عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي نداءات الباعة في الأسواق والأزقة والحارات

نداءات الباعة في الأسواق والأزقة والحارات

ومن النداءات التي كانت تحيرنا أيام زمان في دمشق النداء الخاص بالكستناء: "مال وارنا". كنا نسمع هذا النداء دون أن نعرف ماذا كانت "وارنا" تعني، والفهيم فينا من كان يجتهد ويقبل أن الكستناء مجلوبة من مكان اسمه "وارنا".
ولما كبرنا عرفنا أن "وارنا" هي "فارنا" (بلدة بلغارية على ساحل البحر الأسود)، وأن النداء على الكستناء بأنها مال وارنا يعني أنها مستوردة من هذا البلد البعيد.
الباعة كانوا ينسبون بعض الفاكهة والخضار إلى بلاد ومدن بعينها: "حموي يا مشمش"، ومن النداءات التي كنا نسمعها في آخر مواسم المشمش: "آخر أيامك يا حموي" نسبة إلى مدينة حماة التي يكثر فيها.
وكان النداء الخاص بالبرتقال الذي لم أنسه قط نداء بائع البرتقال في سوق الهال والذي يقول فيه "رطل البردقان بخمسة، تعا كول بالشمسة!" فبالسليقة الشعرية العفوية خرج هذا النداء.
وكان للموز نداؤه الخاص: "أبو نقطة يا موز" إشارة إلى هذا النوع الذي كان مشهوراً بالنقاط السوداء التي تظهر على قشرته.
وكانوا ينادون على الدراق: "الله يرحم اللي نصب" أي رحمة الله على من زرعه. وكانوا ينادون على العنب بأنواعه: "زيني يا عنب"، "ديراني يا عنب"، "حلم البنات يا عنب".
وللسفرجل كانوا ينادون "للمعقود يا سفرجل"


خـايـن يـا طـرخـون
كان ينادون على نبات الطرخون "خاين..." وسألنا عن سبب هذا النداء، فقيل إن الطرخون يزرع في مكان فينبت في مكان آخر، ولهذا سمّي خائناً، وكرس النداء على صفته. وعلى العرقسوس كان صاحب القربة ينادي: "خمير... خمير"، وكان الرجل الواقف وراء حلّة الشوندر ينادي: "عسل.. عسل". وفي موسم الصبارة كان بائع الصبارة المبردة ينادي "مزاوية يا حلوة" نسبة إلى منطقة المزة التي كانت حواكير الصبارة تكثر فيها. وكان حامل شليف الخس ينادي: "الله الدايم .. الله الدايم". وكان باعة التوت الشامي يحملونه في طسوت صغيرة وينادون عليه في مواسمه المحددة: "أكلو شفا هالشامي!" وفي موسمها كان الباعة ينادون على العوجا، أي على اللوز الأخضر: "أول فواكي الشام يا عوجا". وكانت العوجا أول فواكه الشام فعلاً؛ كنا نراها في أواخر الربيع يبيعها الباعة مع الجانرك ومع القرعون، أي المشمش الأعجر.


التماري والكعك
التماري والكعك... أكلة شعبية تتناول في الصباح، وكنا أيام زمان نحبها ونترقبها.
كنا نسمع البائع ينادي: "تماري وكعك"، فنهرع إليه ونشتري منه.
ومن الحلوى التي كان النداء المروج لها يجذبنا إليها الحلوى التي كان صاحبها ينادي عليها: "حلّي سنونك" أي أسنانك، وكانت ممطوطة كالحلوى نفسها. النداء حدد اسم هذه الحلوى، وغير "حلّي سنونك" لم نعرف لها اسماً قط! ومن النداءات التي كان لها وقع خاص في آذاننا تلك التي كانت تتردد في الأشهر الفضيلة الثلاثة: رجب، شعبان، رمضان؛
فمع ظهور السكاكر التي تشبه الأساور العريضة، وكان اسمها "ليلة الله" (كانت تظهر في رجب تحديداً)، كنا نسمع صوت البائع ينادي "ليلة الله"، ومثله أكلة "الجرادئ" التي كان باعتها يطوفون بأقفاصهم القصبية وينادون: "ناعم .. يا ناعم".
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس