيرة جداً هو من شأن القدرة الإلهية ومن سنته الجارية وهو دليل على عظمتها. وأنا اطمئنكم مقسما بالله ان قصدي من الثناء على رسائل النور انما هو تأييد حقائق القرآن واثبات اركان الايمان ونشرها. وانني اشكر ربي الرحيم شكراً لا منتهى له، على انه لم يجعلنى اعجب بنفسي قط، وانه اظهر لي عيوب نفسي وتقصيراتي حتى لم تبق اية رغبة في اظهار تلك النفس الى الآخرين .
نعم ان من كان على شفير القبر لا ينظر الى الدنيا الفانية التي تركها وراء ظهره، واذا ما نظر الىها فهو حماقة يرثى لها وخسارة فادحة.
اللّهم احفظنا من مثل هذه الخسائر آمين.
تحياتنا الى جميع الاخوة فرداً فرداً مقرونة بالدعاء لهم راجين دعواتهم.
***

[الحقيقة الخالدة لا تبنى على فانين]
انه يسأل هذه المرة عن حقيقة جليلة هي فوق حدّي ومنزلتي بألف درجة يسألها استناداً الى حسن ظنه المفرط. انه يريد ان ينظر اليّ من زاوية الوظيفة الجليلة السامية للشخص المعنوي لـرسائل النور ومن زاوية احدى الوظائف الرفيعة السامية لخلافة النبوة، لرؤيته شعاعاً منها في شخصي الاعتيادي من حيث كوني استاذه، فيحاول ان


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 264
ينظر الى شخصي الاعتيادي من زاوية تلك الوظيفة المقدسة، فيريد ان يراني مظهراً لتلك الخلافة المعنوية!.
اولاً: ان حقيقة خالدة دائمة لاتبنى على اشخاص فانين زائلين. ولو بنيت عليهم لنجم ظلم واجحاف شديدان. اذ المهمة التي لها الدوام والكمال من كل جانب لاتربط بأشخاص معرضين للفناء، ومبتلين بالاهانات. فإن رُبط الامر بهم، تصاب المهمة نفسها بضرر بالغ.
ثانياً: ان رسائل النور ليست نابعة من بنات افكار المؤلف بفيض القرآن الكريم أو بلسان حاجته الروحية، فهي ليست فيوضات متوجهة الى حاجة المؤلف واستعداده وحده بل هي ايضاً نابعة من طلب مخاطبي ذلك المؤلف وزملائه في درس القرآن الافاضل الخالصين الصادقين الصلبين، وسؤالهم روحاً تلك الفيوضات وقبولها والتصديق بها وتطبيقها. فهي مستفاضة من القرآن الكريم من هذه الجهات وامثالها من جهات كثيرة اخرى. فهي فيوضات تفوق كثيراً استعداد المؤلف وقابليته. فكما ان اولئك المخاطبين اصبحوا السبب في ظهور رسائل النوركذلك هم الذين يشكلون حقيقة الشخص المعنوي لرسائل النور وطلابها. أما المؤلف فله حصة من تلك الحقيقة، وقد يكون له حظ شرف السبق إن لم يفسده بعدم الاخلاص.
ثالثاً: ان هذا الزمان زمن الجماعة، فلو بلغ دهاء الاشخاص فرداً فرداً حد الخوارق، فلربما يُغلب تجاه الدهاء الناشئ من شخص الجماعة المعنوي. لذا أقول كما كتب ذلك الاخ الكريم: ان مهمة ايمانية جليلة بحيث تنور عالم الاسلام من جهة وناشئة من انوار دهاء قدسي، لاتحمّل هذه المهمة على كاهل شخص واحد ضعيف مغلوب ظاهراً، يتربص به اعداء لا يعدّون و خصماء ألدّاء يحاولون التنقيص من شأنه بالإهانات. فلو حُمّلت، وتزعزع ذلك الشخص العاجز تحت ضربات اهانة اعدائه الشديدة، لسقط الحمل وتبعثر.
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 265
[حاجة أهل الايمان الى حقيقة نزيهة ]
أخوتي الاعزاء الصديقين الثابتين المخلصين!
سؤال في منتهى الأهمية، يسألنيه من له علاقة بي، ويرد في نفسي أيضاً، فهو سؤال معنوي ومادي في الوقت نفسه. وهو:
لِمَ تقوم بما لم يقم به أحد من الناس، لمَ لا تلتفت الى قوى على جانب عظيم من الأهمية، تستطيع ان تعينك في أمورك، فتخالف جميع الناس. بل تظهر استغناءً عنهم؟.
ثم لِمَ ترفض بشدة مقامات معنوية رفيعة يجدك طلاب النور الخواص أهلاً لها، فتتجنبها بقوة في حين يتمناها الناس ويطلبونها، فضلاً عن انها ستقدم خدمات جليلة في سبيل نشر رسائل النور وتمهد السبيل لفتوحاتها.؟
الجواب:
ان أهل الايمان - في الوقت الحاضر - محتاجون أشد الحاجة الى حقيقة جليلة نزيهة بحيث لا يمكن ان تكون وسيلة للوصول الى شئ، ولا تابعة لأي شئ كان، ولا سلماً للوصول الى مآرب أخرى، ولا يتمكن أي غرض أو أي قصد كان من أن يلوثها، ولا تتمكن الفلسفة أو الشبهات أن تنال منها. فالمؤمنون محتاجون الى مثل هذه الحقيقة النزيهة لترشدهم الى حقائق الايمان، حفاظاً على ايمان المؤمنين في هذا العصر الذي اشتدت فيه صولة الضلالة التي تراكمت شبهاتها منذ ألف سنة.
فانطلاقاً من هذه النقطة فان رسائل النور لا تعبأ بالذين يمدّون لها يد المعاونة سواءً من داخل البلاد أو خارجها ولا تهتم بما يملكونه من قوى ذات أهمية بل ولا تبحث عنهم ولا تتبعهم. وذلك لكي لا تكون في نظر المسلمين عامة وسيلة للوصول الى غايات دنيوية ولن تكون الا وسيلة خالصة للحياة الخالدة الباقية. لذا فهي بحقيقتها الخارقة وبقوتها الفائقة تتمكن من ازالة الشبهات والريوب المهاجمة على الايمان.
اما المقامات النورانية والمراتب الأخروية التي هي درجات معنوية مقبولة لدى أهل الحقيقة قاطبة بل يرغبون فيها، ولا ضرر منها، وقد منحها لك اخواننا المخلصون


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 266
بما يحملون نحوك من حسن الظن، وهي لا تلحق ضرراً باخلاصكم - حتى لو قبلتها لا يرفضون قبولك لكثرة ما لديهم من حجج وبراهين عليها - الاّ انك ترفض تلك المقامات بغضب وحدّة لا تواضعاً او تجرداً وترفعاً منك، بل حتى تجرح مشاعر اخوانك الذين منحوك تلك المقامات، فتتجنبها بشدة..!
الجواب:
كما ان شخصاً غيوراً يضحِّي بنفسه انقاذاً لحياة اصدقائه، كذلك لأجل الحفاظ على الحياة الأبدية للمؤمنين من صولة اعداء خطرين، أضحي اذا لزم الأمر وهو يلزم لا بتلك المقامات التي لا استحقها، بل أيضاً بمقامات حقيقية لحياة أبدية. ذلك ما تعلمته من رسائل النور، الا وهو الشفقة على الخلق.
نعم! ان الأمر يقتضي هكذا في كل وقت، ولا سيما في هذا الوقت، وبخاصة عند استيلاء الغفلة التي انشأتها الضلالة، في خضم هيمنة التيارات السياسية والآراء الفلسفية، وفي عصر كعصرنا هذا الذي هاج فيه الغرور والاعجاب بالنفس، تحاول المقامات الكبيرة دائماً ان تجعل كل شئ اداة طيعة لها، وتستغل كل وسيلة في سبيل غاياتها، حتى تجعل مقدساتها وسيلة لبلوغ مناصب دنيوية. ولئن كانت هناك مقامات معنوية فهي تُستغل استغلالاً أكثر، وتُتخذ وسيلة أكثر طواعية من غيرها؛ لذا يظل دوماً تحت ظل الاتهام، اذ يقول العوام: انه يجعل خدمات مقدسة وحقائق سامية وسائل وسلالم لبلوغ مآربه، حفاظاً على نفسه أمام نظر الناس، ولكي يبدو أنه أهل لتلك المقامات.
وهكذا فلئن كان قبول المقامات المعنوية يفيد الشخص والمقام فائدة واحدة فانه يلحق ألف ضرر وضرر بالناس عامة وبالحقائق نفسها بما يصيبها من كساد بسبب الشبهات الواردة.
حاصل الكلام:
ان حقيقة الاخلاص تمنعني عن كل ما يمكن ان يكون وسيلة الى كسب شهرة لبلوغ مراتب مادية ومعنوية.
نعم، انه على الرغم من ان هذا يؤثر تأثيراً سيئاً في خدمة النور، الاّ أنني ارى أن ارشاد عشرة من الناس ارشاد خادم لحقائق الايمان إرشاداً خالصاً حقيقياً وتعليمهم


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 267
أن حقائق الايمان تفوق كل شئ، اهم من ارشاد الفٍ من الناس بقطبية عظيمة، لان النوعية تفضل على الكمية، ولأن اولئك الرجال العشرة يرون تلك الحقائق أسمى من أي شئ آخر. فيثبتون، ويمكن ان تتنامى قلوبهم التي هي في حكم البذرة الى شجرة باسقة. اما اولئك الألوف، فانهم بسبب ورود الشبهات المقبلة من أهل الدنيا والفلسفة وهجومها عليهم، ربما يتفرقون من حول ذلك القطب العظيم، اذ ينظرون اليه أنه يتكلم من زاوية نظره الخاصة، ومن مقامه الخاص ومن مشاعره الخاصة!
لذا أرجح الأتصاف بالخدمة، على نيل المقامات . حتى انني قلقتُ ودعوت الله الاّ يصيب شئ - في هذه المرة - ذلك الشخص المعروف الذي أهانني بغير وجه قانوني، وبخمسة وجوه من أوجه الاهانة والتحقير، وفي أيام العيد، تنفيذاً لخطط وضعها أعدائي. حيث ان المسألة انتشرت بين الناس، فخشيت ان يمنحوني مقاماً، فلربما يعدّوا حدوث شئ هو نتيجة كرامة خارقة. لذا قلت: "يارب اصلح شأن هذا، أو جازه بما يستحقه من دون ان يكون عقاباً يومئ الى كرامة معنوية".
***

الى السيد مدير الامن العام في آنقرة
"إن كنت تريد أن تقابل شخصاً ضعيفاً قاسى بصورة غير رسمية السجن المنفرد والعزل التام طوال عشرين سنة ولاقى من العنت والضيق ما لا نظير له، ثم آثر السكوت رغم كل ذلك.. فان كنت تريد مقابلته مقابلة حقيقية جادة - وليست مقابلة رسمية - فها انا اتكلم معكم قليلاً".
اولاً: بعد التدقيقات التي اجرتها محكمتان ودامت طوال سنتين حول مؤلفاتي وكتاباتي التي استغرقت عشرين سنة من حياتي، لم يستطيعوا ان يعثروا على اية مادة تمس الادارة ونظام البلاد. وهي غير موجودة اصلاً، والدليل القاطع والحجة التيلاتجرح على ذلك اعادتهم جميع الرسائل الخاصة منها والعامة.
أما حياتي السابقة لعشرين سنة التي خلت، فافضل دليل على انها مضت بتضحية وفداء في سبيل هذه الامة والبلاد هو تقدير القائد العام الذي كنت ازاول


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 268
قيادة (الانصار) المتطوعين تحت رعايته، في الحرب العالمية الاولى.. وتقدير الرؤساء في آنقرة لخدماتي في حرب الاستقلال.. وترحيب النواب في مجلس الامة بي في اثناء قدومي اليهم.. بمعنى ان التعذيب الذي لاقيته طوال هذه السنوات العشرين كان معاملة غير قانونية البتة وهي معاملة اعتباطية صرفة. فلقد امضيت اربعين عيداً مباركاً طوال السنوات العشرين وانا وحيد فريد...
والآن قد بلغ السيل الزبى، فلا تحملوني على النظر الى الدنيا وانا على شفير القبر.
ثم انكم لكونكم تشغلون منصب مدير الامن العام ينبغي لكم ان تتعاطفوا مع خدماتي. لانه كما ثبت في المحاكم، ان دروس رسائل النور، عندما تتطلّع على الدنيا، فانها ترشد طلابها الى الحفاظ على النظام بكل ما اوتوا من قوة والحيلولة دون تسرب فساد الثورات والفوضى فيه، والدليل على انهم في حكم ضباط أمن معنويين قد ادركه ضباط الامن في ثلاث ولايات.
ولقد علمت في الآونة الاخيرة ان كثرة تخويف الموظفين الناس من مقابلتي، انما كان للتهوين من اقبال الناس عليّ وتوجههم نحوي، بما هو فوق حدّي بكثير، وبما لا استحقه من مقام. فانا ابيّن لكم بياناً قاطعاً، مثلما كتبته لأخوتي الخواص في مكاتيب خاصة. انني لا اقبل توجه الناس لشخصي واقبالهم عليّ وأرفضه رفضاً باتاً، وذلك لمنافاته مسلكنا واخلاصنا. حتى انني جرحت شعور كثير من اخوتي الخواص في هذه الناحية. الاّ انني كتبتُ - في المؤلفات - الإخبارات المستقبلية التي قبلتُها للافاضل الذين بيّنوا قدر رسائل النور وأهميتها، والتي هي تفسّر القرآن الحكيم تفسيراً حقيقياً. واثبت انني خادم بسيط ليس الاّ. ولو افترض - فرضاً محالاً - انني ملت الى هذا الاقبال من الناس، فان هذا التوجّه سيخدم استتباب النظام،وستصيبكم فائدته ايضاً كما تصيب امثالكم من المسؤولين عن النظام.
فما دام الموت لا يُقتل، فهو اذن مسألة جليلة اعظم من الحياة نفسها. بينما تسعون بالمائة من الناس يسعون للحصول على السلامة في هذه الحياة، اما نحن طلاب رسائل النور، فنجاهد الهجمة القوية للموت التي ستصيب كل أحد من الناس. فللّه الحمد والمنة فقد استطاعت رسائل النور حتى الآن تحويل الاعدام الابدي للموت لمئات الالوف من الناس، الى تذكرة تسريح. ونستطيع ابراز مئات الالوف من الشاهدين على ذلك.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 269
فبينما ينبغي لكم ولأمثالكم من محبى الامة والوطن ان يشجعونا ويحثونا - من زاوية هذه الحقيقة - فان وضعنا تحت الاتهامات جرياً وراء الاوهام والشبهات، ومن ثم ازعاجنا بالترصد والمراقبة المستديمة، كم هو بعيد عن الانصاف والحمية.. هذا ما نحيله الى انصافكم.
سعيد النورسي
المسجون في السجن المنفرد
بصورة غير رسمية
***

[الى مدير الامن لولاية آفيون]
ثقة مني بوجدانكم وانسانيتكم ابيّن لكم اموري الخاصة جداً. فانتم مرتبطون بنا بروابط كثيرة بحكم وظيفتكم، حيث لم تقع اية حادثة تخل بالنظام، من قبل مئات الالوف من طلاب رسائل النور وفي مدى عشرين سنة. والدليل على هذا اعتراف كثير من ضباط الامن بذلك، وعدم تسجيلهم اي شئ ضدّنا.
سمعت من صبي بمجئ مدير الامن العام الى هنا، فقلت لاشك انه سيستفسر عن حالي. فكتبت له شيئاً عوضاً عن التحدث معه حيث اُعاني من الامراض. ولكن اذا بي اسمع فجأة انه غادر المدينة. لذا ارسل اليكم طي رسالتي هذه ما كتبته للمدير العام، فاذا ارتأتيم ارسلوه اليه كمعلومات.
انني لا اعلم من امور الدنيا لعدم ملاقاتي احداً من الناس، فلا أحد لي هنا غيرك كي استشيره في الامر.
والمسألة التي تخص شخصي بالذات ليست ذات اهمية، فهي جزئية، الاّ ان المسألة التي تخص رسائل النور لها اهميتها بالنسبة لهذه الامة والوطن.
انني ابلّغكم قطعاً بقناعتي الجازمة الناشئة من امارات كثيرة: ان هذه البلاد وهذه الامة والحكومة ستكون في اقرب وقت بحاجة الى مؤلفات من امثال رسائل النور


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس