"واعلم أيها السالك أنك لا تضع قدمك في السير إلا وراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن ذاته معصومة محبوبة، فلو كشف لك الحجاب ورأيت أمراً خارجاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تصدِّق ذلك الكشف، لأن هذا الكشف على قدرك، وأنت قاصر، ولكنَّ خبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موافق للحقيقة، وربما كان ذلك الكشف من المكر.
واحذر من الشاطحين الذين خرجوا عن الوسط، فليس في الوجود إلا إمام واحد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكل يخطيء ويصيب.
وإذا أردت أن تفوز بالسر المكنون، والكنـز المصون، فأكثر من ذكر هذا الاسم مع استحضار معانيه، ووسعته، وتجلياته، عند ذلك يتنـزل لك الحق رحمة منه، وحناناً معلى قدرك، فتشهد سرَّ الحياة السارية فيك منه، وسرَّ السمع به وأنت من الطين، ويكاشفك بأطوارك الأزلية، والأبدية.
فيشهدك يوم كنت روحاً لم تحجبك الغواشي، ويوم كنت في علمه ثابتاً لم تبرز، ويوم ان توجَّهت إليك القدرة فأبرزتك، ويوم أن أحاطت بك العناية، فجعلتك ممتداً من نور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، متَّصلاً به اتصال الفرع بالأصل، ويوم { أَلَستُ بربِّكم }، ويوم كنت في بطن أمك ، ويوم انتقالك من هذه الدار إلى البرزخ، ويوم قيامك للحشر، ويوم دخولك الجنة، إن شاء الله، وهذه هي أيام الله.
ثم يرفعك من هذه المشاهد إلى شهودجنابه، فتكون بجواره بفضل الله، ولذلك قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً } (1)
.
فلم يحدده بعدد ولا زمان، ولا شرط، حتى أن الجنب لا ينسى ذكر مولاه فهو معه أين ما كان، ويكاشفك الحق سبحانه وتعالى بقدرته التي صيَّرت العدم وجوداً، وجعلت الطين ناطقاً مشهودا.
واعلم أن السر الوحيد الذي يجعل الحق يعطف عليك، ويأمنك على أسراره أن تتأكَّد أن لله أسماء وصفات، ولا يشاركه فيها أحد، وأنت لك أسماء وصفات ضد هذه الأسماء والصفات.
فاسمه تعالى: "العزيز" ووصفه العزة، واسمك: الذليل، وصفتك الذِّلَّة.
واسمه: "القوي" وصفته:القوة، و اسمك: الضعيف، وصفتك:الضعف.
واسمه: "الغني"، ووصفه : الغنى. واسمك: الفقير، ووصفك: الفقر.
فلا يتجلى بالعلم إلا لمن تحقق بالجهل، ولا يتجلَّى بالكمال إلا لمن تحقَّق بالنقص، فاعرف المفتاح يتجلَّى لك "الفتَّاح". ." اهـ
اقتباس:============================ الحاشية =====================
(1) : سورة الأحزاب – الآية 41. " اهـ 192
(يتبع إن شاء الله تعالى مع: ومن فهم دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقف على سرِّ التوحيد، .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات