عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #20
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 596
ايها الحكام المحترمون !
لو كان من عادة القلب ان تتقطع في موقف الحزن والاسى لكان من المفروض ان يتمزق القلب الى عدد ذراته اسىً ولوعة امام خبرٍ عن شاب سقط فى هاوية الإلحاد.
وهكذا فان قرار التبرئة الذي سيصدر عنكم سيكون وسيلة فعالة لانقاذ شباب الاسلام والعالم الاسلامي من هذه الآفة الرهيبة، وهذا هو احد الاسباب التي تربطني برباط لاينفصم مع بديع الزمان ومع مؤلفاته.
ان القرار الذي ستصدرونه لتبرئة رسائل النور والسماح بتداولها سينقذ الشباب التركي والمسلمين من مصيبة الالحاد، ذلك لان رسائل النور التي هي خزينة الحقائق السامية ستُعرف وستشتهر في يوم من الايام في جميع انحاء الدنيا دون شك. وعلى هذا الاساس فسوف تكونون محط تقدير الانسانية جمعاء، وستكون الاجيال الحالية واجيال المستقبل شاكرة لكم لقراركم بالبراءة، وستذكركم هذه الاجيال بكل تقدير كلما قرأت رسائل النور واستفادت من فيضها العظيم.
وعندما اقول لكم بكل اخلاص هذه الكلمات فارجو ان لايذهبن بكم الظن الى انني انافق او اتملق.. أبداً ومطلقاً... ذلك لانني لا اخشى من احد ولا ارهب احداً في المحكمة التي تحاكم بديع الزمان.
ولكني ارجو منكم ان تسمحوا لي ببيان قصير:
ان استمر المدعي في كيل هذه التهم الشنيعة بحق رسائل النور وبحق مؤلفها وقرائها مع انها - رسائل النور - تعد علاجاً مؤثراً ضد الشيوعية وضد الماسونية في هذا الوطن المبارك، واذا لم يتخل عن اتهاماته الخاطئة تماماً وسائر انفعالاته الشخصية وعواطفه الذاتية فانه يكون بذلك عوناً للماسونية وللشيوعية وعوناً لترعرعهما وانتشارهما.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 597
جزء من اللائحة المقدمة الى محكمة التمييز
ان رسائل النور تقوم - عن طريق البرهنة - بتقوية الايمان المتضعضع للذين تؤثر فيهم شبهات تبثها منشورات منظمات الالحاد.
ان سراً دقيقاً من اسرار تعلق الشباب وتمسكهم برسائل النور وكأن بهم مس من كهرباء هو الآتى:
لقد قام بديع الزمان سعيد النورسي منذ سنوات عديدة بانكار ذات وتضحيات لامثيل لها وفي زمن شيخوخته ومرضه - اي في مرحلة يحتاج فيها الى الرعاية والى الاهتمام - وبصبر وتحمل لايوصفان امام جميع انواع الاضطهاد والتعذيب من قبل اعدائه المتسترين من الماسونيين والشيوعيين ومن الذين انخدعوا بهم. وعلم بثاقب بصره وادرك بملاحظته الواقعية المؤامرات المدهشة الخفية، والدسائس المرعبة والخطط المحاكة ضد الايمان وعرف كيف يحبط هذه الخطط بمؤلفاته الايمانية.
لكن أليس من المحزن، وأليس من المؤلم ان يقاسي هذا الرائد الاسلامي وهذه الشخصية الكبيرة الفذة من عذاب السجون منذ خمسة وعشرين عاماً ومن الحبس الانفرادي التام وان يحاول القضاء عليه؟
ولكن وان قاسى مؤلف رسائل النور وعوقب نتيجة للاوهام الناشئة من اهانات الشيوعيين ودسائسهم فان الاقبال المتزايد على قراءة رسائل النور بكل شوق سوف يدوم ويستمر.
ان اول دليل واكبره هو ان الشباب الذي قرأ رسالة "عصا موسى" التي استنسخت بالاحرف الجديدة، بدأوا بتعلم القراءة باحرف القرآن لكي يستطيعوا قراءة الرسائل الاخرى، وهكذا هدموا سداً كبيراً وهو الجهل بخط القرآن الكريم، هذا الجهل الذي كان مانعاً وعائقاً امام تعلم الكثير من العلوم، واجبارهم على قراءة كثير من الكتب التي كتبت لابعاد الناس عن الدين والايمان. وحينما يقبل شباب اية امة على القرآن وعلى العلوم التي تتنور منه، ويتجهز بهذه العلوم ويتسلح بها فمعنى ذلك ان تلك الامة بدأت تسير في طريق الرقي والتقدم. ان الشباب الظامئة ارواحهم الى
الشعاع الرابع عشر - ص: 598
الايمان والى الاسلام قد بدأوا بملء ارواحهم بفيوضات رسائل النور التي هي تفسير للقرآن الكريم، وبذلك فان الشباب الذي سيملك ايماناً يقينياً وعن علم سيجاهدون الالحاد والشيوعية، ولن يسمحوا ابداً ببيع اوطانهم الى اعداء الاسلام. لذلك فان استطاع الشيوعيون ان يفنوا ويقضوا على الورق وعلى الحبر لقام شباب مثلي او شيوخ بفداء انفسهم لأجل نشر رسائل النور التي هي خزانة الحقائق، حتى وان اضطروا الى ان يعملوا من جلودهم ورقاً ومن دمائهم حبراً.
نعم، نعم، نعم.. الف مرة نعم.
يقول المدعي العام ضمن اتهاماته: "لقد قام سعيد النورسي بتسميم افكار شباب الجامعة بمؤلفاته". ونحن نقول رداً على هذا:
"لو كانت رسائل النور سماً، فاننا في حاجة الى اطنان من هذا السم واذا كان يعرف مكاناً يكثر فيه هذا السم فليرسله الينا على جناح السرعة" .
وعندما نتعرض - نحن طلاب النور- الى ظلم الظالمين ونحن نؤدي خدماتنا في سبيل الايمان والاسلام فاننا نفضل ان نسلم الروح في السجون وعلى اعواد المشانق وليس على فراش الراحة. لاننا نعدّ الموت ظلماً في السجون - بسبب خدمتنا القرآنية - فضلاً إلهيا كبيراً، ونفضل هذا الموت على العيش في حياة ظاهرها الحرية وباطنها وحقيقتها استبداد مطلق.

الموقوف في سجن آفيون
زبير كوندوز آلب
من ولاية قونية
ملاحظة:
بعد ارسال هذا الدفاع ولائحة الدفاع المقدمة الى محكمة التمييز، ارسلت رئاسة محكمة التمييز برقية طلبت فيها اطلاق سراح "زبير" من السجن فوراً.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 599
دفاع مصطفى صونغور 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
طلب مقام الادعاء ايقاع العقوبة بي أيضاً بتهمة انتسابي لجمعية النوريين وقيامي بتحريض الشعب ضد الحكومة.
اولاً: لاتوجد جمعية باسم جمعية النوريين، ولست منتسباً لاية جمعية من هذا القبيل. انني منتسب الى جمعية الاسلام المقدسة والعظيمة.. الجمعية الالهية والنورانية التي تبشر الانسانية جمعاء بالسعادة الابدية وبالسلامة الابدية والتي وضعها منذ اكثر من الف وثلاثمائة وخمسين سنة فخر الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم والتي لها ثلاثمائة وخمسين مليون منتسب في كل عصر. وقد عقدت العزم - بحمد الله - بكل قوتي على اطاعة اوامره المقدسة.
اما رسائل النور التي اعتبر المدعي تتلمذي عليها ذنباً وجرماً، فقد علمتني وظائفي الدينية والايمانية، وعلمتني ان الاسلام اسمى واقدس دين وانه السبيل الوحيد لسعادة البشرية، وعلمتني ان القرآن هو الامر الالهي النازل من رب العالمين سبحانه وتعالى، الحاضر الناظر في كل مكان، وان الوجود باجمعه بدءً من الذرات وانتهاء بالنجوم وبالشموس هو تحت قدرته وتحت ادارته الازلية، وعلمتني ان القرآن معجزة إلهية يحيط نظره بكل الحوادث منذ الازل الى الأبد، وانه اسمى من جميع الكتب، وكتاب معجز من اربعين وجهاً، وكلام ازلي يبشر البشرية جمعاء بالسعادة الأبدية فيجعل المشتاقين اليه يشعرون بعظم المنة عليهم. وان الرسول صلى الله عليه وسلم المرسل من قبل رب العالمين كان بكل احواله اكمل الناس جميعاً واصدقهم واسماهم في نواحي الكمال، وانه قدم للناس جميعاً -بنور الاسلام- اكبر بشرى واقدس سلوان، وانه ادار بسلطنته المعنوية خمس نوع البشر منذ اربعة عشر قرناً، ويُكتب في دفتر حسناته جميع ما كسبته امته من حسنات منذ الف وثلاثمائة ونيف من السنين، وانه سبب خلق الكائنات، وانه حبيب الله. وعلمتني ان الاخرة والجنة وجهنم حق وحقيقة، وذلك ببراهين وحجج باهرة مستقاة من القرآن المعجز.
_____________________
1 ولد في قضاء "افلانى" التابعة لولاية "زنغولدق" سنة 1929 وهو الذى لازم الاستاذ النورسى في الحل والترحال وتتلمذ عليه حتى بلغ « الفناء في رسائل النور» كما قال عنه الاستاذ. واودع اليه والى اخوة افاضل امانة ادارة طلاب النور - امّد الله في عمره وبارك فيه - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 600
اما رسائل النور فانها بكلماتها وجملها تشهد انها فيض من نور القرآن الكريم ونور محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك بانتسابها للقرآن الكريم وكونها تفسيراً خاصاً له، وبهذا الاعتبار فهى سماوية وعرشية..
وهكذا فان رسائل النور - المتهمة بانها تحرض الناس ضد الحكومة - بكل اجزائها (كالكلمات واللمعات والشعاعات والمكتوبات) انما تعطي دروساً حول الحقائق الالهية وحول الدساتير الاسلامية وحول الاسرار القرآنية. فكيف اذن يعد جرماً او ذنباً قراءة رسائل النور وهي مؤلفات تعد في الذروة من ناحية تدريسها وتلقينها للاخلاق الفاضلة والحقائق الايمانية؟ وهل يعد جرماً او ذنباً القيام باستنساخ هذه الرسائل التي تهدي الينا السعادة الأبدية او جعل اخ مؤمن يستفيد منها من الناحية الايمانية؟ أيعد هذا تحريضاً للناس ضد الحكومة؟ وهل زيارة مؤلف مثل هذه الرسائل المباركة الذي بلغ الذروة في الايمان وفي الاخلاق وفي الفضيلة، او تكوين اخوة في سبيل القرآن الكريم مع طلاب النور المجهزين بالايمان الراسخ وبالعقيدة التي لاتتزعزع والذين اخذوا على انفسهم حفظ شرف الاسلام وحقائق القرآن فى هذا العصر والذين لاهدف لهم سوى اكتساب رضى الله... أيعد هذا تشكيل جمعية؟ اي ضمير نقي واي ضمير عادل يستطيع اصدار عقوبة على هذا؟
ايها الحكام المحترمون!
ان رسائل النور بجميع اجزائها اعتباراً من "الكلمات" و"اللمعات" وانتهاءً بـ "الشعاعات" التي اقر بها كبار العلماء والتي تهب مرتبة ايمانية عالية وشوقاً اسلامياً كبيراً لمن يقرأها ليست الا تفسيراً نورانيا للقرآن ذي البيان المعجز ، وكل جزء من اجزائها شمس تزيل الامراض المعنوية وتبدد الظلمات المعنوية. اما استاذنا مؤلف رسائل النور فقد امضى حياته كلها في سبيل الايمان وفي سبيل القرآن وتحمّل في هذا السبيل جميع انواع الاذى والمصاعب، وحاول بنشره هذه الحقائق القرآنية في هذا العصر انقاذ ابناء هذا الوطن المبارك من الهجوم الشرس للشيوعية ولكل انواع الالحاد، وان الصفحة البيضاء لحياته الخالية من أي نقص تشهد بانه موظف ومؤهل للقيام حالياً بهذه المهمة المقدسة فهو - حاشاه - لم يلقّنا دروساً غير اخلاقية، ولا دروساً في فن
الشعاع الرابع عشر - ص: 601
التخريب، بل لقننا دروساً في انقاذ الايمان، وهذا ربما يشكل اكبر غاية واهم هدف للبشرية على سطح الارض، ان قيامه منذ مايقرب من خمس وعشرين سنة بمحاولة انقاذ ايمان مئات الالاف من الناس برسائل النور، ولاسيما من امثالي من المساكين الذين لم نكن نعرف شيئاً عن الاسلام واعطاءنا دروساً في الايمان الذي هو السعادة القصوى والغاية من الحياة يعد دون شك فضلا إلهياً. ونحن نقول للذين يقلبون الحقائق فينكرون قيامه بهذه الخدمة المقدسة ويرونه خطراً على الحياة الاجتماعية:
إن كان ذنباً وجرماً قيامه بانقاذ الناس من آفات رهيبة كالتردي الاخلاقي والالحاد وعدم الايمان، وارشاد الناس الى الايمان والى السير في الطريق الذي رسمه الله تعالى والدعوة الى اطاعة اوامر الدين واسعاد الناس بالسعادة الدائمية للاسلام.. ان كان هذا ذنباً وجرماً فانتم تستطيعون آنذاك القول بانه ضار للحياة الاجتماعية. والاّ فان هذا الادعاء اكبر فرية وهو جريمة لاتغتفر.
ان رسائل النور لاتستهدف الدنيا، بل تستهدف السعادة الاخروية الدائمة وتستهدف نيل رضى الله الباقي الازلي الرحيم ذي الجلال الذي لايشكل الحسن والجمال في الدنيا الا ظلاً خافتاً لجماله ولاتشكل لطائف الجنة جميعاً الا لمعة من محبته سبحانه. فما دام مثل هذا الهدف الالهي المقدس ومثل هذا الهدف السامي موجوداً، فانني ابرئ رسائل النور وانزهها الف مرة من الوقوع في امور سفلية ومحرمة تؤدي الى نتيجة كتحريض الناس ضد الحكومة. ونحن نلوذ بحمى الله تعالى من شرور هؤلاء الذين لايريدون منا ان نتعلم امور ديننا ولا ان نخدم ايماننا فيفترون علينا مثل هذه الافتراءات لكي يقضوا علينا.
ايها الحكام المحترمون
لايمكن ابداً اطفاء نور رسائل النور. واكبر دليل على هذا هو انه رغم المحاولات التي جرت منذ خمس وعشرين سنة للقضاء عليها، فانها - على العكس من ذلك - انتشرت وسطعت اكثر، ذلك لان صاحبها ومولاها هو الله ذو الجلال الذي بيده مقاليدكل شيء منذ الازل الى الابد، ولان حقائقها هي الحقائق القرآنية التي تكفل الله تعالى بحفظها والعناية بها. وستبقى انوارها تتشعشع على الدوام ان شاء الله.
الشعاع الرابع عشر - ص: 602
ايها الحكام المحترمون!
ان كان جرماً قراءة رسائل النور واستنساخها التي تعلمنا الايمان والاسلام بكل شوق وبكل حب، والتي لاهدف لها سوى مرضاة الله تعالى والتي هي تفسير نوراني للقرآن المعجز البيان فى هذا العصر، وان كان اعطاء هذه الرسائل - المشتملة على الحقائق الايمانية - الى اخوة مؤمنين جرماً، وان كانت الرابطة الدينية والاخوة الاسلامية التي تجمع المؤمنين في سبيل مرضاة الله وفي طريق القرآن والايمان والتي تعد من الاوامر القدسية للدين.. ان كانت هذه الرابطة في نظركم تعتبر تشكيل جمعية، فان من دواعي سعادتي ان اكون منتسباً لمثل هذه الجمعية، وهي سعادة اكبر من جميع المكافآت ومن جميع الاوسمة، وانني احمد الله تعالى حمداً لاحد له لما منّ على مسكين مثلي بفضله وبلطفه هذه السعادة الكبيرة عندما جعلني طالباً من طلبة رسائل النور. وليس لي في الختام سوى القول:
(حسبنا الله ونعم الوكيل)
(حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
المعلم
مصطفى صونغور
* * *

لائحة دفاع مصطفى صونغور في محكمة التمييز
1- لقد عدّت محكمة الجنايات الكبرى قيامي بقراءة رسائل النور واستنساخها واعطاءها الى احد الاخوة المؤمنين المحتاجين ليستفيد منها، ذنباً. وجرماً لانني قمت - حسب الادعاء - بتحريض الشعب ضد الحكومة. علماً بانني سبق وان قلت في دفاعي جواباً على هذا الاتهام:
ان رسائل النور التي تعدونها تحرض الناس ضد الحكومة ليست في الواقع الا تفسيراً حقيقياً للقرآن الكريم، فهي - بكل أجزائها - تعطي دروساً في الحقائق
الشعاع الرابع عشر - ص: 603
الايمانية، وتهب لكل من يقرأها او يستنسخها سعادة كبرى. ولم يكن من هدفها ابداً امور دنيوية سافلة وفانية كتحريض الناس ضد الحكومة والتي هي من اعمال اصحاب الفتن واعمال الساقطين، بل هدفها هو نيل رضى الله وهو اسمى مرتبة للسعادة والحبور. وانني افتخر لكوني خادماً عاجزاً وطالباً من طلاب رسائل النور التي اكسبتني عند قراءتها واستنساخها أحلى نعمة واكبر فضيلة وهي نعمة الايمان وفضيلته. ومع انني ذكرت ان تتلمذي على رسائل النور يعد اكبر فضل الهي، وانني احمد الله تعالى واشكره شكراً دائماً اذ احسن بي هذه النعمة التي اسبغها على شخص فقير ومسكين مثلي، ومع ذلك فقد تم اصدار حكم بعقوبتي لانهم عدّوا ارتباطي بالايمان وبالاسلام جرماً دون ان يستندوا الى اي قانون والى اي دليل فخالفوا الحق والحقيقة مخالفة تامة وصريحة.
2- اننى اشهد انه عندما كنت أدرس في معهد "كول كوي" في "قسطموني" فان بعض المعلمين كانوا يلقنوننا دروساً إلحادية ويقولون لنا ان محمداً صلى الله عليه وسلم - حاشاه - هو الذي كتب القرآن الكريم، وان الاسلام في حكم الملغي، وان المدنية تسير في طريق التقدم، لذا فان من الخطأ الكبير ومن الرجعية اتباع القرآن الكريم، حتى ان احد المعلمين قال لنا في احد الايام:
"ان المسلمين يقضون حياتهم في ألم وفي عذاب دائم لانهم يصلون ويذكرون الآخرة. وان جواً من الكآبة يسود جوامع الاسلام على الدوام، بينما يقضي النصارى حياتهم في نشوة دائمة وفي جو من الموسيقى واللهو".
لقد كانوا يحاولون ان يقطعوا كل مايربط بين قلوبنا وبين الايمان والاسلام من روابط، وان يُحلّوا فيها بدلاً منهما الكفر والالحاد. وهكذا فبينما كنت محقوناً بمثل هذه الافكار المسمومة ومعرضاً لاغتيال ايماني بهذه الدروس الالحادية الضارة الى درجة انني انسقت في تيار هذه الافكار وبدأت انشرها حوالي والعياذ بالله، اذا بي اقرأ بعض رسائل النور التي تستمد نورها من القرآن الكريم والتي تعرض حقائق الايمان وحقائق الاسلام ببراهين ساطعة وادلة خارقة وتبرهن على ان الدين الاسلامي كان دائماً وسيلة لسعادة الانسان ولسلامته وانه شمس معنوية لن تنطفئ ولايمكن اطفاء نورها، واذا بهذه الرسائل تطرد كل الافكار المسمومة وتنشر في قلبي الايمان، وفي
الشعاع الرابع عشر - ص: 604
ظل هذا الفرح الغامر والسعادة اللانهائية عرضت حالي على الاستاذ بديع الزمان مؤلف هذه الرسائل والشخص المشفق الوفي والرائد الحقيقي وكيف انني نجوت من حياة الغفلة والضلالة ورسوت على شاطئ الايمان والنور، وكيف ان رسائل النور التي تكسبنا الايمان الحقيقي تعد شمس الهداية لجميع الناس في هذا العصر ووسيلة سعادة لهم. وانه بقيامه بتأليف هذه الرسائل ووضع نفسه في مثل هذه المهمة المقدسة انما يقوم بخدمة ايمانية عظمى، وانه بذلك يُعدّ نعمة إلهية كبيرة للبشرية جمعاء ولاسيما لاهل الايمان، واعلنت له عن أسفي الشديد وعن ألمي البالغ وعن نفوري الشديد لما تقدم به بعض العصابات الخفية من اتباع الدجال السفياني من اعتداءات شنيعة على القرآن وعلى الاسلام وكيف انهم -كما ذكرت آنفا - يزيّنون الالحاد لابناء هذه الامة الاسلامية البطلة ويحاولون هدم الاسس الاسلامية الالهية المقدسة التي ترتبط بها الملايين من الناس ويسعون الى هدم سعادتهم الابدية. وابديت له اسفي البالغ ونفوري الشديد من هؤلاء المجانين الذين يصفقون لهؤلاء المفسدين ويهللون لتخريباتهم الظالمة والدنيئة. وخاطبت أصدقائي في الدراسة الذين داخلهم الشك قائلاً: هلموا لنتخلص من اهواء النفس هذه، ولنركع امام حقائق القرآن، ولنسرع الى مدرسة النور المرشدة في هذا العصر الى طريق السعادة ولنترك اكاذيب هؤلاء السفهاء الكذابين ... هذه الاكاذيب التي سمعناها اشهراً وسنين وصفقنا لها والتي قدموها لنا وكأنها هي الحقيقة نفسها ولنجعل بديع الزمان سعيد النورسي استاذاً لنا ونتمسك بدروسه بكل قلوبنا لكي نخرج من الظلمات الى النور.. أليس هذا الخطاب نابعاً من الفرحة التي استمدها من ايمانه ومن حب القرآن والاسلام والتمسك والاعتصام بهما ومن الحب الكبير الذي يُكنّه لأمته ومن الرغبة في ان يكتسب كل شخص ايماناً حقيقياً لكي ينال السعادة اللانهائية؟.
فهل الانتساب الى الله والنظر الى الاسلام كأسمى دين وكمنبع للفضيلة وبشارة للسعادة واعلان ذلك يُعدّ جرماً؟
في هذا الزمان بدأ هجوم هدام ومدمر على الاسلام وعلى القرآن من جميع الجهات وبدأت الافتراءات تكال للقرآن وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومحاولة النيل من تلك الذات السامية الرفيعة، فى حين تسمح بالكتب التى تنفث سموم الالحاد والانسلاخ من الدين والاخلاق، وتكال المدح والثناء لشقاة من اعداء للاسلام تافهين عصاة لله
الشعاع الرابع عشر - ص: 605
وتذكر أعمالهم غير المشروعة المبتدعة بالاعجاب والتقدير، ويهمل سمو القرآن وعلوه ورفعة شأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأحقيتهما، علماً ان رسائل النور تبين وجود الله تعالى وتبين ان موجودات هذا الكون باجمعها تشهد على وحدانية خالقها وانه واجب الوجود وان الانسان بما جهزه الله من عقل وفكر افضل مرآة لاسماء الله الحسنى، لذا يُعدّ سلطاناً على سائر المخلوقات، ولو انتسب الانسان الى الله وصان نفسه من الضلالة ومن السفاهة ومن كبائر الآثام لاستحق مرتبة ضيف كريم في اعلى عليين وتنعم بنعيم الجنة الخالدة الابدية، اما إن كفر بخالقه ووقع في الضلالة وفي الغفلة واشرك به وعصاه فانه يكون أضل من الحيوان ويستحق مرتبة اسفل سافلين في عذاب خالد في جهنم، وان القرآن كلام الله الذي لاتتغير احكامه ولاتتبدل اوامره وان الاسلام يأخذ بأيدينا الى افضل مدنية، وان السعادة الحقيقية والدائمة لايمكن ان تتحقق للبشرية الا باتباع اوامر القرآن والانتساب اليه.. هذه هي الامور التي اوضحتها رسائل النور وبرهنت عليها بشكل قاطع، ومن هنا تستمد رسائل النور مكانتها السامية لانها تقتبس من معجزات القرآن ومن النور الالهي.. فهل الايمان بهذا ونشره والاعلان عنه يُعدّ جرماً؟
والغريب ان قراءة الروايات والاساطير التي تكتب لإلهاب الشهوات الفانية غير المشروعة ونشر الكتب التي تضر بسلامة الامة وسلامة الوطن، والتي تهاجم الاسلام، ومن ثم مدح هذه الكتب وتقريظها والثناء عليها.. كل هذا مسموح به ولايعد ذنباً، ولكن قيامنا بقراءة واستنساخ رسائل النور التي تعرّفنا بشمس الاسلام - التي اهتدت بها مئات الملايين من الناس ووجدت فيها السعادة الحقيقية - وتدعو اليها وتعرفنا بها وتبشر بالحقائق الايمانية ومدح هذه الرسائل والثناء عليها - مع اننا عاجزون عن ايفاء حقها من الثناء - يعدّ ذنباً وجرماً. فهل هناك إنسان يحمل في قلبه ذرة من الايمان وذرة من الحرص على سلامة هذا البلد وهذه الامة يستطيع ان يعد هذا ذنباً؟!

حكام الجزاء المحترمون!
ان هذه الدعوى المعروضة على مقامكم الرفيع هي في الحقيقة دعوى الايمان والقرآن، ودعوى السعادة الابدية والخلاص لملايين الناس. ان جميع الانبياء والرسل عليهم السلام وعلى رأسهم رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلموجميع الاولياء واهل الحقيقة وجميع
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس