الموضوع: أخت الرجال
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي أخت الرجال



إسماعيل ديب

يُقال إن الرجال يمتحنون في المواقف الصعبة، فلا يكون الإنسان رجلاً بمعنى الكلمة عندما يهرب من الهول والموقف الصعب، ولكن ماذا يمكن أن نقول في المرأة التي تدفع بيديها السيوف وهي تهوي على زوجها، مدافعة دفاع الرجال، ألا يصح أن يقال فيها إنها «أخت الرجال» .

ينتاب الإنسان وهو يقرأ تاريخ المرأة العربية الماضي، ويراقب نساء اليوم، مشاعر مختلطة وهو يرى نسبة كبيرة منهن مشغولات بسفاسف أمور الحياة، كالتسوق ومتابعة آخر صيحات وصرعات الأزياء، والقيل والقال بالبلاك بيري، والجوال.. عرفت نائلة بنت الفرافصة بالوفاء، ولكنها أيضاً رمز للشجاعة والصبر والصمود، وليس هذا فحسب بل ذات الأدب والبلاغة والفصاحة.

تزوجها عثمان بن عفان-رضي الله عنه- فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة، وكان عثمان يستشيرها دائماً لسداد رأيها، وقد حظيت في بيته بمكانة كبيرة.




وقد زوجّها له أخوها «ضب»، وحملها إلى عثمان في المدينة، وكان مسلماً وكان أبوها نصرانيّاً، وقد تزوجها عثمان وهي نصرانية، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى.
وقد أسلمت نائلة على يديه، وأنجبت له من الولد ثلاثاً: أم خالد، وأروى، وأم أبان الصغرى.

أمر أبو نائلة الفرافصة ابنه ضباً، فزوجها إياه، وكان ضب مسلماً، فلما أرادوا حملها إليه، قال لها أبوها: يا بنية، إنك تقدمين على نساء من نساء قريش، هن أقدر على الطيب منك، فاحفظي عني خصلتين، تكحلي، وتطيبي بالماء، حتى يكون ريحك ريح شن أصابه مطر. وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه، ولما تقدم معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطّاب فيها، فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها) فخلعت ثناياها، وأرسلت بهن إلى معاوية، وحين سُئلت عما صنعتْ، قالت: حتى لا يطمع في الرجال بعد عثمان-رضي الله عنه-.

عندما أهوى رجل إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه بالسيف، فاتقته نائلة بيدها، فقطع اصبعين من أصابعها:

قالت نائلة في زوجها عثمان:

ألا إن خيـــر النــاس بـعــد ثـلاثــة

قتيل التجيبي الذي جاء من مصــر

ومالـــي لا أبكــي وتبكــي قرابـتــي

وقد غيّبت عنــا فضـول أبي عمـرو

كرهت نائلة الغربة، وحزنت لفراق أهلها، فأنشأت تقول:

ألســـت ترى يا ضـب باللـه أننــي

مصاحبـــة نحـو الـمـدينــة أركـبــا

إذا قطعـوا حــزنا تخــب ركـابهــم

كما زعزعـت ريــح يراعــاً مثقـبــــا

لقد كان في أبناء حصن بن ضمضم

لك الويل ما يغني الخبــاء المطنبــا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس