عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي .وقل ربي ارحمهما"

.وقل ربي ارحمهما"


من المعلوم بداهة ان بر الوالدين من اوجب الواجبات في الاسلام حتى انه اقترن بعبادة الله عز وجل وذلك لبيان ثوابه العظيم . وبالعكس فإن عقوق الوالدين قد اقترن بالشرك بالله رب العالمين، فالعقوق من الكبائر بل هو من أكبر الكبائر .


هناك مجموعة من النصوص الشرعية: من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على بر الوالدين والاحسان اليهما مع بيان ثواب ذلك . وأشير إلى عدد منها:


قال سبحانه وتعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين، والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا” . (سورة النساء الآية 36) . فالاحسان في الشريعة الاسلامية مجاله واسع فهو لا يقتصر على الوالدين فحسب بل يشمل فئات اخرى من الناس الذين هم بحاجة إلى العطف والمساعدة . والواجب على المسلم ان يبادر إلى الاحسان اليهم . ومعنى (الجار ذي القربي) الجار القريب في جواره ومسكنه . ومعنى الجار الجنب (الجار البعيد في الجوار) ومعنى الصاحب بالجنب الرفيق في السفر أو في العمل أو في الدراسة وغيرهم .


قال العلي القدير “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين احسانا، أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”، (سورة الإسراء الآيتان 23 و24) ومعنى (قضى) أمر وحكم، ويلاحظ أن الاحسان إلى الوالدين قد ورد في هذه الآية الكريمة بعد عبادة الله رب العالمين وذلك لبيان أهمية الاحسان للوالدين . حتى انه لا يجوز شرعا التأفف والتبرم والتضجر أمام الوالدين لأي سبب من الأسباب . لأن ذلك يؤدي إلى ازعاجهما .


عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم “أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله” (متفق عليه) . ففي هذا الحديث النبوي الشريف بيان لأهمية الصلاة التي تمثل عماد الدين وعموده ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .


عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن في الجهاد فقال له أحيّ والداك؟ قال: نعم . فقال ففيهما جاهد” (متفق عليه) . أي يتوجب عليك أن تلازمهما وأن تقوم برعايتهما وخدمتهما ومن هذا يتضح أن القيام برعاية الوالدين والاحسان اليهما مقدم على الجهاد في سبيل الله .


ان رجلا قال: يا رسول الله اني حملت امي على عنقي فرسخين في رمضاء لو القت فيها بضعة من لحم لنضجت فهل اديت شكرها؟ فقال: لعله أن يكون بطلقة . “أخرجه الطبراني في المعجم الصغير والبزار في مسنده وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد عن الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه” .


عن الصحابي الجليل معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال عليه الصلاة والسلام: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال الزمها فإن الجنة تحت قدميها وفي رواية “رجليها” بدلا من قدميها . أخرجه أحمد في مسنده والنسائي في سننه وابن ماجة في سننه والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم”، رواه ابن ماجة .



عقوبة العقوق



هناك العشرات من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر وتنهى عن عقوق الوالدين وتعد العقوق من الكبائر وان عقوبة العاق لوالديه عبارة عن عقوبتين في الدنيا وفي الاخرة وذلك لشدة الاثم الذي يلحق الابن العاق ومن هذه الأحاديث:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً قلنا: بلى يا رسول الله . قال الاشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت (متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه) . ويلاحظ أن عقوق الوالدين قد ورد بعد الإشراك بالله وذلك لبيان الإثم الذي يلحق الابن العاق .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله في الحياة قبل الممات” رواه الحاكم والاصبهاني عن الصحابي أبي بكر رضي الله عنه . وقال الحاكم عن مرتبة هذ الحديث الشريف: صحيح الاسناد ويشير هذا الحديث النبوي الشريف إلى ان الابن العاق لوالديه يعاقب في الدنيا وفي الآخرة
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة نوح ; 03-08-2010 الساعة 05:45 PM
نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس