الموضوع: صيقل الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011
  #24
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: صيقل الإسلام


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 250
المتبوع 1 . واعترض 2 بان الكبرى ممنوع بالتابع الأعم 3، وإن قُيّد بالحيثية. فالمتبوع مثلها ايضاً؟
اجيب: بان الحيثية للاطلاق تتضمن علّية الاحتياج باعتبار الذات لا الصفة الاضافية فقط. ثم الدال مفرد، إن لم يقصد بجزئه دلالة على جزء معناه المقصود، والاّ فمركب. ولأن المفرد عدمي يوجد بعدم جزء من الاجزاء. فعدم الأخص 4 وهو القصد يعمّ 5.
والمركب وجودي يتوقف على وجود جميع الاجزاء. فلهذا كان للمركب فرد، وللمفرد افراد 6 ومن هنا 7 يقال: “التخريب اسهل من التعمير” 8
____________________
1 يعني أن متبوع التابع المقيّد بالحيثية، بأن يقال: “المتبوع من حيث هو متبوع ذلك التابع لايوجد بدونه” والحال: أن المطابقة أعمّ مطلقاً منهما؟
أجيب... الخ.. يعني أن الحيثيات ثلاثة للتقييدة كما في الموضوعات في التعاريف. والتعليل: كزيد من حيث انه عالم مكرّم. وللاطلاق: كالانسان من حيث انه انسان، حيوان ناطق. فالذي للتعليل باعتبار الصفة، اي اثبات صفة يكون علة للحكم. والذي للاطلاق كما هنا. يعني أن التابع من حيث انه تابع اي ذاته محتاج للمتبوع وموصوف بالتابعية.. وأما حيثية المتبوع باعتبار الصفة الاضافية فقط، يعني أن ذاته لايحتاج الى المتبوع، فيوجد بدونه. بل باعتبار اتصافه بهذا الوصف وهو المتبوعية. تأمل!.. (تقرير)
2 انما كان الاول داخلاً والثاني خارجاً. لان السلب نسبي لايكون داخلاً في الماهيات. تأمل!(تقرير).
3 كالضياء مثلاً.
4 فلزم ان يكون له تعاريف، وهو غير حسن. بل لابد من تعريف واحد، وهو لايحصل الاّ بعدم الأخص.
5 اي يعم نقيض سائر القيود لأن نقيض الاخصّ أعم من نقيض الأعم والاخصّ كالاخوين يقتسمان الاشياء بينهما فما نقص من حصّة واحد زاد بقدره من حصّة الآخر وما ضاق من واحد اتّسع الآخر مثلا الانسان أخصّ من الحيوان.(تقرير).
6 ستة واقعاً.. وواحداً وثلاثين عقلاً.
7 هذه النكتة.
8 يعني ان فطرة كل انسان وخلقته مائلة الى الرياء واراءة نفسه الخلق، وحريص عليه يطلبه من ما امكن. ولشدة حرص بعض اياه. وان التخريب اسهل لكثرة طرقه، اذ يوجد بعدم كل جزء يرى نفسه بذلك، وان لم يكن وصفاً حسناً. والبعض صاحب الثروة يُرى بالتعمير. فاسمع واعمل به فانه درس الاخلاق.(تقرير).


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 251
ثم ان المفرد اسم، وكلمة، واداة. اذ منبع الوجود 1 ذات وحركة 2 ونسبة. فالذي يحكى عن الذات اسم، والذي يخبر عن الحركة فعل، والذي ينبئ عن النسبة حرف. وقد تتولد الحركة من الذات والنسبة. كما منهما الذات. ومايقع في الجواب 3 منها مستقل وما لا غيره.
ثم ان حقائق الثلاثة متخالفة بالذات، متشابهة في التعبير. فالاستعانة تحت “الباء” وفي “استعين”. ومن الاستعانة كالهواء والماء والجمد. او كالماء والتراب والحجر. وان من المعاني الحرفية ما لا وطن لها، بل كالسيّاح السرسري الطفيلي 4 يتداخل في طيارات اخويه، وقد يتشربانه 5. فان عصرتهما تقطر 6 بل تقطرت، اي معان.
فان قيل: ان الحرف جسم لطيف هوائي، لايقدر أن يأخذ معناه 7. اذا ادلى دَلوَهُ 8 رجع يابساً 9 فيكون عاجزاً عن الادلاء والدلالة؟
اجيب 10: بان العجز من عدم قابلية المحل، لايدل على نقصان قدرة الفاعل.
ثم المركب إما ناقص 11 او تام، يصح سكوت المتكلم عليه 12 بالنسبة لاصل المراد 13 والتام إما خبر او انشاء، وهما كالعلم الفعلي والانفعالي. ففي الاول
____________________
1 وفي لسان الحكمة؛ صلب ومايع وهوائي.
2 اي صفة.
3 اي الاستفهام.
4 هو الذي يتبع المدعوين بدون دعاء الداعي. كأننا ندعو الفاظاً مخصوصين بمعانيها. وتلك المعاني الحرفية تتبعها بغير دعائنا. (تقرير)
5 اي الفعل والاسم تلك المعاني.
6 اي معنى كان تضمن قصيدة واحدة تحسّراً اوتمدّحاً مثلاً. (تقرير)
7 مع انه من الدوال اللفظي الوضعي.
8 في قليب القلب.
9 اي بدون معنىً.
10 اي لايلزم عجز الحرف من عدم اخذه معناه. اذ المعنى ليس قابلاً لصفة الحرف وحده اياها. اذ كونه هوائياً اكثر واشد من الحرف تأمل!.. وأجيب بهذا عما يقال في حق الواجب: من انه لايقدر على جمع النقيضين مثلاً، تأمل !..(تقرير)
11 وهو نسبي او توصيفي. والاول اضافي ومزجي وهو تضمني وصولي.. الخ.
12 بحيث لاينتسب الى القصور.
13 لا باعتبار مطلوب السامعين.


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 252
الذهن مبدئ معدّي 1، اي علة للخارج. اي يتوقف وجود الخارج على عدمه، وهو المعلول، كما يتوقف على وجوده. وفي الثاني بالعكس، اعني 2 الخارج مبدأ، 3 مقارني 4 فالانشاء كالاول 5، فلا يتقابلان حتى يقع الارتباط بينهما بالصدق والكذب. ومايتصور بعد الخارج 6 شبيه 7 والخبر كالثاني فيحتمل الصدق، اي يدل عليه، لانه تصديق. ويحتمل الكذب عقلاً، بناء على جواز تخلّف المدلول عن الدال الوضعي 8 والمراد ان محصل القضية 9 يحتمل الصدق لفظاً، والكذب عقلاً.
ثم الكل: اما حقيقة او مجاز 10 ومن فوائده: التعظيم، والتحقير، والترغيب،
____________________
1 العلة المعدي هو ان يكون المعلول متوقفاً على وجود العلة وعدمه، كحركات الانسان مثلاً. والعلة المقارني هو ان يكون المعلول متوقفاً على وجودها فقط كالشمس مثلاً.(تقرير)
2 اي علة.
3 اي علة.
4 للذهني.
5 لانفسه.
6 اي الوجود.
7 لما عدم، ومخترع ماوجد.
8 اما الطبيعي والعقلي فلايجوز التخلف منهما.
9 اي روحه وهو: ج ب مثلاً. او الموضوع محمول. اي مع قطع النظر عن لبسه البديهي وصورته التشخصية والدلائل الخارجية.
10 اعلم! ان المعنى الحقيقي في المجاز والكناية واقسامهما لايذهب بالكلية اصلاً. بل اما متوضع عليها، او جل او جلد. وهو اما محال، او ممكن موجود.. او لا. اما في الكناية فهو مطلوب وجلد، فلابد من الامكان. اذ المحال لايكون مطلوباً، لكنه تابع للمكنى به، اي كحجاب شفاف يتصورها، فينقل الى المكنى اليه فلايلزم وجوده. اذ الممكن يتصور، وان لم يكن موجوداً مثلاً.
قلت: زيد كثير الرماد وطويل النجاد... فانهما كنايتان عن السخاوة وطول القدّ. والحال انه لارماد ولاسيف له في الواقع. لكنهما ممكنان.
واما في المجاز فلابد ان يتصوّر.. ليتصور سلسلة الخارجي، ويمرّ فيه الى ايصال المعنى المتجاوز اليه، كامطرت السماء نباتاً مثلاً، وقس عليه. فيجوز ان يكون محالاً، اذ يتصور. لانه غير مطلوب من حيث هو معنى . بل لفائدة البلاغة فقط، فهو صورة. وفي الاستعارة ليس. فهو متخيل لفائدتها ايضاً.
واعلم! ايضاً ان المعنى الغير الحقيقي للّفظ لابد ان يكون مطمحاً للنظر، ومقصوداً من الكلام باعتبار قصد المقام. مثلاً كالسخاوة لكثرة الرماد، والشجاعة للاسد، والعين للرقيب، والاذن للجاسوس وقس. فتنتقل من المعنى الحقيقي للّفظ اليه. سواء كان تابعاً له حقيقة كمن كثرة الرماد (بان قلت : “زيد كثير الرماد” انتقلت منه الى السخاوة).. او اعتباراً كمن السخاوة. (اي بأن كان المقصود من المقام الثابت كثرة الرماد لزيد مثلا.. واعلام المخاطب ايّاه بالكناية فتقول: “زيد سخى”) باعتبار المقام. فتكون كناية او كان متبوعاً حقيقة؛ كمن الاسد مثلاً. او اعتباراً كمن العين والاذن مثلا. فيكون مجازاً. لكنه قليل في الاستعارة اي الانتقال من المتبوع الاعتباري الى التابع الاعتباري، قليل. والغالب من الحقيقي.
اما المشهور فهو: ان في المجاز قرينة مانعة من الحقيقي دون الكناية. وان المجاز استعمال في اللازم دون الكناية بل هو في كاللازم فاحفظها اي غلام (اوه فرقا سيدايه)”جملة كردية من الملا حبيب تعني: هذه هي ميزة الاستاذ”.(تقرير)


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 253
والتنفير، والتزيين، والتشويه، والتصوير، والضبط، والاثبات، والاقناع، ومطابقة تمام المرام.
[ومنه: المجاز المرسل. ان كانت العلاقة غير المشابهة مثل الحلول 1 والكون، والاول، والسببية 2، والجوار 3، والمظهرية وغيرها 4]
ومنه [الاستعارة 5 التمثيلية: كاستعمال الامثال 6 المضروبة في اشباه 7 معانيها 8] ومن التمثيلية صور الكلام واساليبه المحتشمة. او كناية، وهي اما في الصفة او الموصوف او النسبة 9. والانتقال 10 من التابع الى المتبوع - حقيقة او اعتباراً - كناية. كذلك، ومن المتبوع - حقيقة او اعتباراً - 11 الى التابع .. كذلك مجاز 12 وكلاهما ابلغ. اذ هما كاثبات المدعى بالدليل...
ثم ان المعنى الحقيقي لكونه مطلوباً في الكناية لابد له من الامكان. ولكونه تبعياً كالحرف لايلزم ان يوجد...
____________________
1 كهم في رحمة الله او في الجنة.
2 كاسنام الابل في السحاب.
3 كالرادية.
4 ومتن الكلنبوي ص/4 س/20 هو : “والمجاز ان كان بغير علاقة المشابهة مثل الحلول والسببية والجوار او العموم...”.
5 لم يتعرض للمجاز العقلي تقليداً بالمتعلق.
6 هذه منابع فادخل المثل. تأمل.
7 ككثير الرماد وعريض القفا.
8 مع فرق طفيف مع متن كلنبوي ص/4 س/22
9 كان السماحة.
10 كرأيت اسداً. فالانتقال من الاسد وهو المتبوع الحقيقي الى الشجاع وهو التابع الحقيقي.(تقرير)
11 كعريض الاظفار.
12 بيان الفرق بين المجاز والكناية باعتبار غير المشهور.


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 254
وفي المجاز1 لكونه متصوراً لفائدة 2 البلاغة فقط، غير مطلوب من حيث هو معنى. فلابد فيه من قرينة مانعة للمعنى الحقيقي عقلاً او حساً او عادة.. ومن قرينة معينة للمراد، وقد تتحدان 3. وفي الكناية من قرينة 4 منتقلة ومعينة، وفي المشترك المعينة فقط.
[فصل في الكليّ والجزئي] 5
[اذا علمت شيئا يحصل في ذهنك منه صورة 6 ، وهي من حيث قيامها
____________________
1 اعلم ان المعنى المجازي لابد ان يكون مقصوداً من الكلام ومطمحاً للنظر، اما كان الحقيقة يقال، باعتبار انه مدار الحكم؛ كالاذن للجاسوس والعين للرقيب.
والفرق هو: ان الانتقال من الحقيقة تابعاً او متبوعاً الى مثله - كذلك ظاهر كالانتقال من الاسد الى الشجاع في الاستعارة، ومن الاصابع الى الانامل في المرسل، ومن كثير الرماد الى السخاوة وقس!..
واما الانتقال من التابع او المتبوع اعتباراً الى مقابلتها.. كذلك فباعتبار المقام ، بان كان التابع الحقيقي مقصوداً من الكلام ومداراً للحكم؛ كالشجاع في الاستعارة، والانامل في المرسل، والسخاوة في الكناية. فتقول: “رأيت شجاعاً وانا مٌلهم في اذانهم، وزيد سخي.. وتريد منها الاسد والاصابع وكثرة الرماد لتكون الامثلة على تمامها. والا فيتداخل امثلة الاقسام. ولكن الغالب في الاستعارة والكناية من الحقيقي الى مثله. اما في المجاز فكثير.(تقرير)
2 في المرسل.. ومتخيل في الاستعارة.
3 بل تتحد.
4 وهو يكون منتقلة.
5 المفرد والمركب قسمان. للفظ اولاً وبالذات. وللمعنى ثانياً وبالعرض. والكلي الجزئي بالعكس.(تقرير)
6 اعلم! ان الصورة الحاصلة من الشئ عند العقل باعتبار تكيف الذهن واتصافه بها علم. (يعني كما ان المرآة بنجرة عالم المثال بملكة قطعة زجاج كالقرطاس؛ فيزين ويتكيف نفسه وصورته بأي لون من اي شئ قابلته. وبملكوته الواسع والعميق ترتسم الاشياء الغير المتناهية فيه، فيكون ظرفاً لها.. كذلك الذهن بنجرة عالم الغيب بملكة موجود الخارج. لانه قطعة لحم من البدن، اما في الرأس او الصدر، يزين ويتصف ويتكيف بلونه المأخوذ من الاشياء.. وبملكوته واسع الخ). وباعتبار مظروفيته لها معلوم ومفهوم ومدلول ومعنى ومسمى ومعقول ومقصود لترادفها. وهو موضوع هذا العلم، فلزم البحث عنه، فهو قسمان:جزئي وكلي... وذكر الجزئي في المنطق استطرادي، لانه يبحث عن المضبوطات. والجزئي لكونه غير متناهي ومتغير احوالاً، غير ثابت. فلايفيد الكمال (يعني النقطة والدرجة المقدرة للانسان هو الكمال الحكمي، وهو التشبّه بالواجب. والحكماء يعبّرون عنه بالتّشبه بالمبادى العالي.. الخ. ونحن “باللوح المحفوظ” اي ان الانسان ككاغد بيض قابل للارتسام). الحكمي، المعبر بالتشبه بالمبادى العالي والعقول العشرة (وهم الملئكة العظام) المائلة اليهم كل النفوس التي تكون خريطة للعالم. وانما ذكر لان الاشياء انما تعرف باضدادها. لان الامور النسبية كالحسن والشجاعة مثلا لاتوجد ولاتتصور بدون تصور القبح والجبانة.
(قوله : اتحاده مع كثيرين.. الخ) اي اشتراكه - كما عبّر به الكثيرون..
إن قيل : إن المراد بالاشتراك التجزّيّ يلزم ان لايوجد الكليّ بكله في جزئياته. وإن كان الاشتراك بكله مع كل جزئيٍ ، يلزم ثبوت الشئ الواحد في امكنة متعددة في آن واحد. وإن كان الاتحاد مع كل جزئيٍ ، يلزم اتحاد الجزئيين في الخارج بالواسطة.. ؟
قلنا: المراد اشتراك الجزئيات فيه تخييلا واتحاده معهن. وهما كمطابقة روابط المركز الى نقطات الخطّ المحيط له. او كتساوي نسب موزونات الحقّة. اي كأن فرضاً أن تلبس تفصيل الاشتراك الى نقطة المركز او الحقة لبس نقطة من نقطات المحيط او الموزونات، او انتقل المركز من موضعه وسار في رابطة نقطة يصير عند الوصول نفسه وعينه (تفصيل للاتحاد). وبقاعدة الحقائق لاتتحد (ولاالعبث في الاشياء) فانّ الكليّات متقررة في اذهاننا، وكلاء فيها للجزئيات. كما أنهنّ نوّاب لها في الخارج، وهما متغايران ذاتاً، فلاتتحدان. فاذا قربّنا الجزئيات بالملاحظة منهنّ يفنين، فنظن انهما اتحدا، وليس كذلك. فاشتراك الجزئيات فيه خيالي. واتحاد الكليّ معهنّ وهميّ، والتجزي مردود. والكليّ قسمان، ممتنع أفراده، كشريك الباري. بل كليّ المحالات ونقائض الامور العامة لإجماع النقيضين (على فرض الافراد) بوصول الشيئية للثاني (لا للاوّل وهو شريك الباري) وممكن أفراده، لايقال: ان الواجب داخل فيه، فكيف يقابل الممتنع. مع ان سَلبه الضرورة من جانب فيهما. لان (علة للنفي) للممكن بالامكان العام ثلاث، صور سلبها من جانب الوجود، ومن جانب العدم، ومطلقاً. فالممتنع من الاوّل، والواجب من الثاني. والثالث غير معتبر، وهو قسمان ايضاً. معدوم افراده في الخارج كالعنقاء. بل كلّ شئ مخالف للعادة الجاري (بين الكائنات) ولقانون العالم، (علة العدم). لان شرائط الحياة لاتساعده. وموجود، وهو قسمان: إما الموجود واحد مع امتناع الغير - كواجب الوجود - او إمكانه - كالشمس - لان لكلّ ماهية في الذهن تعيّن وهويّة.. وفي الخارج تشخّص وهذيّة. فاذا فرضنا الافراد للاول في الخارج تعلّق بها تشخّصه، وهو لازم الماهية فيه، فتتعلق به ايضا، فيصير المفروض نفس الموجود. فلم يحصل المراد. واذا فرضنا للثاني تعلق بها تشخصه.. وهو كاللازم فيكون ممكناً. ولكن بموافقة انتظام عادة الله وعدم العبث في خلق الاشياء، لاتوجد لاستغناء نظيره عنه. او متعدد محصور، كالكواكب السيّارة. وليس المثال للكليّ بل مِصداقه . والكليّ يونانيّ ليس في العربية مرادفه. وكل مانسب للعالم العلويّ كذلك. بل بعض مصنوعات النفوس الناطقة لقلة الاسباب المشخصة لها. او متعدد غير محصور عندنا، وغير متناهي عند الحكماء. وذلك لتعدد الاسباب المشخصة لها.(تقرير)


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 255
بخصوصية ذهنك علم. ومع قطع النظر عن هذه الحيثية معلوم ومفهوم. فذلك


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 256
المفهوم بمجرد النظر الى ذاته - ان لم يجوّز العقلُ اتحادَه مع كثيرين في الخارج فهو جزئي حقيقي كـ”زيد المرئي”.. وإلا فكلي. سواء امتنع فرده في الخارج 1 كشريك الباري تعالى واللاشئ، ويسمى كلياً فرضياً، او امكن ولم يوجد كالعنقاء او وجد الواحد فقط مع امتناع غيره كواجب الوجود، او مع امكانه كالشمس.. او وجد متعدد محصور كالكواكب السيارة. او غير محصور كالانسان… وذلك الاتحاد هو معنى حمل الكليّ على جزئياته مواطأة وصدقه عليها. إما في الواقع .. إن كانت الجزئيات موجودة فيه او في الفرض.. إن لم توجد إلا في مجرد الفرض] 2
ومعنى الحمل هذان المفهومان المتغايران في الذهن، متحدان في الخارج.
والكليّ 3 المحمول 4 بحمل المواطأة يعطي موضوعه اي افراده، حدّه واسمه.
____________________
1 (قوله: في الخارج.....) احتراز عن زيد اذا تصوّره جماعة. لان المراد اشتراك الذهنيّ الظلّيّ في الخارجيّ الاصليّ، لا العكس، وهو اشتراك الخارجي في الذهنيّ، او الذهني في الذهنيّ، تأمّل!...
والفرق بين الجزئيّ الحقيقي والكلي الفرضي: ان الثاني فرض ممتنع بالاضافة، اي الفرض ممكن والمفروض ممتنع. كباب مفتوح في موضع غير ممكن الوصول اليه والاول بالتوصيف، اي الفرض ممتنع كالافراد من حيث له. كباب مغلق في موضع ممكن الوصول اليه لا الدخول. وانما ذلك، لان على تقدير الامكان يجتمع الضدّان لان الفرض مستلزم وجود المفروض في الذهن. ويستلزم عدم التشخّص في الخارج للجزئيّ. وهو جزؤ الجزئي الموجود في الخارج. وعدم الجزء مستلزم لسائر الكلّ، فاستلزم الفرض وجود الشئ وهو الجزئي في الذهن وعدمه بالواسطة وهو محال.(تقرير)
2 كلنبوي ص/5 س/15 .
3 (قوله: والكليّ بحمل المواطأة... الخ) اعلم ان الحمل قسمان: اشتقاق، وهو ان يحتاج المحمول في صحة الحمل الى قيد زائد، بل مشتقه يحمل صحة كحمل المصادر على موصوفاتها كـ”هدىً للمتقين” مثلا. ان ذلك ذو هدى، يعني نفس نور الهداية المجسّمة.. ومواطأة، وهي اتحادي. اي هو هو حقيقة، او ادّعاءً كحمل الحدود على المحدودات. وبالعكس، لكنه قليل. والموصوفات على صفاتها كالناطق زيد. واشتمالي، اي هو تحته لعمومه، كحمل المشتقات على موصوفاتها كـ”زيد ناطق او عالم”مثلا. لكن الرازي لم يجعل الاشتمال قسم المواطأة بل قسيمه. فالاقسام عنده ثلاثة، بجعل المواطأة اتحادياً.. وسيدا على مذهبه. قرر تعليقه هذه فاحفظ.(تقرير)
4 على جزئياته.


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 257
ويتحد به عند الرازي. والكلّ بخلافه. فحمل الجامد 1 والموصوف 2 موطأة وغيرهما إما اشتقاق 3 أو اشتمال 4.
ثم المحال فرضيّ لايتصور بذاته، بل بنوع تمثيل 5. وليس بوجود 6 ذهنيّ.
[ثم الكليّ إن ثبت لأفراده في الخارج ولو على تقدير وجودها فيه، فهو معقول أوّل. سواء ثبت لها في الخارج فقط، كالحارّ للنار ] 7
إن قيل: يتصوّر مع النار وصف الحرارة، فتكون ثابتاً لها في الذهن ايضاً؟
أجيب: بان الحرارة انما تكون تابعاً وناعتاً اذا كانت عرضاً. والتي في الذهن صورتها، وهي جوهرية اسميّة، تجاور النار 8. والزوجية هويتها الاصلية بعينها تعرض للاربعة 9 وصورتها 10 هوية الضياء للشمس 11 ومثالها. 12
أو ثبت في [كلّ من الخارج والذهنى، كذاتيات الاعيان المحققة] 13والمقدّرة ولوازمها.
اعلم! ان كون ماهيات الاعيان المحققة من المعقول الاوّل، بناءً على قول من يقول انها بعينها في الذهن. وان الوجود الذهنيّ ثابت 14 وان ما في الذهن 15 مثال
____________________
1 كسائر الحدود على المحدودات.
2 على صفاتها، نحو القائم زيد.
3 اي هو “ذو” كسائر مصادر.
4 كمجمل المشتقات.
5 اي لايكون معلوماً الا بنوع محاكاة.
6 اي بموجود..
7 كلنبوي. ص/40 س/24.
8 الذهنيّ. اي هو مأخوذ من النار الخارجيّ، مستقلاً لاعارض للنار الذهنيّ.
9 وفي الخارج.
10 في الذهنيّ.
11 في الخارج.
12 في المرآة.
13 كلنبوي ص/5 س/ 27
14 اي اختلف فيه. فقيل أن الكليّ المنطقي موجود فيه لانه موجود في الذهن، والذهن موجود في الخارج. فينتج أنه موجود في الخارج. كما أنّ الدرّة في الحقة الخ.. وليس كذلك، لعدم تكرر الاوسط في قياسه. لان لكل شئ ملكاً وملكوتاً، وللذهن ايضاً كذلك. فالشئ في ملكه علم، وفي ملكوتيته معلوم. فيتكرر الاوسط في الاول دون الثاني. مثلا تصور ذرّة زجاجة رقيقة، فالسماء بمسافتها الطويلة مرتسمة في ملكوته، وللذرة بملكه داخلة في حبة خردل. فتأمل!..
فان اعتبرت الكليّ المنطقي من قبيل الاوّل، فموجود في الخارج.. والا فليس بموجود فيه. وهو الاصحّ. ثم ذهب المشائيون والمتأخرون - كما يأتي - الى وجود الطبيعي. وتفصيله: إن الافكار في انواع الاشياء ثلاثة. احدها لاهل السنة: وهو أن لكلّ نوع ملكاً مسلّطاً عليه بأمر الله يتصرف فيه، ليس له طبيعة مؤثرة.. والثاني للاشراقيين: وهو ان لكلّ نوع ربّ يتصرف في مشخصات ذلك النوع، وتستمد الافراد منه. وهو موافق لذلك النوع بل متّحد معه. لو تلبّس لبسَ مسلّطه لكان عينه. والثالث للمشائيين: وهو ان لكلّ نوع ماهية مجرّدة موجودة في الخارج، منشأ ومرجع للمشخّصات، وهي طبيعة مؤثرة فيها. واما المتأخرون فقاموا وذهبوا الى وجود الطبيعي في الخارج. ولكن لابما قالوا، بل اثبتوا بدليل نظري. وهو أنه جزؤ الموجود، وجزؤ الموجود موجود. والجواب مذكور.(تقرير)
15 اي ليس رابطة بين العالم والمعلوم.


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 258
لاشبح. وان تصرف الذهن في الوجود 1، لافي الماهية، فذاتياتها ولوازمها بعينها في الذهن. [وان ثبت لها في الذهن فقط، فهو معقول ثان] 2
تفريق الاقسام المعقول الثاني.
إعلم! ان مايعرض في الذهن إما لادخلَ له في الايصال 3 كالامور العامة، 4 في الكلام 5 وهي الوجود، والوجوب، والامكان وغيرها. وإما له دخل في الايصال. لكن ليس عنواناً للغير، كتعاريف الامور العامة 6 وإما موصل وعنوان فهو المعقول الثاني المنطقي، كمفهوم القضية والقياس وغيرهما. وكمفهوم الكليّ المنقسم الى الكليات الخمس المنطقية، العارض للماهيّة المنقسمة الى الخمسة الطبيعية.. ومجموع العارض والمعروض الى الخمسة العقلية. [ولاشئ من هذه الكليات بموجود في الخارج لاستحالة الوجود (الخارجيّ) بدون التشخّص] 7 وماقيل أن جزؤ الموجود 8 موجود 9؛ فالمراد حيث كان جزؤاً، أي في الذهن.
____________________
1 والتشخّص
2 كلنبوي ص/6 س/1.
3 الى المجهولات.
4 المبحوث
5 والحكمة.
6 وكتعارف الاسميّة لمصطلحات المنطق التي تعرضها ويتوضّع عليها المنطق الحرفي.(تقرير)
7 كلنبوي ص/ س/10 . وهو ضدّ الكليّ المشترك.
8 الخارجيّ
9 في الخارج


صيقل الإسلام/تعليقات - ص: 259
فان الذهن 1 هو الذي يفصّل ويشرّح ويكثّر ما اتّحد وامتزج في الخارج.
اعلم! ان المصطلحات 2 في العلوم لها حقائق اعتبارية لاوجود 3 لها في
____________________
1 لايقال: يلزم التغاير بين الخارجي والذهني، لان الذهني يفصّل . الخ.. اي تصرفه فيه بالتفصيل لايكون كذباً.(تقرير)
2 اعلم! ان مصطلحات المنطق عنوان للافراد كالزجاج والمرآة وموصل، كما مرّ. إما بالذات باعتبار نفس تلك الآلة ، لانها تصل ذلك بواسطة قراءتها. او بالواسطة، باعتبار انها تكون بمرتبة، او بمراتب جزؤ الموصول. وان المنطق من حيث هو آلة تبعيّ حرفيّ هوائيّ واسع، وقد تكون اميّاً طبيعة. فاذ يخرج منه كالطيور ويتوضّع عليه، فلا يرد انّ الكليّ في تعريف الكليات الخمسة جنس ذاتيّ لها، وهو مقيد. فيكون أخص من المعرف المطلق، فيلزم وجود الأعم وهو المعرّف بدون الاخص وهو كونه جنساً وهو محال. لان مايقوم به هو الاجزاء . فبعدم جزؤ منه يكون معدوماً. اذ الاعتبار مختلف . فباعتبار أنه توضع وعمّ جزئيات المعرف وغيرها جنس وجزؤ اعمّ ، فلا إشكال . وباعتبار أنه خرج من الطبيعي الاسميّ الحرفيّ وتوضع مقيداًخصّ وليس بجزؤ، فانه بهذا الاعتبار مدعيّ. كونه ابن ابن ابن ابن ابنه. او اب... الخ. لانه خرج من الجنس وتوضّع عليه وهو جنس الجنس وهو نوع جنس الكليات وهو نوع الجنس المطلق وهو نوع الذاتي، وهو نوع الكليّ ففصّل !..
واعلم! ان تفسير الكليّ في تعريف الكليات بمقول على كثيرين. لئلا يتوهم ان الجنس ينحصر في النوع، كالنوع في الشخص. يعني ان المقول أخص، وكرر في الكلّ للطرد.
ثمّ اعلم! انّ النوع متى ضاق حتى تجسّم وثبت، ازداد كمال النوعية وتكون حقيقياً. ومتى اتّسع وانتشر، تخرج من طبيعته. ولذا يكون اضافياً. وان الجسم متى اتسع وانتشر حتى يكون هواء وعدما، ازداد في كمال الجنسية. فيترتبان النوع نزولاً والجنس صعوداً، مراعاة لطبيعتهما. فانقسما ثلاثة ثلاثة: النوع العالي، ويسمى نوع الانواع ايضاً، وهو ماليس فوقه نوع. والمتوسط مافوق وتحته نوع. والسافل ماليس تحته نوع. والمفرد(كالعقل إن قيل الجوهر جنسه وما تحته افراد) ماليس فوقه ولاتحته نوع، والجنس كذلك، جنس السافل والمتوسط. وجنس الاجناس، والجنس المفرد (كالعقل إن قيل الجوهر ليس جنساً له وما تحته انواع منحصرة في الشخص)؛ لايقال النوع جنس لهذه الاربعة. وكذا الجنس والحال. ان غير المتوسط عدمي المفهوم، فلسن بموجود. لان السلب من الامور النسبية، اعتباري متجدّد، لايكون من اجزاء الحقائق التي لاتكون الاّ من الامور الثابتة الموجودة. فيلزم انحصار الجنس في النوع. لان كون الحقائق كذلك في الحدود التامة لا الرسوم. وهنا قد لفّ عليها اللوازم. فرسومها وذاتياتها موجودة في الخارج .
ثم اعلم! أن النوع المفرد مباين لسائر الاقسام. وكذا الجنس المفرد، وكذا النوع السافل، وكذا جنس الاجناس وكذا بين الانواع. وكذا بين الاجناس. فبقي الجنس السافل والمتوسط والنوع الثاني والمتوسط. (تقرير)
3 لانها ناشئة من اختيار البشر. وليس من حدّ جزؤ الاختيار خلق الافراد.(تقرير)


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس