عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #25
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أسباب السعادة


"روي أن رجلاً في زمن سيدنا موسى - على نبينا وعليه ‏أفضل الصلاة والسلام - وقع في مخالفة فقال الحقُّ سبحانه ‏لسيدنا موسى:" لأسلِّطنَّ عليه بلائي". ‏


فصعد الرجل على الجبل وقال:‏ ‏"يا ربَّاه! أنا أنا، وأنت أنت". فعفا عنه الحق، وأكرمه. ‏وأدخله في رياض الرضا ونعمه، وكان ذلك هو الاسم ‏الأعظم في حقِّه، ولبَّاه ربه لحسن صدقه ، فكأنه قال: ‏‏"أنا العبد وصفتي العيب، وأنت الموصوف بالكمال، العالم ‏بالغيب، لا تضرُّك المعاصي، ولا تنفعك الطاعات. أنا الفقير ‏وأنت الغني".


فمن تحقق بهذه المعاني وقال للحق:أنا أنا، وأنت أنت. ‏أجابه الحق في الحال ولبَّاه في السؤال.‏


ومن العجيب : أن الأسماء الحسنى عربية، وكلامنا عربي، ‏والأدعية المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ‏‏- عربية، فلا يصح العدول عنها إلى الأسماء السريانية، أو ‏العبرانية، لأن معانيها غير مفهومة، وربما كانت مطوية على ‏معاني غير شرعية، فيقع العبد في البلية.‏


ولا يجوز الذكر بها إلا بالتلقي من أستاذ عالمٍ تقيّ، واصل. ‏أما أخذها من الكتب فلا يجوز له، لأن أسماء الله - تعالى - ‏فيها كل الحقائق وفيها الكنـز لكلِّ صادق (1) ‏. "اهـ106


اقتباس:====================== الحاشية ====================‏

(1) واستكمالاً للبحث نقول: ذهب كثير من الصالحين بحسن النية والترخص إلى أن اسم ‏الله الأعظم وارد في غير اللغة العربية، ثم لكل لغة بركتها ، وأسرارها كما في قوله ‏تعالى:‏‎ { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} ‏. وقوله تعالى:‏‎ { وَإِنَّهُ ‏لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ }‏. وهو استدلال فيه مقال طويل، ثم لمجرد الإحاطة والتثقيف نثبت ‏هنا بعض هذه النقول إن صحَّت نسبتها – ولا نظنُّ ذلك -: ‏


‏ نقل الشيخ السباعي في رسالته ؛ أن اسم الله الأعظم هو هذه الكلمات:" أهم سقك، ‏حلع، يص، طرن". وهذه هي مجموعة الحروف المعروفة بالنورانية. من حيث إنها ‏فواتح السور القرآنية، ولكن لا دليل عليها من الكتاب أو السنة.‏


‏ ونقلوا عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه وعنا به في ورد البسملة : ‏أن اسم الله الأعظم هو:"طهور، بدعق، محببه، صوره، محببه، سقفاطيس، بطد، زهج، ‏واح، سقاطيم، أحون، قاف، أدم، حمَّ، هاء، آمين". وهي ألفاظ ساذجة ليس لها ‏دليل علمي قط!، على أنها أو منها أو فيها الاسم الأعظم!.‏


‏ ونقلوا عن سيدي أبي الحسن الشاذلي – رضي الله عنه وأرضاه وعنا به – ما جاء في ‏‏(دائرته) المعروفة، وإن كان أكثر أشياخنا – ونحن معهم – ينكر نسبتها إليه جميعاً، لا ‏محالة.‏


‏ ونقلوا عن الإمام الدسوقي – رضي الله عنه وأرضاه وعنا به – في أحزابه قوله " بهيا ‏بهيات"، أو " كدكد، كردد، كردد، ده ده". إلى آخره ، وشأنها شأن المنسوب إلى ‏سيدي الشيخ الجيلاني تماماً، ونستغفر الله تعالى.‏


‏ أما ما قد يجده الذاكر بهذه الألفاظ من آثار مختلفة فهي: إما من ألاعيب الشيطان، ‏أو من أثر حسن النية، أو من صدق التوجه القلبي، أومحض الصدفة العابرة".‏


‏ ونقلوا عن بعض الأولياء - رضي الله عنهم - أن الاسم الأعظم " لمقفنجل" أو " ‏أهطم فشذ". كما نقلوا عن غير هؤلاء أنه:" آهيا شراهيا، أدوناي، أصباءوت، آل ‏شداي" كما نقلوا كذلك عن بعضهم ما يسمى:"التهاطيل السبعة" 0000إلخ.‏


‏ أما لفظ: "آه" و "هو"، فليس من الأعجمية في شيء، وللإمام الرازي في تفسير الفاتحة ‏بحث عظيم للفظ:"هو" يرجع إليه، ولبعض الشاذلية كلامٌ في" آه" وهنا لا بد من ‏ملاحظة أمرين غاية في الأهمية:‏


‏ أولاً: أنه ليس في جميع لغات الأرض أشرف لغة من العربية ، ولا أسمى، ولا أحب إلى ‏الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ويكفيها مجداً وشرفاً وقدساً أن نزل بها القرآن ‏الكريم، وأنها لغة خاتم النبيين، وهي لغة أهل الجنة، معنى هذا أن فيها الأسرار والأنوار ‏والبركات والغيوب، ما لا يمكن أن يكون في غيرها من اللغات الأخرى على ‏الإطلاق، بلا نزاع، ذلك كله بالإضافة إلى خصيصة سمو البيان والبلاغة، وأبَّهة ‏التركيب، وإعجاز الأداء، وخلود المعنى، وإشراق الحرف واللفظ، وحلاوة الجملة، ‏والديباجة، وإحاطة المضامين والمفاهيم، وحسبك ما جاء من أنها اللغة التي سوف ‏يحدِّث الله بها عباده في الجنة.


‏ ثانياً: إنه لم يأت في لفظ آية أو معناها، ولا في صحيح أو ضعيف من نص حديث ‏نبوي ، أو قول صحابي أو تابعي، أو معنى حديث، تفضيل عبادة الله أو ذكره، ‏والابتهال إليه بغير اللغة العربية، أو أن في غيرها أية ميزة عليها، فاللجوء إلى غيرها ‏إذن استدبار للأفضل، وتعلق بالأدنى، وسقوط على الشبه والمحاذير، في مقام لا يرتبط ‏العبد فيه بغير الأسمى والأسنى، ليرتقي في معارج القرب إلى حضرات الأنس والمدد ‏الإلهي. ‏


‏ وحسبك الخلاف بين علمائنا – رضي الله عنهم – في حكم جواز قراءة الفاتحة بغير ‏العربية في الصلاة، وهل تجزيء أم لا؟. بل هل تصح بها الصلاة أم لا؟. وهو بحث ‏طويل متشعب يرجع إليه في كتب الفقه والأصول.‏


‏ إذن: فليس من الجائز – فيما نعتقد ونحرر – الالتفات إلى التعبد بهذه الألفاظ إلا في ‏حالتين:" عند الاقتضاء الهام": الأولى: عند التأكد من تمام المطابقة الترجمة وصحة ‏المعنى، حتى لا يكون اللفظ شركاً، أو كفراً، او معصية، أو من أسماء الملائكة الأعلياء ‏كما يزعمون، أو أسماء الجن، أو ألفاظ السحر، أوعبثاً يحاسب عليه، فنحن إنما نعبد ‏الله ونذكره، لا نعبد الملائكة ولا الجان، فنكفر أو نشرك ، ولا ندري.‏


‏ الثانية: تكون القراءة لمجرد تحصيل البركة من هذه اللغة العجمية على فرض أن فيها ‏روائح بركة، إضافة إلى بركة اللغة العربية، ثم تيمناً بالقدوة وحسن الظن بالأشياخ ‏فقط، إذا صحت نسبة هذه الألفاظ إليهم، - ولا نظنُّ ذلك، ولا نجادل من يظنّ - ‏فالذي دسّوه زوراً على أولياء الله كثير في كل جانب، ولا حول ولا قوة إلا بالله ‏العلي العظيم. انتهى ما ذكره نصاً سيدي البركة الشيخ محمد زكي إبراهيم في رسالته ‏القيمة "في رياض الاسم الأعظم" صفحة 34 وما بعدها، فانظرها. "اهـ 106 ‏




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الكون في رقيٍّ على الدوام‏ .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس