عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012
  #73
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نصلي صلاة الحاجة إظهاراً للفاقة والحاجة، كالهدية التي يرسلها الإنسان لمن له عنده حاجة قبل أن يجتمع به.


وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: ينبغي فعل صلاة التسبيح قبل صلاة الحاجة لما ورد بأنها تكفر الذنوب كلها وذلك من أكبر أسباب قضاء الحاجة، فإن تأخير قضاء الحوائج إنما يكون بسبب الذنوب في الغالب.


وسمعته يقول أيضاً: ينبغي شدة الحضور في أذكار السجدة الأخيرة من صلاة الحاجة التي يسلم بعدها، وعلامة الحضور أن يحس أن مفاصله كادت تتقطع وعظمه كاد يذوب من هيبة الله تعالى، وهناك ترجى الإجابة، وإيضاح ذلك أن قراءة القرآن على الله تعالى في السجود لا يطيقها أحد لكون العبد في أقرب ما يكون من الله تعالى كمل ورد.


وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: مفتاح قضاء الحاجة الهدية بين يديها، هذا في حكم معاملة الخلق مع بعضهم بعضاً {والله غني عن العالمين}.


وجميع ما يقدمونه له هدية هو من خزائنه، فكأن العبد نقل تلك الهدية من بين يدي الله تعالى إلى بين يدي الله تعالى، قال تعالى {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه}.


فكانت صلاة الحاجة من العبد إظهار عبودية لا غير سواء كان مشاهداً لكونها من فضل الله حال إهدائها أو غافلاً عن هذا المشهد كحال العوام.


وقد سمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول مرة: ليس للعبد أن يشهد له ملكاً لشيء مما أعطاه الحق تعالى له إلا على وجه النسبة فقط ليبني عليه الشكر وإلا فحقيقة العطاء أن ينتقل ذلك الشيء من ملك المعطي إلى ملك المعطى، وذلك محال في جانب الحق.


وسمعته أيضاً يقول: لقائل أن يقول إن الحق تعالى لم يعطِ أحداً شيئاً حقيقةً إنما ذلك استخلاف لينفقه على المحتاجين إليه بطريقه الشرعي كالوكيل، قال: ومن هنا لم يفرح أحد من أهل الله تعالى بشيء من أمور الدنيا والآخرة وتساوي عندهم نسبة ذلك إليهم وسلبه عنهم على حد سواء لأن أحداً منهم لا يشهد له ملكاً مع الله تعالى في الدارين، وهذا أمر لا تذوقه يا أخي إلا بسلوك على يد شيخ ناصح، فإن أردت العمل بذلك المشهد النفيس فاطلب لن شيخاً يرشدك إليه وإلا فلا سبيل لك إلى ذلك ولو عبدت الله تعالى بعبادة الثقلين.


ومن هنا افترق السالكون والعابدون، فربما مكث العابد يعبد ربه على علة خمسمائة سنة والسالك يخرج عن العلة من أول قدم يضعه في الطريق، لأن بداية الطريق التوحيد لله تعالى في الملك ثم الفعل ثم الوجود والعابد لا يذوق لهذه الثلاثة مقامات طعماً، كما أشار إليه خبر الطبراني وغيره مرفوعاً: (أن عابداً عبد الله تعالى في جبل في البحر خمسمائة سنة، فيقول الله تعالى له يوم القيامة ادخل الجنة برحمتي، فيقول يا رب بل بعملي فيكررها ثلاث مرات وهو يقول يا رب بل بعملي.


وهذه المقالة لو قالها المريد لشيخه في أول بدايته لعيبت عليهفوالله لقد فاز من كان له شيخ وخسر من لم يتخذ له شيخا أو اتخذه ولم يسمع لنصحه كما عليه غالب المريدين في هذا الزمان.


واعلم أن من شروط إجابة الدعاء كون العبد ليس عليه ذنب، فمن سأل الله تعالى في حاجة وعليه ذنب واحد لم يتب منه فهو إلى الرد أقرب.


وكان سيدي علي البحيري رحمه الله لا يسأله أحد الدعاء إلا قال قولوا كلكم: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من كل ذنب، ثم يدعو ويقول: يا أولادي كيف يطلب العبد من ربه حاجة وهو قد أغضب ربه بالمعصية، وإذا تاب منها ربما أجيب دعاؤه، فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.


- روى الإمام أحمد وأبو يعلى والحاكم مرفوعا:(من سعادة ابن آدم استخارته لله عز وجل).


وزاد في رواية الحاكم: (ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل.


وروى الترمذي مرفوعا بلفظ: (من سعادة ابن آدم كثرة استخارته لله تعالى ورضاه بما قضى الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله تعالى له).


وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، قال: ويسمي حاجته). والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس