عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #26
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

ويكتب دروسه في التفسير، فتحسن فيها آثار الفكر الإشراقي الذي تعلمه في صباه عن السهروردي.. ومثل ذلك تفسيره للآية الكريمة: (الله نور السماوات والأرض.) قال الشيخ: جاء في الحديث الشريف أن الله خلقهم من ظلمة ثم رش عليهم النور فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل. ويضيف الشيخ: معرفة العبد لربه هو نور الله الذي يقذفه في قلب عبده فيدرك بذلك أسرار ملكه ويشاهد غيب ملكوته ويلاحظ صفات جبروته ثم تنزل قوة إدراكه على مقدار ما أفيض عليه من ذلك النور.


ثم يفسر سورة العصر بظاهرها فالناس خاسرون إلا في اجتماع فيه أربع أوصاف: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.


وقال إن الصحابة كانوا إذا اجتمعوا لم يفترقوا حتى يقرأوا: (والعصر. إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر).


وتحدث في التفسير عن أنواع المجاز في القرآن من مجاز الحذف كحذف اقسم أو المبتدأ أ» الخبر أو بعض حروف الجر، ثم أنواع المجاز المعروفة في علوم البلاغة والبيان، ثم تحدث عن الكتابة في القرآن، وضرب لكل ذلك أمثلة بآيات القرآن مرتبة حسب المصحف. وضمن ذلك كتابه «الإشارة الى الإيجاز في بعض أنواع المجاز».


وقد ذهب بعض مؤرخي المتصوفة الى أن العز تصوف، ولكن الأستاذ محمد حسن عبد الله ينفي ذلك عنه ويذهب الى أن التصوف يخالف طبيعة الشيخ عز الدين.. وهذا حق فقد كان بعض التصوف في عصر الشيخ هروبا من الواقع، وكان الشيخ من أشد الناس جسارة في مواجهة الواقع، وانشطهم الى تغييره. فقد ظل يواجه عصره ويقاوم مفاسده ويصك المجتمع بمواقف رائعة، وكان الى كل ذلك زاهدا من أولئك الزهاد العظام الذين يفرضون بالقول والموقف والسيرة قيما شريفة فاضلة على مجتمع تمتهن فيه الفضائل ويشقى يه الشرفاء!


ومهما يكن من أمر الشيخ فقد كتب في التصوف وشرح أحوال الصادقين من المتصوفة، ودافع في شعر له عن سماع الأذكار وأناشيد الصوفية في حلقات الذكر.


وما كان يمكنه أن يتجاهل تيار يجتاح العصر ولكنه رد التصوف الى أصوله النبيلة في مجاهدة النفس لتتطهر من الهوى فلا تمتلئ إلا بالحقيقة ونور الحق، وتناضل في سبيل الخير وتعمر لدنيا بالحب والعدل والجمال والحرية." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس