عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2009
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: من كلام الإمام ابن عطاء الله السكندري




بسم الله الرحمن الرحيم


:قال الإمام العلامة ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه

قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: ليس الفقيه من فقأ الحجاب عن عيني قلبه... وإنما الفقيه من فهم سر الإيجاد.. وأنه ما أوجده إلا لطاعته... ولا خلقه إلا لخدمته ، فإذا فهم هذا كان هذا الفقيه منه سببا لزهده في الدنيا وإقباله على الآخرة وإهماله لحظوظ نفسه واشتغاله بحقوق سيّده مفكرا في الميعاد قائما بالاستعداد

قال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) والمؤمن القوي هو الذي أشرق في قلبه نور اليقين

قال الله تعالى: ( والسابقون السابقون...أولئك المقربون...في جنات النعيم) سبقوا إلى الله فخلّص قلوبهم مما سواه... فلم تُعِقهم العوائق...ولم تشغلهم عن الله الخلائق ... فسبقوا إلى الله... إذ لا مانع لهم... وإنما منع العباد من السَّبق.. جواذب التعلق بغير الله ...فكلما همّت قلوبهم أن ترحل إلى الله سبحانه وتعالى جذبها ذلك التعلق الذي به تعلقت فكرّت راجعة إليه ومقبلة عليه

وافهم هاهنا قوله تعالى : (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) القلب السليم هو الذي لا تعلق له بشيء غير الله تعالى
وقوله تعالى: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة ..وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم) يفهم منه أنه.. لا يصلح مجيئك إلى الله.. ولا الوصول إليه إلا إذا كنت فردا مما سواه
وقوله تعالى: (ألم يجدك يتيما فآوى) يفهم منه أنه.. لا يأويك الله.. إلا إذا صحّ يُتمُك مما سواه
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وتر يحب الوتر) أي يحّب القلب الذي لا يشفع بمثنيات الآثار فكانت هذه القلوب لله وبالله

فأهل الفهم أخذوا عن الله.. وتوكلوا عليه.. فكانوا بمعونته لهم.. فكفاهم ما أهمهم.. وصرف عنهم ما أغمهم.. واشتغلوا بما أمرهم عما ضمن لهم علما منهم بأنه لا يكلهم إلى غيره.. ولا يمنعهم من فضله.. فدخلوا في الراحة.. وقفوا في جنة التسليم ولذاذة التفويض.. فرفع الله بذلك مقدارهم.. وكمّل أنوارهم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-24-2017 الساعة 11:39 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس