عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2009
  #7
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

- قال الشّيخُ أحمدُ زرَّوق رحمه الله تعالى : أصولُ طريقتنا الشاذليَّة خمسةُ أشياء :
1 - تقوى الله تعالى في السِّرِّ والعلانيّة .
2 - إتباع السُّنَّة في الأفعال واللأقوال .
3- الإعراضُ عن الخلق في الإدبار والإقبال .
4 - الرِّضا عن الله تعالى في القليل والكثير .
5 - الرُّجوعُ إلى الله تعالى في السّرّاء والضّرّاء . الأنوار القدسية





- قال الشيخُ أبو الحسن الشاذليّ رحمه الله تعالى :قيلَ لي إن أردت إرضائي فمن إسمي ومنِّي لا من
اسمك ومنك ، قلتُ :وكيف ؟ قال : سبقت أسمائي عطائي وأسمائي من صفاتي ، وصفاتي قائمةٌ بذاتي
ولا تُمحَقُ ذاتي .
وللعبد أسماءٌ دنيّةٌ وأسماءٌ عليّةٌ فأسماؤه العليّةُ قد وصفه الله تعالى بها بقوله :
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
وبقوله :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ
لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .
وأسماؤه الدَّنيّة معروفةٌ كالعاصي والمذنبِ والفاسق والظَّالم وغير ذلك . فكما تُمحَقُ أسماؤك
الدّنيّة بأسمائك العليّة فكذلك تُمحَقُ أسماؤك بأسمائه وصفاتُك بصفاته ، لأنَّ الحادثَ إذا أقترنَ
بالقديم فلا بقاءَ له
فإذا ناديته باسمه كقولك : يا غفورُ ، يا توابُ ، يا قريبُ ، يا وهّابُ ، فاستدعيت بها العطاءَ لنفسك وقد
تنزلت لنفسك من أسمائه . وكذلك إذا لا حظت أسماءَك الدَّنيّة من المعاصي و الظلم والفسق
فاشتغلت بسَترها ومغفرتها فأنت باق ٍ مع نفسك .
وإذا ناديته باسمه العليِّ ولا حظتَ صفاتِه العليّة قائمةٌ بذاته ، مُحِقتْ أسماؤك كلُّها وانعدم وجودك
فصرتَ محواً لا وجود لك البتَّة . فذاك محلُّ الفناء والبقاء بعد الفناء . (( ذَلِكَ فَضْل اللَّه يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء
وَاَللَّه ذُو الْفَضْل الْعَظِيم ) .





- يرى الإمامُ الرازيَّ رحمه اللهُ تعالى أنَّه لا بدَّ كي تكونَ الرِّياضةُ نافعةً : أن تكون نفسُ المريد
مستعدةً لهذا الحديث وملائمةً له إذ لو لم يكن كذلك ما نجحت فيه الرياضةُ أصلاً ، لأنَّ تأثيرَ
الرِّياضة ليس إلا في إزالةِ العوائق ورفع الحُجُبِ والأستار . وزوالُ العوائق لايكفي في حصول
المطلوب ، بل لا بدَّ معه من القابل المستعدِّ . فإذا لم تكن النَّفسُ مستعدةً لم تفدِ الرياضةُ سعادةً
أصلا لكنَّها تفيد السلامة .شرح الإشارات -ص113- المدرسة الشاذلية الحديثة - /338 - .






-من القوم من يقف عند الأفعال ، فيفنى في أفعاله سبحانه وتعالى .
يدلُّ عليه قوله تعالى (( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى )) .
ومنهم من يقف عند الصِّفات ، يدلُّ عليه قوله تعالى ( ‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ ).
ومنهم من يصل إلى مقام الإحسان فيتصل بقلبه بذاته جلَّ جلالُه.

أقول وبالله التَّوفيق : الوقوفُ عند الأفعال لمن بواسطة الأفعال يصلُ إلى الصِّفات ومنها إلى الذات
هذه المقاماتُ تحصلُ لبعضهم دفعةً فيكون الجمعُ مع الفرق . هذا لمن وصل إلى الذات بنور الإيمان
الصَّادق مع الأخذ بالشَّريعة ، يعرفُ ربَّه بإذنه تعالى لا يحتاج إلى دليلٍ .
ولذا قال سيّدي أبو الحسن الشّاذليّ رضي الله عنه : نحن نعرفُ الله جل ّ جلاله بدون دليل .
والحاصلُ : التَّفكرُ بالأفعال والصِّفاتِ لتقويةِ الإيمان لبعضهم وللبعض الآخر الجمع مع الفرق
من كلام سيدي الشيخ أحمد حفظه الله تعالى .





- قال سيّدي ابنُ مشيش رحمه اللهُ تعالى : واصحبْ من إذا ذكِرَ ، ذكرَ اللهُ فالله يُغني به إذا شَهِدَ
، وينوبُ عنه إذا فُقِدَ ، وذكرُه نورُ القلوب ومشاهدتُه مفاتيحُ الغيوب .






-قال الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) .
إنَّما يمسُّ المتَّقينَ طيْفُ الشَّيطان في ساعةِ غفلتهم عن ذكر الله تعالى ولو أنَّهم استداموا
ذكرَ الله سبحانه وتعالى بقلبهم لمَا مسَّهم طائفُ الشيطان ، فإنّ الشّيطانَ لا يقرَبُ قلباً في حال شهود
الله سبحانه وتعالى ، لأنَّه ينخنسُ عند ذلك ، ولكنْ لكلِّ صارمٍ نوبةٌ ولكلِّ عالمٍ هفوةٌ ولكلِّ عابدٍ
شِرَّةٌ ، ولكلِّ قاصد فترةٌ ولكلِّ سائرٍ وقفةٌ ولكلِّ عارفٍ حَجْبَةٌ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :( إنَّه لُيغانُ على قلبي ...الخ ) أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم رحمهما الله تعالى .
أخبرَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم أنَّه يعتريه ما يعتري غيرَه . فأخبرَ أنَّ خيارَ الأمّة وإنْ جلَّت
رتبتُهم لا يتخلَّصون عن حدّةٍ تعتريهم في بعض أحوالهم فتخرجَهم عن دوام الحلم . /لطائف الإشارات /
إعلم أنّه تعالى بيـَّن في الآيه الأولى : أنَّ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّم قد ينزغه الشيطانُ وبيـَّن
أنّ علاجَ هذه الحالة الإستعاذةُ بالله تعالى .
كما هو مبيَّـنٌ في هذه الآيه :أن حالَ المتّقين يزيدُ على حال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في هذا
الباب ، لأنّ الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم لا يحصل له من الشّيطان إلا النزغُ الذي هو كالابتداء
في الوسوسة . وجوَّز في المتَّقين مايزيدُ عليه وهو أن يمسَّهم طائفٌ من الشّيطان وهذا المسُّ
يكون لا محالةَ أبلغ من النزغ . /فخر الرازي /.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 05:30 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس