عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي كلمات في النص المقدس بين الروح و العقل و الوهم و الحقيقة)

كلمات في النص المقدس بين الروح و العقل و الوهم و الحقيقة)


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه وسلم تسليما ، وبعد
تطرح تساؤلات كثيرة في كيفية قراءة نصوص من سبقونا في الأيمان، و لا تعدو أن تكون الا أربع طرق ، منها ما له صلة بالروح ، أو مدركات العقل ، أو ما يتوهمه القارئ من الفهوم ، أو ماهو مرتبط بحقيقة من حقائق.ولكل مشربه في الفهم و الأستنباط.
القارئ السائر على درب أهل الله ، يرى في كلمة مدلول خاص ، ومعنى معين ، بل يستنبط منها علوما و دقائقا ، ذالك أن القلب تمكن منه فهو مرحوم بالرحمة ، مستمد من أنوار الله معارف و أفكار ، بل طرائق في التنبيه و اليقظة و العزم و الأرادة.فتجلى لقلبه الشغوف بالرحمة و النور معنى المدد من الحضرة ، و الأستمداد من بساط البركة ، و معنى النداء و طرق الأستجابة ؟ و كيف يقتحم العقبة الى الله ، و متى يواجه نفسه و هواه و شيطانه و يكسر معاليقه ؟.ثم ينظر في نصوص أهل الله بأنهاشهادة تاريخية نسبية بها الحق و حق الحق و خواص الحق لأهل الحق ، ويفرق بين الجذب و السلوك و الشطح و البيان العربي المبين. و بين الحال ومتى يطغى على أهله ، وماهو الوجد و بركاته ، وما ينطق به من الشوق و الأشتياق الى الله تعالى.؟.
وفي ذالك كله يضع نصب عينيه معنى الكمال النبوي و الصراط القرآني الذي لا يحيد عن الحق.
مثلا : ما فهم مثلا لكلمة الذكر عند مؤمن ذاكر لله تعالى ؟.
يفهم المؤمن الطالب لوجه الله تعالى ، أن الذكر عبادة خاصة و عامة في تقييدها و مجملها و في بيانها و مدلولها.
فالذكر العام هو ذكر مسنون في السنة سنه الحبيب صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة عامة للمسلمين جميعا ، حتى لا يحرم أحد منا من أستغفار الملأ الأعلى لنا و ذكر الله لنا و مباهاته بنا أمام ملائكته.
و يفهم من أن الذكر الخاص هو ذكر مأذون من طرف الشيخ المربي مسنون في السنة و بالأمر النبوي و خاصيته ان يرقى بالعبد في مدارج الأيمان ثم الأحسان ثم المعرفة ثم القربة ، ثم الشهود التام في المعرفة ، ثم العرفان في المعرفة.
ويفهم من كلمة الذكر أيضا الحركة الخفية و الحضور الخاص في بساط الحضرة و الحديث بلسان الشوق عن المولى ، و تلقي خطاب التجلي في القلب و يستوطن في الروج و يملأ الذات بالنور و تمتزج بالجوارح فيتقلب العبد في قبضة الله و حكمه.
و يفهم بكلمة الذكر تلك الموافقة في الأتباع ، ويكون لسان الحال موافق لمراتب المقام تعلم متى يستمد من الحضرة معنى الشهود والشهادة و الحضور و المحادثة ، فيكون من أهل التحديث و الفراسة و المكاشفة.
و يفهم من الذكر أن تشهد في الله و لله و بالله ومع الله معنى الأبلاغ و الأشهاد و الأسماع ، فلا ينطق الا بالحق.
و يفهم من الذكر أنه الذكر و الذاكر و المذكور و المريد و المراد.
فأن كان المؤمن بروحه الفياضة يفهم عن الذكر هذه الأشارات ؟.
فكيف يتقبل الباحث الأسلامي العقلاني المتنور ، هذه المعاني ؟.
مما يجب أن يذكر في هذا الباب أن العقول تختلف بمشارب أهلها ، ففيها العقول المعاشية ، و التدبرية ، و العقول المتفلسفة الباحثة عن الحقيقة التي تتلون كالحرباء ، ثم تضمحل في نسبيات نسبياتها لا تعرف للسؤال المتعب حدودا ، فأن ألزمت بحقيقة معينة اكتئبت و سقطت في قزميتها منكرة في الظاهر مستسلمة في الباطن تأبى بفعلتها الطفولية النفسية أن تعرف الحق.
الذكر عند العقلاني المسلم المتنور كما يراه الحضارة و العلم و الأنسان و الرسالة و التطور و الحب و العدل ، يجعل من الذكر مفهوما قرآنيا بحسب هواه ، فهو يأبى أن يجعله مرتبطا بالغيب ، ذالك أن كلمة الغيب كلمة مخجلة و سبة في جبين كل مسلم عقلاني متنور ، و لضرورة الخطاب يجب أن نجعل للكلمة مدلولا حضاريا ، لنواكب النسيج العالمي، فيصير القرآن الذكر هو كل ما يرتبط بالأنسان و تشهده حواسه ، فأن خالف ذالك كان غيبا و العلم لا يعرف الغيب.
يعبد العقل هواه ، و تستبد الأهواء فيصير الذكر عنده من الجزئيات ، ومن فضائل الأعمال ، و أحيانا عبادة مملة ، كيف تجعل في كفتين العقل مع حقائق الوحي التي لا تقبل التبديل و التغيير ، و يستعصي على الأنسان فهمه لقزميته الكونية كما يحلو البعض ان يسميها ، بغير ما لأهل الله من التقدير و التبجيل و الأحترام للوجود الأنساني.
نسأل الله العافية
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس