عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2010
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم




:قال الإمام العلامة ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه



قَلََّما تَكونُ الوارِداتُ الإلهيَّةُ إلّا بَغْتَةً، صِيانَةً لَها أَنْ يَدَّعِيَها العِبادُ بِوُجودِ الاسْتِعْدادِ

الشرح:
أي أن الواردات الإلهية التي هي الأسرار العرفانية يقل حصولها غير بغتة أي فجأة من غير استعداد لها بعبادة، لئلا يدعيها العباد بوجود الاستعداد لها . فإن تحف الله تعالى وهداياه مقدسة عن أن تعلل الأعمال. لأنها من مواهب الغني المفضال فحصولها بغير استعداد كثير وأما حصولها بالاستعداد فنزر يسير.

إذا أَرَدْتَ أنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ فانْظُرْ في ماذا يُقيمَكَ
الشرح:
هذه الحكمة تشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله تعالى من قلبه". مما يدور على ألسنة العوام: إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر في أي شيء أقامك. وفي الحديث: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" فإذا رضيك الله أيها المريد لحسن طاعته فاعرف قدرها واشكره على عظيم نعمته.

مَتى رَزَقَكَ الطّاعَةَ وَالغِنى بِهِ عَنْها فَاعْلَمْ أنَّهُ قَدْ أَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظاهِرةً وَباطِنَةً
الشرح:
أي متى رزقك الله الطاعة التي هي امتثال المأمورات واجتناب المنهيات في ظاهرك والغنى بالله عنها (بأن لا تركن إليها بباطنك) فاعلم أنه قد أسبغ (أي أتم) عليك نعمه ظاهرة وهي تلك الطاعات، وباطنة وهي معرفتك التي باعدتك عنها و أوجبت لك رفيع الدرجات. فإن المطلوب من العبد شيئان: إقامة الأمر في الظاهر والتعلق بالله لا غيره في الباطن. فمن رزقه الله هذين لأمرين فقد أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وأوصله إلى غاية أمله في الدارين. وقد كان أبو بكر الوراق يقول: إني لأصلي الركعتين وأنصرف عنهما كأني أنصرف عن السرقة استحياء منه.















***************************************


من كتاب "الحكم العطائية" للإمام ابن عطاء الله السكندري
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-24-2017 الساعة 11:41 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس