عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #11
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب أسرار الحج في إحياء علوم الدين للغزالي

"ثم ليذبح الهدي إن كان معه والأولى أن يذبح بنفسه وليقل: «بسم الله والله أكبر اللهم منك وبك وإليك تقبل مني كما تقبلت من خليلك إبراهيم»، والتضحية بالبدن أفضل ثم بالبقر ثم بالشاة. والشاة أفضل من مشاركة ستة في البدنة أو البقرة. والضأن أفضل من المعز. قال رسول الله : «خَيْرُ الأُضْحِيَةِ الكَبْشُ الأَقْرَنُ وَالبَـيْضَاءُ أَفْضَلُ مِنَ الغَبْرَاءِ وَالسَّوْدَاءِ» وقال أبو هريرة: البـيضاء أفضل في الأضحى من دم سوداوين وليأكل منه إن كانت من هدي التطوع ولا يضحين بالعرجاء والجدعاء والعضباء والجرباء والشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة والعجفاء. والجدع في الأنف والأذن للقطع منهما، والعضب في القرن وفي نقصان القوائم والشرقاء المشقوقة الأذن من فوق، والخرقاء من أسفل، والمقابلة المخروقة الأذن من قدام، والمدابرة من خلف. والعجفاء المهزولة التي لا تنقي أي لا مخ فيها من الهزال.

ثم ليحلق بعد ذلك، والسنة أن يستقبل القبلة ويبتدىء بمقدم رأسه فيحلق الشق الأيمن إلى العظمين المشرفين على القفا ثم ليحلق الباقي ويقول: «اللهم أثبت لي بكل شعرة حسنة وامح عني بها سيئة وارفع لي بها عندك درجة» والمرأة تقصر الشعر. والأصلع يستحب له إمرار الموسى على رأسه ومهما حلق بعد رمي الجمرة فقد حصل له التحلل الأول وحل له كل المحذورات إلا النساء والصيد.

ثم يفيض إلى مكة ويطوف كما وصفناه. وهذا الطواف طواف ركن من الحج ويسمى طواف الزيارة، وأول وقته بعد نصف الليل من ليلة النحر، وأفضل وقته يوم النحر ولا آخر لوقته بل له أن يؤخر إلى أي وقت شاء، ولكن يبقى مقيداً بعقلة الإحرام فلا تحل له النساء إلى أن يطوف.

فإذا طاف تم التحلل وحل الجماع وارتفع الإحرام بالكلية ولم يبق إلا الرمي أيام التشريق والمبـيت بمنى وهي واجبات بعد زوال الإحرام على سبـيل الاتباع للحج، وكيفية هذا الطواف مع الركعتين كما سبق في طواف القدوم. فإذا فرغ من الركعتين فليسع كما وصفنا إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم، وإن كان قد سعى فقد وقع ذلك ركناً فلا ينبغي أن يعيد السعي.

وأسباب التحلل ثلاثة: الرمي والحلق والطواف الذي هو ركن. ومهما أتى باثنين من هذه الثلاثة فقد تحلل أحد التحللين، ولا حرج عليه في التقديم والتأخير بهذه الثلاث مع الذبح، ولكن الأحسن أن يرمي ثم يذبح ثم يحلق ثم يطوف. والسنة للإمام في هذا اليوم أن يخطب بعد الزوال وهي خطبة وداع رسول الله ، ففي الحج أربع خطب: خطبة يوم السابع، وخطبة يوم عرفة، وخطبة يوم النحر ، وخطبة يوم النفر الأول، وكلها عقيب الزوال وكلها إفراد إلا خطبة يوم عرفة فإنها خطبتان بـينهما جلسة. ثم إذا فرغ من الطواف

عاد إلى منى للمبـيت والرمي فيبـيت تلك الليلة بمنى وتسمى ليلة القرّ لأن الناس في غد يقرّون بمنى ولا ينفرون. فإذا أصبح اليوم الثاني من العيد وزالت الشمس اغتسل للرمي وقصد الجمرة الأولى التي تلي عرفة وهي على يمين الجادة ويرمي إليها بسبع حصيات، فإذا تعداها انحرف قليلاً عن يمين الجادة ووقف مستقبل القبلة وحمد الله تعالى وهلَّل وكبَّر ودعا مع حضور القلب وخشوع الجوارح ووقف مستقبل القبلة قدر قراءة سورة البقرة مقبلاً على الدعاء، ثم يتقدم إلى الجمرة الوسطى ويرمي كما رمى الأولى ويقف كما وقف للأولى ثم يتقدم إلى جمرة العقبة ويرمي سبعاً، ولا يعرج على شغل بل يرجع إلى منزله ويبـيت تلك الليلة بمنى وتسمى هذه الليلة ليلة النفر الأول، ويصبح فإذا صلى الظهر في اليوم الثاني من أيام التشريق رمى في هذا اليوم إحدى وعشرين حصاة كاليوم الذي قبله. ثم هو مخير بـين المقام بمنى وبـين العود إلى مكة.

فإن خرج من منى قبل غروب الشمس فلا شيء عليه وإن صبر إلى الليل فلا يجوز له الخروج بل لزمه المبـيت حتى يرمي في يوم النفر الثاني أحداً وعشرين حجراً كما سبق. وفي ترك المبـيت والرمي إراقة دم وليتصدق باللحم. وله أن يزور البـيت في ليالي منى بشرط أن لا يبـيت إلا بمنى. كان رسول الله يفعل ذلك ، ولا يتركنّ حضور الفرائض مع الإمام في مسجد الخيف فإنّ فضله عظيم فإذا أفاض من منى فالأولى أن يقيم بالمحصب من منى ويصلي العصر والمغرب والعشاء ويرقد رقدة فهو السنَّة. رواه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. فإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه." اهـ.




".الجملة الثامنة: في صفة العمرة وما بعدها إلى طواف الوداع:

من أراد أن يعتمر قبل حجه أو بعده كيفما أراد فليغتسل ويلبس ثياب الإحرام كما سبق في الحج ويحرم بالعمرة من ميقاتها، وأفضل مواقيتها الجعرانة ثم التنعيم ثم الحديبـية. وينوي العمرة ويلبـي ويقصد مسجد عائشة رضي الله عنها ويصلي ركعتين ويدعو بما شاء.

ثم يعود إلى مكة وهو يلبـي حتى يدخل المسجد الحرام. فإذا دخل المسجد ترك التلبـية وطاف سبعاً وسعى سبعاً كما وصفنا. فإذا فرغ حلق رأسه وقد تمت عمرته. والمقيم بمكة ينبغي أن يكثر الاعتمار والطواف. وليكثر النظر إلى البـيت. فإذا دخله فليصل ركعتين بـين العمودين فهو الأفضل وليدخله حافياً موقراً. قيل لبعضهم: هل دخلت بـيت ربك اليوم؟ فقال: والله ما أرى هاتين القدمين أهلاً للطواف حول بـيت ربـي فكيف أراهما أهلاً لأن أطأ بهما بـيت ربـي وقد علمت حيث مشيتا وإلى أين مشيتا. وليكثر شرب ماء زمزم وليستق بـيده من غير استنابة إن أمكنه وليرتو منه حتى يتضلع وليقل: اللهم اجعله شفاء من كل داء وسقم وارزقني الإخلاص واليقين والمعافاة في الدنيا والآخرة. قال : «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» أي يشفي ما قصد به." اهـ.






الجملة التاسعة: في طواف الوداع:

"مهما عنّ له الرجوع إلى الوطن بعد الفراغ من إتمام الحج والعمرة فلينجز أولاً أشغاله وليشد رحاله وليجعل آخر أشغاله وداع البـيت. ووداعه بأن يطوف به سبعاً كما سبق ولكن من غير رمل واضطباع. فإذا فرغ منه صلى ركعتين خلف المقام وشرب من ماء زمزم. ثم يأتي الملتزم ويدعو ويتضرع ويقول: «اللهم إن البـيت بـيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على ما سخرت لي من خلقك حتى سيرتني في بلادك وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا وإلا فمنّ الآن قبل تباعدي عن بـيتك هذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بل ولا ببـيتك ولا راغب عنك ولا عن بـيتك. اللهم أصحبني العافية في بدني والعصمة في ديني وأحسن منقلبـي وارزقني طاعتك أبداً ما أبقيتني واجمع لي خير الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير. اللهم لا تجعل هذا آخر عهدي ببـيتك الحرام وإن جعلته آخر عهدي فعوضني عنه الجنة» ، والأحب أن لا يصرف بصره عن البـيت حتى يغيب عنه." اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس