ليلى المضابعيّة
ليلى المضابعيَّة
أتذكرني المضابعُ إذ أعـــــودُ== أمِ اندثرتْ بغيـبتنا الوعودُ
وليلى في المضابِـع واعدتـني== بأيَّـامٍ يليـــنُ لهـا العنـودُ
فيا زمـن التجافي قـف قليـلاً== لعلِّي للتـي أهـــوى أعـودُ
مللتُ مدائناً خذلـت هـواهـا== ولذ لـهــــا بمحنتها القعـودُ
فحنَّتْ روحـي الظمـأى لبيـدٍ== يجوزُ على مرابعها السجودُ
ففي البيداء مازالـتْ خيولي== تحمحم للقتـــــــال ولا تنـودُ
ومازلتُ الذي يقتـاتُ تمـراً== وترهَبه إذا هجــــم الفهـودُ
أنادي يا خيـولَ الربعِ هبّـي== فتختـلطُ العوالي والبنــــودُ
وأسألُ:مَنْ بعصرِ القحطِ غيثٌ== يجيء الردُّ إنهمُ الجـــــدودُ
وأصرخُ بـالمدائنِ لا تخافي ==وبالفتـيانِ:للساحاتِ عــودوا
فهذا خــــالــدٌ قد عـادَ تـوَّاً== إلى اليرموكِ منـــــدفعاً يجودُ
تتابعه الجوارحُ كلَّ زحـفٍ== وتهربُ عند مقدمــه الأُسودُ
أنادي والمدائنُ قد أضاعتْ== مرابـطةً فساقتها الرعـــــودُ
غزاها النفطُ فانقلبتْ غثـاءً== يطيبُ له التراجعُ والركـودُ
أيعذرنا الفراتُ إذا تدانـى== لخيرِ نخيــــلهِ العلج الحقـودُ
وليسَ لنخلةٍ سـندٌ سـوانا== إذا اهتزَّتْ جدائـــلها يجــودُ
فقومي أمّتي تهنِ البـــلايا== وتسقطْ عن أياديـــــكِ القيـودُ
ليصفوَ دجلةٌ بعدَ اكـدرارٍ== وتزهوَ في شــواطئه الورودُ
ويرجعَ للفراتِ هوى العتابا== يرتِّلُ لحنها نايٌ وعُــــــــــودُ
تهيِّمهُ الخيــولُ إذا أغـارتْ== ويبهجه التماسـكُ والصمــودُ
ويرضيه من الأهلِ انتفاضٌ== تُتَوِّجُـهُ البشـائرُ والوفــــــودُ
وما كنَّا سوى سربٍ مُغيرٍ== يبيتُ على السروجِ ولا ينــودُ
وكمْ جُمِعَتْ لتَقحَمَنا حشودٌ ==قَحَمْناها فخافتـنا الحشـــــــودُ
وما زالتْ مواقعنا شهوداً== إذا افتخرَ الأنامُ ولا شـهـــــودُ
***هامش : المضابع منطقة في بادية العشارة
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات