عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي وصية سيدنا الشيخ احمد فتح الله جامي لطلاب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
إذا اتفقوا نعمة, وإذا شردوا يكون نقمة, لا مانع لاجتماعهم بشرط الاستقامة, وليقرؤوا:
(الأربعين في أصول الدين).
(منهاج العابدين) للإمام الغزالي بشرط التطبيق.
ويقرؤون (حقائق عن التصوف).
تطهير القلب ليس بقراءة الكتب, ولكن أحياناً بقراءة كتب القوم يطلعون على أمور تلزم لهم, ويطلعون على أمور يجب اجتنابها, بهذا يستفيد.
وتطهير القلب يكون بكثرة الذكر, وقراءة القرآن الكريم بالتدبُّر, وعدم الترفع على الآخر, مع آداب الطريق, والبعد عن الطبيعة البشرية والبهيمية والأنانية والنفس الأمارة.
ولا بد أن نبعد جميعاً عن المزخرفات الدنيوية, علينا ظاهراً أن نتعلق بالشريعة, وباطناً أن نحفظ قلبنا لأنه كعبة الله تعالى, ومحل نظره جل وعلا, والله تعالى مطَّلع عليه, وإذا أردنا أن ننظر إلى المرآة هل عمامتنا موافقة أم لا؟ وإذا عمامتنا وجهت إلى أن تخرب, لا بدَّ أن نصلحها, علينا أن نكون مع الشريعة, وهي مرآة المسلم, وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم, وإذا كنا موافقين نحمد الله تعالى ونشكره, وإذا كنا مخالفين نرجع ونستغفر, والله تعالى يعفو ويقبل, كلنا نعلم ونطلع, والله تعالى يقول: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ}, ولكن إذا جاء من مدافعة للنفس الأمارة نحن نكون محامين لها, والله تعالى جل وعلا نهانا أن نكون محامين لأنفسنا, خذوا من القرآن من الأوصاف التي وصف الله تعالى بها عباده, وكونوا مع الوحدة الإلهية, ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم, كذلك تستفيدون.

بلِّغ سلامي عليهم

لا بدَّ لكم أن تشتغلوا في هذه النشأة الدنيوية حتى تروا ثمرتها في الآخرة, وأنتم تقولون: نحن نعلم, والله تعالى أعلم منكم ومنا بحالنا, عليكم أن لا تكون الدنيا حاجزاً بينكم وبين الله تعالى, الدنيا دار العمل, وليس دار الأجرة, أنتم تعملون للفلوس, عليكم أن لا تنسوا آخرتكم.
هذا يكون بالعمل الصالح الموافق للشريعة والسنة, نحن لا نشك في إيمان أحد, ولكن نشك في العمل هل هو صالح أو لا؟ وهذا الذي نقول لكم لا بد أن تنقلوه إلى غيركم كذلك, ولا تتباهوا ولا تترفعوا على أحد من أبناء جنسكم, إن الله لا يحب المتكبرين, عليكم أن لا تغروا بهذه الشهادة العصرية, المهم هو الشهادة الموافقة للشريعة والسنة, هذه لا تعطيكم إياها الجامعة, ولكن عليكم أن تستكسبوا بهذه الشهادةِ الشهادةَ الأخروية, وقبل أن تقفوا بين يدي الله تعالى عليكم أن تقفوا فكراً عقلاً, عليكم أن تهيئوا الإجابة {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُون}.
عليكم أن لا يبعدكم عن الله تعالى الزخارف الحاضرة, احرصوا على الإخلاص في العبادة, ولو كان في الإمامة والخطابة والكلام, لا تتفكروا في أن تزينوا كلامكم في الخطبة والوعظ والنصيحة, عليكم أن تطهِّروا قلوبكم حتى يخرج منها ما ينبت في قلوب المسلمين, وحتى لا تبطل أعمالكم, واحذروا إذا قام العبد المؤمن باتجاه أعمال فيها ثواب أن يكون حبل النفس الأمارة في عنقه, أما أن يوجه إلى الرياء أو العجب أو الكبر حتى يبطل أعماله.
نرجو الله تعالى التوفيق لنا ولكم وللمسلمين, ونعوذ بالله أن نشرك به فيما نعلم, ونستغفره فيما لا نعلم, إنه علام الغيوب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قاله العاجز الغريب «سيدي العارف بالله الشيخ» أحمد فتح الله جامي «شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى وأمتع به».
** ** **
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس