عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الخانات الدمشقية

لطالما أثرت الحياة السياسية في البلدان على الحياة الاقتصادية منذ أقدم العهود وهذا ماعكسته الخانات وتوزعها فكانت في تزايد وإهمال عبر التاريخ, وشهدت دمشق أقدم خان وهو دار الضيافة ويعود لعام 123ه/720م, ثم ورد اسم خان أماجور ويعود لعام 265ه/878م.

هذا يعني أن الخانات في دمشق أنشئت منذ العصر الأموي واستمرت إلى العصر العباسي ثم الفاطمي, كما شهدت دمشق خانات تعود للعصرين الزنكي والأيوبي والتي لم يبق منها شيء ويشهد العصر المملوكي عصراً اقتصادياً ذهبياً فقد بلغ عدد الخانات فيه مئة وخمسين خاناً, بقي منها خان الدكة.‏

كانت دمشق تشهد ازدهاراً اقتصادياً في مواسم الحج حيث التبادل التجاري, كان يتم بين دمشق وغيرها من المدن السورية أو العواصم الإسلامية ووجود الخانات يشهد على ذلك فقد كانت تؤوي القوافل الإسلامية والمسافرين إضافة لكونها أسواقاً لتبادل البضائع والمتاجرة وأحياناً مستودعات أو مراكز لجاليات أجنبية ولعبت دوراً في حماية التجارة العالمية.‏

خان العمود‏

مقابل خان أسعد يقوم خان صغير يضم مجموعتين من المخازن, بينهما مازال قائماً عمود يحمل أساس عقود, ما يدل على أنه كان يحمل أعصاب قبتين تغطيان باحتي المجموعتين وهو مؤلف من طابقين, هذا الخان هو خان العمود ولايعرف تاريخه الدقيق.‏

الصدرانية‏

ويقوم قريباً من خان العمود لكن مخططه العمراني يختلف عن بقية الخانات بسبب مساحة الأرض الضيقة المحدودة, ويلفت النظر بحلوله الهندسية التي أدت إلى الاستفادة من كل جزء من الأرض لإقامة المخازن والغرف حول باحة مستطيلة وحدودها ثلاثة عشر مخزناً, أما غرف الطابق العلوي فهي مهدمة ومهجورة.‏ الزعفرانية‏ خان صغير يشبه إلى حد كبير (هندسياً) خان الصدرانية وهو معاصر له.‏

الخانات في العهد العثماني‏

بلغ عدد الخانات التي أنشئت في العهد العثماني ثلاثة وثمانين خاناً بقي منها: خان المرادية, خان الجمرك, خان الزيت, خان سليمان باشا, خان أسعد باشا, خان السفر جلانية, خان الزعفرنجية, خان العمود, خان الرز, خان العصرونية, خان القيشاني, خان التوتن, خان الصوّاف, خان الصنوبر, خان السلق, خان القطن, خان الجلود, خان مردم بيك, خان الجيجاوي, خان الكزبري, خان شموط, خان القوتلي, ووكالة العشا ووكالة كحالة. ومن الخانات التي شملتها عمليات الترميم والتأهيل وهي مسجلة في القوائم الأثرية مايعني حمايتها ورعايتها.‏

الدكة‏

هو أقدم خان لايزال قائماً, وتعود تسميته إلى منصة حجرية فيه كانت تعرض عليها الجواري والأقنان لبيعهم, وكذلك أطلق عليه أحياناً اسم خان الجواري, ويقع في سوق مدحت باشا وهو مؤلف من باحة مكشوفة محاطة بثماني غرف, وثمة قاعة كبرى في الزاوية الشمالية الشرقية, وما زالت أعمدته المنصة أو الدكة قائمة في الباحة التي زالت منها البركة ذات الاثني عشر ضلعاً, وفي الدهليز الذي يعقب بوابة الخان غرفتان من كل جانب, والخان مؤلف من طابق أرضي فقط.‏

جقمق‏

يقع في سوق مدحت باشا, ويعود للعصر المملوكي, أنشأه الأمير سيف الدين جقمق نائب السلطان المملوكي عام 825ه/1421م, له بوابة مزخرفة كبيرة تنتهي بعد دهليز مسقوف إلى باحة مكشوفة مستطيلة, كانت لها بركة سداسية أحيطت بغرف عددها ثماني عشر غرفة, وفي جانبيها إيوانان من الشرق والغرب مغطيان بقبوة متصالبة ويصعد إلى الطابق العلوي من درجين في الدهليز, وفيه اثنتان وعشرون غرفة, سقوفها كانت مقببة قبل حريق 1925م, ثم أعيد بناؤها مسطحة.‏

الخياطين

أنشأه الوالي العثماني شعبان أحمد شمسي باشا سنة ,1556 وكان اسمه خان الجوخية, مؤلف من بوابة مزخرفة ودهليز في طرفيه درج وقاعة واسعة, ينتهي الدهليز بباحة مستطيلة مؤلفة من مربعين, ومحاطة برواق, ويحيط بالباحة اثنتي عشرة غرفة كل غرفة مؤلفة من قسمين تعلو كل واحدة قبة, وفي الطابق العلوي نجد عدداً مماثلاً من الغرف يتقدمها رواق مقبي يدور حول الباحة ويشرف عليها.‏

الحرير‏

يقع في سوق الحرير, جنوبي الجامع الأموي الكبير, أنشأه درويش باشا سنة 982ه/1573م, ويطلق عليه اسم قيسارية درويش باشا, وقد أوقفه لصالح جامع الدرويشية وملحقاته.‏

تبلغ مساحة الخان / 2500م2 / وتنفتح بوابته المزخرفة من طرف الواجهة المبنية من مداميك متناوبة من الحجر النحتي الأبيض والأسود, ويحيط به خارجاً سبعة وعشرون مخزناً وعبر الدهليز المغطى بقبتين متصالبتين نصل إلى الباحة المكشوفة المحاطة بتسعة عشر مخزناً لكل مخزن مستودع وفي وسط الباحة بركة, ويغطي المخازن قبوات سريرية أو متصالبة, وهي مبنية من الحجر النحتي الأسود, وفوق أبوابها ونوافذها أقواس مزينة بمنحوتات بديعة, وعبر درجتين نصل إلى الطابق العلوي لنجد رواقا محيطا مغطى بأربع وأربعين قبة صغيرة, وخلفه تقوم اثنتان وخمسون غرفة مغطاة بقبوات سريرية, وثمة غرفة واسعة تخرج من مخطط الخان في الزاوية الشمالية الشرقية وتقوم فوق مخزن في الطابق الأرضي.

الجمرك

‏ أنشأه الوالي مراد باشا سنة / 1596م / ويختلف بمخططه عن جميع الخانات, يمتد على شكل زاوية قائمة من دخلة السليمانية إلى سوق الحرير باتجاه الشرق, وبحسب وصف مراد باشا في وقفتيه نجده يتضمن ثلاثة وخمسين مخزناً كبيراً وثمانية مخازن صغيرة, وتقوم بين المخازن عضادات تحمل أقواساً يستند عليها تروس تحمل تسع قباب ذات رقاب ونوافذ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس