عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي عرض العمل على الشريعة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
علينا جميعاً أن نعرض أعمالنا على كلام الله تعالى, وعلى الشريعة والسنَّة السنيَّة عليه الصلاة والسلام, فإن كانت موافقةً فهذه نعمة ونشكر الله تعالى, ونشكر لمن وجَّهنا إلى الله تعالى وإلى شرعه الشريف, كما في الحديث الشريف: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل) [أخرجه الإمام أحمد والترمذي].
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون} [الأحقاف: 13ـ14].
{إِنَّ} المحسنين {الَّذِينَ قَالُوا} بعدما تحقَّقوا بمقام العبودية {رَبُّنَا اللَّهُ} الواحد الأحد الصمد, المستقلُّ بالألوهيَّة والربوبيَّة {ثُمَّ} بعدما تمكَّنوا من مقرِّ التوحيد وتمرَّنوا عليه ـ أي التزموا به ـ {اسْتَقَامُوا} فيه ورسخوا بمحافظة الآداب الشرعية والعقائد الدينيَّة الموضوعة لتأييد أرباب المعرفة, وتمكينهم على جادة التوحيد؛ لئلا يطرأ عليهم التزلزل والانحراف عن صراط الحقِّ وسواء سبيله, {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} بعدما وصلوا إلى مقرِّ التمكين ـ يعني لو أن جميع الناس خرجوا عن الدين فهو يبقى على الاستقامة ـ {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون} عن التردُّد والتلوين, وبالجملة {أُوْلَئِكَ} السعداء المقبولون عند الله تعالى باعتبار التمسُّك بالشريعة والعقائد الدينية, وهم {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} المعدَّة لأرباب العناية {خَالِدِينَ فِيهَا} بلا تبديل ولا تحويل, وإنما جُوزوا {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون} من الإحسان مع الله تعالى بمراعاة الأدب معه سبحانه وتعالى على وجه الإخلاص والتسليم ـ والإخلاص على مراتب: فالإخلاص الأعلى: أن يعبد الله تعالى مجرَّداً لعبوديَّته وحقوقه جلَّ وعلا, مجرَّداً عن الحظوظ. والثاني: أن يكون طلباً للثواب وخوفاً من العقاب. والثالث: أن يكون مع طلب الحظوظ الدنيوية من المال والولد وصحة البدن... ـ. ومع عموم عباده بحسن المعاشرة والمصاحبة وأداء حقوق المؤاخاة والموالاة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10], {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة: 71].
عليك أيها العازم على سلوك طريق التوحيد: أن تقصد نحوه بالعزيمة الخالصة الصافية عن كدر الرياء ورعونات الهوى, وتتصبَّر على مشاقِّ التكاليف ومتاعب الطاعات والرياضات القالعة لمقتضيات القوى البشرية بجملتها, ومشتهيات القوى البهيمية برمَّتها, فلك أن تقتدي في سلوكك هذا أثر أولي العزائم من الرسل الكرام والأنبياء العظام ـ عليهم الصلاة والسلام ـ والكُمَّل من الأولياء الذين هم ورثة الأنبياء؛ لتفوز بالدرجة القصوى والمرتبة العليا.
وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلَّم, والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العاجز الفقير الغريب أحمد فتح الله جامي
خادم الطريقة الشاذلية

هذا ما أملاه عليَّ العارف بالله المربي سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي, شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى ونفعنا به.
يوم الإثنين مساءً بعد صلاة العشاء
الموافق : 14 / محرَّم / 1432 هـ
20 / كانون الأول / 2010 م
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس