رد: الدرة السنية في مآثر السادة الجامية
شيخ الاسلام الامام (نورالدين) عبدالرحمن بن احمد جامي قدس سره
الشهير بملا جامي (ت 898 هـ)
الامام نور الدين عبد الرحمن الجامي ولد في جام وهو من أصل عربي ينتهي نسبه إلى محمد بن الحسن الشيباني الفقيه الشهير في القرن الثاني الهجري، كان شاعراً قديراً ويعد آخر الشعراء العارفين بالفارسية حتى لقب بخاتمة الشعراء، كان يلقب نفسه في بداية أمره بلقب (دشتي) ثم لقب نفسه جامي نسبة الى جام التي ولد فيها وتيمنا بالامام الكبير الشيخ احمد جامي الذي ذكرنا ترجمته.
ولد في جام ونشأ في جوٍّ عطرٍ من الأفكار الصوفية والقرائح الشعرية، وكانت رغبته في النقشبندية منذ نشأتها، فقد انجذب اليها بشدّة وكتب حولها مااستطاع؛ فمؤلّفاته من أوثق كتب النقشبندية.
قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية و ذكر جملة من مشائخها: ومنهم الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن احمد الجامي اشتغل اولا بالعلم الشريف و صار من افاضل عصره ثم صحب مشائخ الصوفية و تلقن كلمة التوحيد من الشيخ العارف بالله تعالى سعد الدين الكاشغري و صحب الخواجه عبيد الله السمرقندي و انتسب اليه اتم الانتساب، وكان مشتهرا بالعلم و الفضل و بلغ صيت فضله الى الآفاق حتى دعاه السلطان بايزيد خان الى مملكته و ارسل اليه جوائز سنية.
من مصنفاته شرح الكافية وسلسلة الذهب طعن فيها على طوائف الرافضية و كل تصانيفه مقبولة عند العلماء الفضلاء (و أثنى) عليه ثناء بليغا محمود بن سليمان الكفوي في اعلام الاخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ابو حنيفة النعمان.
و ترجم له ابن العماد في شذراته 8 /360 والشوكاني في البدر الطالع 1 /327 واللكهنوي في الفوائد البهيّة في طبقات الحنفيّة : 86 .
قال ابن العماد : الإمام العارف بالله تعالى عبد الرحمن بن أحمد الجامي ، ولد بـ ( جام ) من قصبات خراسان ، واشتغل بالعلوم العقليّة والشرعيّة فأتقنها ، ثمّ صحب مشايخ الصوفيّة وتلقّى الذكر من الشيخ سعد الدين كاشغرى ، وصحب خواجة عبيد الله السمرقندي وانتسب إليه أتم الانتساب ... وكان مشتهراً بالفضائل ، وبلغ صيت فضله الآفاق وسارت بعلومه الركبان ...
وكان ( رحمه الله تعالى ) أُعجوبة دهره علماً وعملاً وأدباً وشعراً، وله مؤلّفات جمّة منها كتاب سلسلة الذهب ، حطّ فيه على الرافضة) .
توفى بهراة ودفن بها، ولما توجهت الطائفة الاردبيلية الىخراسان اخذه ابنه من قبره ودفنه في ولاية اخرى، فاتت الطائفة الى قبره وفتشوه فلم يجدوا جسده،فاحرقوا ما فيه من الاخشاب شذرات الذهب (7/361)
له مؤلفات كثيرة في فروع مختلفة من النحو والصرف والفقه والاصول والمنطق والفلسفة والعرفان، منها (شرح فصوص الحكم) لمحيي الدين، و(شرح اللمعات) لفخر الدين العراقي و(شرح تائية ابن الفياض).
ورغم ان الملا جامي كان من مريدي طريقة بهاء الدين نقشبند مؤسس الطريقة النقشبندية، ومع ذلك قيل ان شخصيته الثقافية والتاريخية أكثر من بهاء الدين نقشبند بمراتب عديدة توفي ملا جامي عام 898هـ عن عمر ناهز 81 عاماً.
يعتبر "الملا نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي" من أعظم شعراء الصوفية خلال القرن التاسع الهجري، بل هو واحد من أعظم شعراء التصوف خلال مسيرة حضارتنا، يستند في ذلك إلى قريحة وقادة، وخيال خصب، وهو الذي أحب الجمالوتغنى بالكمال.
اتسمت كتابات الملا جامي بالتنوع والعمق والكثرة، فقد أوصلها سامميرزا إلى خمسة وأربعين مؤلفاً، أما بسودي فأكد أنها تسعة وتسعون مؤلفاً، وأوردتلميذه عبد الغفور اللاري أسماء سبعة وأربعين كتاباً، وقد أصدرت دار الكتب المصرية فهرساً بمؤلفات الملا جامي عنوانه: "نور الدين عبد الرحمن الجامي، فهرست بمؤلفاته المخطوطة والمطبوعة التي تقتنيها الدار" ويشتمل على خمسة وأربعين كتاباًورسالة.
يتبع ان شاء الله مع سادة كرام ،،،
التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد ; 11-25-2009 الساعة 07:18 PM
سبب آخر: اثراء الموضوع