عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #16
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وصية:

-وعليك بالصدقة فإن الله قد ذكر المتصدقين والمتصدقات وهي فرض ونقل فالفرض منها يسمى زكاة والنفل منها يسمى تطوعاً والفرض منها يزول عنك اسم البخل وبصدقة التطوع منها تنال الدرجات العلى وتتصف بصفة الكرم والجود والإيثار والسخاء وإياك والبخل ثم إنه عليك في مالك حق زائدة على الزكاة المفروضة وهو إذا رأيت أخاك المؤمن على حالة الهلاك بحيث أنك إذا لم تعطه من فضل مالك شيءً هلك هو وعائلته إن كانت له عائلة فيتعين عليك أن تواسيه إما بالهبة أو بالقرض فلا بد من العطاء وذلك العطاء صدقة حتى إني سمعت بعض علمائنا باشبيلية يقول في حديث هل على غيرها يعني في الزكاة المفروضة قال لا إلا أن تطوع قال لي ذلك الفقيه فيجب عليك فاستحسنت ذلك منه رحمة الله وإنما سمى الله الإنسان متصدقاً وسمى ذلك العطاء صدقة فرضنا كان أو نقلا لأنه أعطى ذلك عن شدة لكونه مجبولا على البخل فإن الله يقول فيه(( وإذا مسه الخير منوعاً )) فقال صلى الله عليه وسلم في فضل الصدقة وزمانها ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخاف الفقر وتأمل الحياة والغنى ) يقول الله تعالى (( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) أي الناجون لأن الإنسان إذا كان له مال ويأمل بالحياة فإنه يخاف أن يفتقر ويذهب ما بيده من المال بطول حياته لنوائب الزمان وأمله بطول حياته فيؤديه ذلك إلى البخل بما عنده من المال والإمساك عن الصدقة والتوسعة على المحتاجين مما أتاه الله من الخير فهو يكنزه ولا ينفقه ولا يؤدي زكاته حتى يكوى به جنبه وجبينه وظهره كما قال تعالى فيهم (( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسك فذوقوا ما كنتم تكنزون)) فلهذا العطاء عن شدة سميت صدقة يقول رمح صدق أي صلب وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً في البخيل والمتصدق فقال صلى الله عليه وسلم ( مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهم إلى تراقيهما )) فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عليه حتى تجن بنابه وتعفوا أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة مكانها فإياك والبخل فإنه يردبك ويوردك الموارد المهلكة في الدنيا والآخر ولا يجعلك تتكرم وتتصدق إلا استعمال العلم فإنك إذا علمت أن رزقك لا يأكله ولا يقتات به ولا يحيى به غيرك ولو اجتمع أهل السموات والأرض على أن يحولوا بينك وبين رزقك ما أطاقوا وإذا علمت أن رزق غيرك فيما أنت مالكه لا بد أن يصل إليه حتى يتغدى به ويحيا وإن أهل السموات والأرض لو اجتمعوا على أن يحولوا بينه وبين رزقه الذي هو في ملكك ما أطاقوا فادفع إليه ماله إذا خطر لك خاطر الصدقة تتصف بالكرم والثناء الجميل وأنت ما أعطيته إلا ما هو له بحق في نفس الأمر عند الله أنت محمود فإذا علمت هذا هان عليك إخراج ما بيدك ولحقت بأهل الكرم وكتبت في المتصدقين إن أخرجت ذلك عن تردد ومكابدة واقعية نفسك ورأيت بذلك أن لك فضلاً على من أوصلته تلك الراحة فإياك أن تجهل على أحد كما تحب أن لا تجهل عليك وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في تعوذاته ( وأعوذ بك أن أجهل أو يجعل عليّ ) فمن حكم فيك بالعلم فقد أنصفك .]



وصية:
وعليك بالجهاد الأكبر وهو جهادك هواك فإنه أكبر أعدائك وهو أقرب الأعداء إليك الذين يلونك فإنه بين جنبيك والله يقول سبحانه (( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار )) ولا أكفر عندك من نفسك فإنها في كل نفس تكفر نعمة الله عليها من بعد ما جاءتها فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي إن قلت فيه كنت من الشهداء الأحياء الذين عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله مستبشرين بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وقد علمت فضل المجاهد في سبيل الله في حال جهاده حتى يرجع إلى أهله بما أكتسبه من أجر أوغنيمة أنه كالصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا من صيام حتى يرجع المجاهد وقد علمت بالحديث الصحيح أن الصوم لا مثل له وقد قام الجهاد مقامه ومقام الصلاة وثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا في الجهاد الفرض الذي تعين ويعصى الإنسان بتركه لا بد من ذلك ولا يزال العبد العالم الناصح نفسه المستبرئ لدينه في جهاد أبد إلا أنه مجبول على خلاف ما دعاه إليه الحق فإنه بالأصالة متبع هواه الذي هو بمنزلة الإدارة في حق الحق فيفعل الحق ما يريده فإننا كلنا عبيده ولا تحجير عليه ويريد الإنسان أن يفعل ما يهوى وعليه التحجير فما هو مطلق الإرادة فهذا هو السبب الموجب في كونه لا يزال مجاهداً أبداً ولذلك طلب أصحاب الهمم أن يلحقوا بدرجات العارفين بالله أراد إيجاده ويكرهون منه بكراهة الحق ما كرهه الحق ووصف نفسه بأنه لا يرضاه فهو يريده ولا يرضاه ويريده ويكرهه في عين إرادته أن أراد أن يكون مؤمناً وأن لم يكن كذلك وإلا فقد انسلخ من الإيمان نعوذ بالله من ذلك فإنه غاية الحرمان وهذا هو الحق الممقوت كما تقول في الغيبة أنها الحق المنهى عنه .]

يتبع بعون الله
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس