عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي يحيى بن معاذ الرازي

يحيى بن معاذ الرازي
؟ - 258 للهجرة
يحيى بن معاذ الرازي الواعظ أبو زكريا، أحد الأوتاد. وكان أوحد وقته في فنه.مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقبره بنيسابور يستسقى به، ويتبرك بزيارته. وكانوا ثلاثة اخوة: يحيى، وسماعيل، وابرهيم، وكلهم زهاد.
ومن كلامه: " لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه، ويوم حشره ميزانه " وقال: " كيف يكون زاهدا من لا ورع له؟!.تورع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك " .
وقال: " من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء " .
وقال: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال: ان لم تنفعه فلا تضره، وان لم تسره فلا تغمه، وان لم تمدحه فلا تذمه " .
وقال: " الزهد ثلاثة أشياء: الخلوة، والقلة، والجوع " .
وقال: " أولياؤه أسراء نعمه، وأصفياؤه رهائن كرمه، وأحباؤه عبيد مننه.فهم أسراء نعم لا يطلقون، ورهائن كرم لا يفكون، وعبيد منن لا يطلقون " .
وقال: " الصبر على الخلوة من علامة الأخلاص " .
وقال: " بئس الصديق صديقا يحتاج أن يقال له: " اذكرني في دعائك!، وبئس الصديق صديقا يحتاج أن يعتذر إليه، وبئس الصديق صديقا يحتاج ان يعيش معه بالمداراة " .
وقال: " من سعادة المرء أن يكون خصمه فهما، وخصمي لا فهم له " . قيل له: " ومن خصمك؟ " قال: " نفسي!لا فهم لها،تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم، والخلود فيها، بشهوة ساعة من دار الدنيا " .
وقال: " على قدر حبك لله يحبك الخلق؛وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق؛ وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق " .
وقال: " من كان غناه في كسبه لم يزل فقيرا " ؛ ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيا " ، ومن قصد بحوائجه المخلوقين لم يزل محروما " " .
وقال: " جميع الدنيا - من أولها إلى أخرها - لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم عمرك فيها مع قليل نصيبك منها؟! " .
وقال: " إذا احب القلب الخلوة أوصله حب الخلوة إلى الأنس بالله، ومن انس بالله استوحش من غيره " .
وأنشد:
سلم على الخلق، وارحل نحو مولاكا ... واهجر على الصدق والاخلاص دنياكا
عساك في الحشر تعطى ما تؤمله ... ويكرم الله ذو الالاء مثواكا!
وقال: " العارف يخرج من الدنيا ولا يقضي وطره في شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه " .
وقال، في قوله تعالى:)فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى(: " الهي! هذا رفقك بمن يقول: أنا إله، فكيف بمن يقول: أنت إلهه!؟ " .
وكان يقول، في جملة دعائه: " الهي!، حبك اعطش كبدي!،وأوحشني من أهلي وولدي! " وروى انه قدم شيراز، فجعل يتكلم في علم الأسرار؛ فاتته أمراءه من نسائها، فقالت: " كم تريد أن تأخذ من هذه البلدة؟ " قال: " ثلاثين ألفا،اصرفها في دين على بخراسان " ، فقالت: " لك ذلك، على انك تأخذها وتخرج من ساعتك! " ،فرضى به، وحملت اليه، وخرج من الغد. فعوتبت تلك المرأة فيما فعلت، فقالت: " لأنه كان يظهر أسرار أوليائه للسوقة والعامة، ففوت عليه ذلك " .
وقال له رجل: " انك لتحب الدنيا " ، فقال: " أين السائل عن الأخرة؟ " قال )ها أنا! " ، قال )اخبرني أيها السائل عنها، أبالطاعة تنال أم بالمعصية؟ " . قال: لا، بل بالطاعة " قال: " فاخبرني عن الطاعة، أبالحياة تنال، أم بالممات؟ " قال: " لا، بل بالحياة " قال: " فاخبرني عن الحياة، أبالقوت تنال، أم بغيره؟ " قال: " لا، بل بالقوت " قال: " فاخبرني عن القوت، أمن الدنيا هو، أم من الأخرة؟ " قال: " لا، بل من الدنيا " ، قال: " فكيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت، اكتسب به حياة، أدرك بها طاعة، أنال بها الأخرة؟! " . فقال الرجل: " اشهد ان ذلك معنى قول النبي،صلى الله عليه وسلم:)أن من البيان لسحرا(.
خرج يحيى إلى بلخ، وأقام بها مدة، ورجع إلى نيسأبور، ومات بها كما سلف.
ومن شعره:
أموت بدائي لا أصيب دوائيا ... ولا فرجا مما أرى من بلائيا
إذا كان داء العبد حب مليكه ... فمن، دونه، يرجو طبيبا مداويا؟!
ومنه:
دعني أدارى الحب من كل جانب ... فليس لها مني سبيل ومهرب
وحملتني مالا تطيق جوارحي ... فسرك في الأحشاء منى مغيب
ومن كلامه أيضا: " صبر المحبين اشد من صبر الزاهدين، واعجبا!. كيف يصبرون؟! " .
وأنشد:
الصبر يجمل في المواطن كلها ... إلا عليك فانه لا يجمل
ومنه: " حقيقة المحبة مالا تنقص بالجفاء، ولاتزيد بالبر " .
وأنشد:
لم اسلم للأسقام تتلفها ... إلا لعلمي بان الوصل يحييها

نفس المحب على الالام صابرة ... لعل سقمها يوما يداويها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس