عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2009
  #10
محب الاولياء
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 120
معدل تقييم المستوى: 16
محب الاولياء is on a distinguished road
افتراضي رد: مولاي العربي بن أحمد الدرقاوي رضي الله عنه

أما طريقته التي كان ينهجها ويأمر بها ويدعو إليها فهي تعلم لوازم الدين الضرورية أولا من غير تغلغل وتعمق في العلوم ثم القيام بالمفروض وبما تأكد من المسنون، ولزوم الصمت والإقلال من الأكل والمخالطة وترك ما لا يعني، والزهد في الدنيا والتجرد من العلائق والعوائق ظاهرا وباطنا مع المثابرة على ذكر الله عز وجل حسب الاستطاعة والتعلق بالله تعالى والقيام بالعبودية الخالصة من غير نظر إلى حظوظ أو لحوظ كما هي طريقة المحققين من الصوفية….

ويقول محمد بن جعفر الكتاني عن هذه الطريقة: "وطريقته رضي الله عنه مبنية على اتباع السنة من الأقوال والأفعال والعبادات والطاعات، ومجانبة البدع كلها في جميع الحالات، مع كسر النفس وإسقاط التدبير والاختيار والتبري من الدعوى والاقتدار والإكثار من الذكر أناء الليل وأطراف النهار، والاشتغال بالمذاكرة وما يعني وترك ما لا يعني وبالجملة فطريقته رضي الله عنه جلاجية الظاهر، جمالية الباطن، وإن شئت قلت سفلية الظاهر وعلوية الباطن كطريقة شيخه".

وصفوة القول إن: "مناقبه وأحواله وأوصافه ومعارفه لا يفي بها القلم، وهي في الشهرة كنار على علم" .

وجاء أجل الدرقاوي ليلة الثلاثاء 22 صفر عام 1239، بمقر مولده بعد أن عاش حوالي 80 سنة. ونقل لزاويته القديمة ببوبريج وبها دفن رحمه الله.

ولقد خلف المؤلفات الثلاثة التالية:

-مناقب الشيخ علي الحمل .

-جواب القرطاس .

-رسائل في الأدب الصوفي نشرت في المطبعة الحجرية الفاسية مرتين، فالمرة الأولى عام 1318هـ وتقع في 203ص، والمرة الثانية عام 1334هـ وتقع في 164ص. وتم تصوير هذه الطبعة بالأوفسيط بمبادرة دار الطباعة الحديثة في البيضاء. وبخصوص عدد هذه الرسائل فهو 273 رسالة، ولقد قمت بإنجاز القسم الأول من دراستي لها وهو تحقيق نصوصها وطبعها، وكذلك القسم الثاني المتعلق بالفهارس، ولم ينشر هذا التحقيق بعد.

وبخصوص رسالة الدرقاوي المذكورة المشار إليه في بداية هذا المقال فنصها: "إلى كافة إخواننا في الله السادات الفقراء سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: يا إخواني فالأمر لله لا لغيره وما شاء كان وما لم يشأن لم يكن فلا يكدركم ما أصابنا ولابد ولابد إذ لم يصبنا إلا ما أصاب ساداتنا الذين هم عند الله أعظم قدرا منا ومن غيرنا وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء رضي الله تعالى عنهم. ولو أصابنا يا إخواني ويا أهل محبتي جميعا ما لم يصبهم لتكدرنا واهتممنا واغتنمنا وتروعنا وخفنا وحيث لم يصبنا إلا ما أصابهم فرحنا وسررنا وانبسطنا وذهب الباس عنا. والله على ما نقول وكيل.

واعلموا رحمكم الله أن لنا من علم سادتنا وهم أشياخنا ما وسع الله به ضيقنا أو شرح الله به صدرنا أو ما قوى الله به ضعفنا أو ما بدل الله به لنا الكدر بالصفاء الكبير.

وأوصيكم كل الوصية أن تثبتوا على السنة المحمدية التي هي الحصن المانع من كل بلية، والتي هي سفينة النجاة ومعدن الأسرار والخيرات، وأن لا تزحزحوا عنها إلى غيرها كل وقت وحين، إلى أن يأتيكم اليقين أي الموت. وأوصيكم كل الوصية أن (تستحضروا) قول الله عز وجل: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله"، وقوله: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم مثل الذين خلفوا من قبلكم"، "أم حسبتم أن (تدخلوا) الجنة ولما يعلم الله"، "ليس البر أن تولوا وجوهكم" إلى قوله: "أولئك الذين صدقوا، وأولئك المتقون". وأن (تستحضروا) أيضا كلام أهل الطريقة، وهم شيوخنا و(شيوخ) غيرنا رضي الله عنهم ونفعنا وإياكم ببركاتهم دنيا وأخرى. آمين.

وقد قالوا عند تقلبة الأحوال: (يعرف الرجال من الرجال، وعند الامتحان يعز المرء أو يهان) وقالوا: (من أدى شهود الجمال قبل تأذيه بالجلال فارفضه فإنه دجال). وقال صلى الله عليه وسلم لرجل من الصحابة والله أعلم: (هل استويت؟) قال: (وكيف أستوي يا رسول الله؟) قال: (يستوي عندك العطاء والمنع والعز والذل الغنا والفقر والحياة والموت والعلو والدنو). وهكذا قلت. والصوفي يا إخواني حقيقة من لا يستوحش من فقد شيء من الأشياء جليلا أم حقيرا. فهذا قولنا لا قول غيرنا، واسمعوا جواب ولي الله تعالى سيدي محمد بزيان نفعنا الله ببركاته لمن قال له: (الله يخلف الإبل). قال رضي الله عنه: (الحمد لله ما ذهبت لنا ظهر ولا عصر) والذي قال أيضا لمن قاله له: (السلطان امتحن سيدي فلانا وسيدي فلانا وأخذ متاعهما أما تخاف منه؟) قال: (إنما الخشية من الله، الماء والقبلة لا يقدر أحد على نزعهما، والباقي متروك لمن طلبه) إلى غير هذا مما لأهل اليقين الكبير رضي الله عنهم ونفعنا وإياكم ببركاتهم ونؤكد عليكم ألا تهملوا الصدقة كل يوم وكل ليلة ولو بشق ثمرة، وكذلك الدعاء إذ هو (منح) العبادة. وفي القرآن العظيم: "قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم" .

وأوصيكم أن تدهبوا حيث شئتم أي كل واحد يذهب إلى مكانه ولابد ولابد ونحن في يد الله، وهو لا يفعل بنا وبكم وسائر عباده إلا خيرا. والسلام. وكتبه العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي كان الله له آمين. انتهى من خط هذا الولي الصالح والقطب الواضح رضي الله عنه وعنا به نفعا بركاته آمين. نقلت من خط شيخنا سيدي كنون ونقلها من خط مولاي العربي والسلام."
انتهى بتمامه من الموقع المذكور .

فائدة:طبعت رسائل مولانا العربي الدرقاوي رحمه الله بتحقيق بسام بارود طبعة دار الفكر ) وطبعة أخرى بتحقيق محقق أخر في دار الكتب العلمية سنة 2003)
محب الاولياء غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس