عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012
  #82
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نساعد الفقراء بالعمالة إذا طلب منا الفقراء أن نكون عمالا لهم على الزكاة إلا إذا لم نثق بنفوسنا في جميع ذلك وإعطائه للفقراء من غير غلول، فإن خفنا ذلك تركنا العمالة تقديما لمصلحة نفوسنا على مصلحة الغير، وهذا العهد يخل به كثير من الفقراء والعلماء، ويقولون: أي شيء لنا في ذلك؟ فإن شاءوا يعطون الفقراء، وإن شاءوا يمنعوهم، وغاب هؤلاء عن قول الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.


يعني اطلبها منهم ولا تتوقف على أنهم يعطونها لك بغير سؤال فإن المال محبوب للنفوس، وقليل من الناس من يوق شح نفسه، فكان على هذا القدم سيدي الشيخ أبو بكر الحديدي رحمه الله تعالى، فكان يأخذ من الناس الزكاة بالإلحاح ويعطيها للفقراء والمساكين، فقيل له إنهم يصيرون يكرهونك، فقال سوف يحبوني في الآخرة حين يرون ثواب أعمالهم اهـ.


وقد قال أخي أفضل الدين لشخص مرة لا تترك فعل الخير ولو خفت أن يذمك الناس،فقال له سيدي علي الخواص ولو ذموك وفرغوا من الذم اهـ.


فافعل يا أخي كل شيء ندبك الشرع إليه ولا تتعلل بعذر عادي من حياء أو خوف ذم، فإن العذر لا يقبل إلا إن كان شرعيا كخوفه على نفسه من الغلول لما يعلم من شدة محبة نفسه للدنيا وميله إليها، فروض يا أخي نفسك مدة قبل دخولك في جباية الأموال والله يتولى هداك.


روى الشيخان واللفظ للبخاري مرفوعا: اليد العليا خير من اليد السفلى، ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله. قال الخطابي وقد اختلف الناس في المراد باليد العليا، فقال بعضهم هي المنفقة والأشبه أن يكون المراد بها المتعففة لأنها أوضح من حيث المعنى. والله تعالى أعلم.


وروى البزار مرفوعا: (إن الله تعالى يحب الغني المتصدق والفقير المتعفف) .


وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: (أول ثلاثة يدخلون الجنة: الشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال) .


وروى الطبراني مرفوعا: (ومن يقنع يقنعه الله) . وفي رواية له مرفوعا: (عز المؤمن استغناؤه عن الناس) .


وروى الشيخان مرفوعا: (ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس. والعرض كل ما يقتنى من المال وغيره) .


وروى مسلم وغيره مرفوعا: (اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع) .


وروى ابن حبان في صحيحه مرفوعا: (إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب) .


وروى الشيخان مرفوعا: (ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس) .


وروى مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعا: (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه) . والكفاف من الرزق ما كف عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة.


وروى مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعا: (يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تستكثر فشر لك، ولا تلام على كفاف) . يعني أن تطلب من الدنيا ما يكفيك ويغنيك عن سؤال الناس.


وروى البيهقي مرفوعا: (القناعة كنز لا يفنى) . قال الحافظ المنذري ورفعه غريب.


وروى الترمذي، وقال حديث حسن مرفوعا: (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) . والمراد بسربه: نفسه.


وروى البخاري وابن ماجه وغيرهما مرفوعا: (لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه).


وروى البخاري مرفوعا: (ما أكل أحد طعاما خير له من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده). قال بعضهم كان يضفر الخوص ويعمل أدراع الحديد.


وروى أبو داود والترمذي: (أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ فقال بلى حلس؟؟ نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب؟؟ نشرب فيه الماء فقال ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا؟ فقال رجل: أنا أخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به، فلما أتاه به شد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده، ثم قال: اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما، ففعل وجاء فأصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تحل إلا لثلاث: لذي فقر مدقع، ولذي غرم مفظع، ولذي دم موجع) . والمدقع هو الشديد الملصق صاحبه بالدقعاء يعني الأرض التي لا نبات بها والغرم هو الذي يلزم صاحبه أداؤه يتكلف فيه لا في مقابلة عوض، والمفظع هو الشديد الشنيع، والدم الموجع هو الذي يتحمل عن قريبه أو حميمه أو نسيبه دية إذا قتل نفسا ليدفعها إلى أولياء المقتول. ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجع لقتله. والله تعالى أعلم،" اهـ


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس