عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2010
  #125
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يُحقُّ الحقَّ بكلماته، ويؤيد أحبابه بآياته (1) .

والحق مطلقٌ: وهو الله تعالى. وباطل مطلق: وهو الشريك، والمنازع والمدعي ما ليس له بحق (2) .

وهناك حق من جهة، وباطلٌ من جهة أخرى؛ وهي كل العوالم الكونية من أرض وسماء، وحيوان وغذاء، فهي بنفسها باطلة، وبمدد الحق هي حق.

وهذا الاسم الشريف هو سيف الأولياء، لا يرون شيئاً إلا ويصولون بهذا الاسم عليه، فيتجلَّى لهم صاحبه يمحو كل باطل (3) .

والأولياء يكثرون من ذكره حتى يتجلَّى نوره فيمحو باطل الأنانية من قلوبهم، ويفتح بصائرهم بالخشية من عين الحق، فيشهدون الحق بالحق، فتراهم مع الحق، آنسين به في أنفسهم وفي الآفاق." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الحقُّ، وكلُّ شيء سواك باطل، وقولك الحق، والمتمسك به واصل، وقد تجليت بالحق في الأكوان، فعرفك بها أهل الإيمان، وفروا من الباطل وهو كالسراب، ولم يركنوا إلى معدوم تكوَّن من تراب. أشرق على قلوبنا بنور الحق، حتى نشهد الحق بالحق، ولا نغتر بمظاهر الخلق، واجعل ذاتنا هائمة في الحق، وألسنتنا ذاكرة للحق، وجوارحنا عاملة للحق، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"..




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَكِيلُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : والله هو الحق الحقيق بالعبادة، الثابت الذي لا يزول، المتحقق وجوده أزلاً وأبداً ، واجب الوجود لذاته ، ولا وجود للوجود إلا به .

وقال بعض المشايخ: الحق اسم مطلق، وهو الظاهر الثابت الهادي إلى بواطن ما وراءه. وأما الحق في وصف غيره، فيطلق على ما يحسن فعله، ويصح اعتقاده وفعله، فيقال: هذا فعل حق، وقول حق، واعتقاد حق، وأكثر ما يجري على ألسنة القوم إطلاق هذا الاسم عليه تعالى، وذلك لما تقدم أن الحق هو الموجود الواجب لذاته لأن القوم لما ارتقوا من شهود الأفعال إلى شهود الصفات، ثم إلى شهود الذات، لم يروا في الوجود سواه، لأن ما سواه لا قيام له من ذاته، فالوجود الحقيقي إنما هو له تعالى، فهو الحق المطلق. كما أن العلماء الذين هم أهل مقام الاستدلال، أكثر ما يجري على ألسنتهم الباريء الذي هو الخالق، لأنهم لا يرون إلا الخلق، فيستدلون على الخالق، فعبَّروا عما أدركوا .

(2) : وعلى ذلك فأحق الأقوال قول : لا إله إلا الله، لأنه صادقٌ أبداً وأزلاً لذاته لا لغيره، إذ يطلق الحق على الوجود في الأعيان، وعلى الوجود في الأذهان وهو المعرفة، وعلى الوجود الذي في اللسان وهو النطق، فأحق الأشياء بأن يكون حقاً هو الذي يكون وجوده ثابتاً لذاته أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، وكل ذلك لذات الموجود الحقيقي لا لغيره.

وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تهجد من الليل يدعو فيقول: ( اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض وما فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك حق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت) .

(3) : فمن عرف أنه الحق، نسي بذكره الخلق، وآثر الصدق، وغاب بالجمع عن الفرق، بالفناء لا بالشوق. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس