عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012
  #76
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)أن نواظب على المبادرة إلى حضور صلاة الجمعة بحيث نصلي السنة التي قبلها قبل صعود الإمام المنبر اهتماما بأمر الله عز وجل لنا بقوله {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}.

يعني الشراء ولو كنتم محتاجين إلى ذلك إلا أن تبلغوا مرتبة الاضطرار.

وسمعت سيدي علي الخواص يقول: يدخل الناس في الجنة على حسب سرعة مبادرتهم لحضور الجمعة وحسب بطئهم، فمن حضر المسجد أولا دخل الجنة أولا ومن حضر ثانيا دخل الجنة بعده وهكذا . اهـ ويقاس الجمعة في ذلك المسارعة لكل خير. والله أعلم.

وهذا العهد قد صار غالب الناس يخل به فلا يكادون يحضرون إلا بعد أن يصعد الإمام المنبر، وبعضهم يفوته سماع الخطبتين، وبعضهم تفوته الركعة الأولى، وبعضهم يفوته ركوع الثانية فيصليها ظهرا، وكل ذلك أصله قلة الاهتمام بالدين، ولو أنه وعد بدينار إن حضر قبل الوقت لترك كل عائق دون ذلك وربما كان تخلف بعضهم للهو واللعب والوقوف على حلق المخبطين والمسخرة، وربما كان تخلفه حتى عمم عمامة تعجبه فصار يهدمها ويبنيها حتى فرغ الخطيب، بل رأيت من شرع في تعميمها من طلوع الشمس فلم يزل يهدمها ويبنيها حتى صلوا من الجمعة ركعة، وذلك ربما يكون معدودا من الجنون نسأل الله اللطيف

وكان سيدي محمد بن عنان يستعد لحضور الجمعة من عصر يوم الخميس فلا يزل مراقبا لله تعالى حتى يحضر المسجد، ولكل مقام رجال {والله غفور رحيم}.

روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما مرفوعا: <<أن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه ما سأل ما لم يسأل حراما>>.

وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: <<إن فيه يعني يوم الجمعة لساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه>> الحديث.

وروى أبو يعلى وغيره مرفوعا: <<أن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة، ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار>>.

رواه البيهقي مختصرا بلفظ: <<لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار>>.

زاد في رواية << كلهم استوجبوا النار>>.

وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: <<فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأشار بيده يقللها>>.

وزاد وفي رواية للترمذي وابن ماجه: <<قالوا يا رسول الله أية ساعة هي؟ قال حين تقام الصلاة، إلى الانصراف منها>>.

وفي رواية للترمذي والطبراني مرفوعا: <<التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس>>.

وفي رواية لابن ماجه على شرط الشيخين: <<هي آخر ساعات النهار، فقال عبدالله بن سلام: إنها ليست ساعة صلاة؟ قال بلى، إن العبد إذا صلى ثم جلس لم يحبسه إلا الصلاة فهو في صلاة>>.

وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا: << بعد ذكر يوم الجمعة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له>>.

وروى الأصبهاني مرفوعا: <<الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس، أغفل ما يكون الناس>>.

قال الإمام أحمد: وأكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها استجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وقال: وترجى بعد الزوال.

وقال ابن المنذر: روينا عن أبي هريرة أنه قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس

وقال الحسن البصري وأبو العالية: هي عند زوال الشمس.

وعن عائشة أنها من حين يؤذن المؤذن لصلاة الجمعة.

وفي رواية عن الحسن، أنه قال: هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ.

وقال أبو بردة: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة.

وبالجملة فالأقوال في ذلك كثيرة ولا يعرف الساعة حقيقة إلا أهل الكشف. والله تعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس