عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2009
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي ما يطلب في أول العام من فضائل الأعمال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه....

يقول الشيخ عبد الحميد محمد علي قدس-المدرس والإمام بالمسجد الحرام المتوفى في 1334هـ، رحمه الله، في كتابه (كنز النجاح والسرور في الأدعية التي تشرح الصدور):


اعلم-أن المحـرّم شهر عظيم وفضله كثير وعميم، وهو أفضل الشهور للصوم بعد رمضان، ثمّ رجب ثمّ ذو الحجة ثمّ ذو القعدة ثمّ شعبان-فهو شهر الله المحرّم، أفضل الأشهر الحرم المقدّم، وثالث الثلاثة الحرم السرد، ورابعها رجب الفرد،



(ذكر الحافظ) ابن حجر رحمه الله تعالى: أنه روى عن حفصة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: ((من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرّم جعله الله تعالى له كفارة خمسين سنة. وصوم يوم من المحرّم بصوم ثلاثين يوما)).



(وقال الغزالي) رحمه الله تعالى في الإحياء عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: ((من صام ثلاثة أيام من شهر حرام: الخميس والجمعة والسبت كتب الله تعالى له عبادة سبعمائة عام))ا.هـ.



والدعاء في المحرّم مأثور، وخيره موفور، (ومما وجدته منه) أنه يقرأ أولا قبل الدعاءين الآتيين: آية الكرسي (ثلاثمائة وستين مرة) مع البسملة في كل مرة، وعند الفراغ من جميع ذلك يقول:

اللهم يا محوّل الأحوال حوّل حالي إلى أحسن الأحوال، بحولك وقوّتك يا عزيز يا متعال، وصلى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.



(قال شيخنا) وشيخ مشائخنا العارف بربه المنان، سيدنا ومولانا السيد أحمد بن زيني دحلان رحمه الله تعالى، كما نقلته من خطّه في سفينته: ذكر بعضهم أنه يقرأ في أول يوم من المحرّم آية الكرسي ثلثمائة وستين مرة مع البسملة في كل مرة، فإنه حصن حصين من الشيطان الرجيم في ذلك العام. وفيها من الفوائد ما لا يعدّ ولا يحدّ، وكان شيخنا-يعني الشيخ عثمان الدمياطي رحمه الله تعالى-مواظبا على ذلك. وينبغي فعلها قبل الدعاء.



(وقال العلامة) الشيخ حسن العدوي الحمزاوي في (النفحات النبوية، في الفضائل العاشورية): ذكر الشيخ أبو اليسر القطان تلميذ الشيخ كريم الدين الخلوتي، عن الشيخ دمرداش الكبير رحمهم الله تعالى-من قرأ آية الكرسي في أول يوم من المحرّم ثلاثمائة وستين مرة يبسمل في كل مرة، وعند الفراغ من جميع ذلك يقول: اللهم يا محول الأحوال حوّل حالي إلى أحسن الأحوال، بحولك وقوّتك يا عزيز يا متعال، وصلى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم، فإنّه يوقّى ما يكرهه في جميع العام.



(وذكر العلاّمة الدّيربي) في فوائده نقلا عن العلاّمة جمال الدين سبط إبن الجوزي، عن الشيخ عمر بن قدامة المقدسي-دعاء لأول العام ودعاء لآخره وقال: ما زال مشايخنا يوصون به، ويقرءونه، وما فاتني طول عمري.



(فأمّا دعاء أول العام فإنّه يقول):

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين (اللهم) صلّ على سيدّنا محمد صلاة تملأ خزائن الله نورا، وتكون لنا وللمؤمنين فرجا وفرحا وسرورا، وعلى آله وصحبه وسلمّ تسليما كثيرا (اللهمّ) أنت الأبديّ القديم الأولّ، وعلى فضلك العظيم وكريم جودك العميم المعوّل، وهذا عام جديد قد أقبل، أسالك العصمة فيه من الشيطان وأوليائه، والعون على هذه النفس الأمّارة بالسوء، والإشتغال بما يقرّبني إليك زلفى، يا ذا الجلال والإكرام، وصلّى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. يقرؤه ثلاثا فإنّ الشيطان يقول: استأمن على نفسه، وتوكّل به ملكان يحرسانه من الشيطان وأتباعه. انتهى.



وقال العلاّمة السيدّ الحسني المشهور بماء العين في (نعت البدايات)-وهذه فوائد-لأهل النهايات، وتفيد أهل البدايات (الأولى)-في أشياء تفيد في العام، منها دعاء أولّ العام..وذكر نحو ما تقدّم. (وذكر شيخنا وشيخ مشائخنا رحمه الله تعالى في سفينته أيضا وقال: ذكره بعضهم عن الإمام حجة الإسلام محمد الغزالي قدّس الله تعالى سرّه قال: كنت بمكة المشرّفة في أول يوم من سنة جديدة من سنّي الهجرة طائفا بالبيت الحرام، فخطر في نفسي أن أرى الخضر عليه السلام في ذلك اليوم، وألهمني الله سبحانه وتعالى الدعاء، فدعوت الله تعالى أن يجمع بيني وبينه في ذلك اليوم، فما فرغت من دعائي حتى ظهر لي الخضر عليه السلام في المطاف، فجعلت أطوف معه وأفعل فعله وأقول قوله. حتى فرغ من طوافه وانقضى، فجلست مشاهدا للبيت الشريف، ثمّ إلتفت إليّ وقال: يا محمد، ما الذي دعاك لسؤال الله عزّ وجلّ ليجمع بيني وبينك في هذا اليوم بهذا الحرم الشريف ؟! فقلت: يا سيدّي، هذه سنة جديدة، وأحببت أن أتأسّى بك في إقبالها بشيء من تعبدّك وتضرّعاتك. قال: أجل، ثمّ قال: فاركع بركوع تام. فقمت وصلّيت ما أمرني به، فلمّا فرغت من ذلك قال: فادع بهذا الدعاء المأثور الجامع للخيرات والبركات. وهو هذا:



بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ربّ العالمين (اللهّم) إنّي أسألك بك أن تصلّي وتسلم على سيدّنا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين، وأن تغفر لي ما مضى وتحفظني فيما بقي يا أرحم الراحمين، (اللهّم) هذه سنة جديدة مقبلة لم أعمل في إبتدائها عملا يقربّني إليك زلفى غير تضرّعي إليك، فأسألك أن توفقنّي لما يرضيك عنّي من القيام بما لك عليّ من طاعتك، وألزمنتني الإخلاص فيه لوجهك الكريم في عبادتك، وأسألك إتمام ذلك عليّ بفضلك ورحمتك (اللهّم) إنيّ أسألك خير هذه السنة المقبلة: يَمنها ويسرها وأمنها وسلامتها، وأعوذ بك من شرورها وصدودها، وعسرها وخوفها وهلكتها. وأرغب إليك أن تحفظ عليّ فيها ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، وتوفقني فيها إلى ما يرضيك عنيّ في معادي، يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين، وصلّى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم (دعواهم فيها سبحانك اللهمّ وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين) انتهى.



ما يطلب أن يقال في كل يوم من العشر الأول من المحرّم



(قال شيخنا) وشيخ مشائخنا: المذكور أيضا للحفظ من الشيطان في جميع العام: تقول كل يوم من العشر الأول من شهر المحرّم ثلاث مرات ( اللهمّ إنك قديم وهذا العام جديد قد أقبل، وسنة جديدة قد أقبلت، نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرّها، ونستكفيك فواتها وشغلها، فارزقنا العصمة من الشيطان الرجيم، اللهمّ إنّك سلّطت علينا عدوّا بصيرا بعيوبنا، ومطّلعا على عوراتنا، من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، اللهمّ آيسه منّا كما آيسته من رحمتك، وقنّطه منّا كما قنّطته من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما حلت بينه وبين مغفرتك، إنّك قادر على ذلك، وأنت الفعّال لما تريد، وصلّى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم) هـ.



وذكر هذا العلاّمة السيد علي الونائي الشافعي في رسالته التي جمعها فيما يتعلق بليلة النصف من شعبان وغيرها كرمضان.



فائدة



من المجرّبات الصحيحة (كما في نعت البدايات، وتوصيف النهايات للسيد الشريف ماء العينين) أنّ من كتب (البسملة) في أول المحرّم مائة وثلاث عشرة مرة لم ينل حاملها مكروه فيه ولا في أهل بيته مدة عمره. وإذا لقيه حاكم ظالم أمن من شرّه. والله أعلم بأسراره.



(ومن خواص) قوله تعالى: (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون)-أنّها لطرد الهوام المؤذية من المنزل. وإذا أردت ذلك فاكتبها أولّ يوم من المحرّم في قرطاس واغسله بالماء، ورشّه في زوايا البيت أو الدار، فإنّك تأمن جميع ذلك بإذن الله تعالى.



إنتهى ما ذكره الشيخ عبد الحميد محمد علي قدس، رحمه الله تعالى، ونفعنا بما علّمنا، والصلاة والسلام على السراج المنير سيدّنا وحبيبنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم، والحمد لله ربّ العالمين.
احببته فنقلته لكم لما فيه من الفوائد
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس