الموضوع: محمد الفراتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

يجيد الفراتي ثلاث لغات غير العربية هي: التركية والفرنسية والفارسية.. لكن الأخيرة منها استحوذت عليه البقية الباقية من حياته.. إذْ أنفق أربعة عشرة عاماً في دراستها والتبصّر بها.. أما غير ذلك فقد كان الفراتي فلكياً وفناناً رساماً ولهذا فقد انعكس فنّ الرسم على أولاده حتى صار البعض منهم يدرّسونه في مدارس المدينة.. وكانت جدران بيتهم الواسع الكبير ورواقه قد تحولت بحجمها الكامل إلى لوحات فنية تغلب عليها صفات الفروسية والفرسان وعتادهم الحربي.. شارك الفراتي في حفل تأبين لوفاة الشاعر خليل مطران بالقاهرة حيث كان من جملة الوفد الذي يرأسه آنذاك وزير المعارف "أمجد الطرابلسي" وكان مكلفاً أيضاً بوزارة الثقافة.. كان ذلك عام 1959 وقد ضم الوفد أيضاً أنور العطار وشفيق جبري.. وما إن عاد الوفد من رحلته حتى عرض الوزير على الفراتي أن يعمل في وزارة الثقافة مترجماً للفارسية.. فقبل ذلك العرض والتحق الفراتي بعمله الجديد مدة أربعة عشر عاماً.. وقد جاءه الثناء مشكوراً من المستشارية الثقافية الإيرانية بتوقيع المستشار الإيراني. د.محمد جواد وفيه يقول بإحدى فقراته: "إني أرى من الواجب عليّ التعرف على الأديب الذي اهتم بالأدب الفارسي ومنحه عناية خاصة. وسأكون سعيداً إذا تكرمتم بالحضور متى سنحت لكم الفرصة". كما توالت عليه كتب الثناء الأخرى من سفير إيران بدمشق وأمين مكتب "مجلس شوراي ملّي بطهران" إضافة إلى ثناء وزير الثقافة السوري الذي تبوأ سدتها الدكتور عبد السلام العجيلي آنذاك[وقد ترجم الفراتي عن الفارسية "كتاب كلستان" وهو من الكتب المعدودة وذات الاعتبار كما يصفه الفراتي. كما ترجم كتاب "روضة الورد" وكتاب "البستان الذي يقع في أربعة آلاف ومائتي بيت من الشعر السعدي الشيرازي.. وترجم روائع الشعر الفارسي وهي: مختارات السعدي الشيرازي وحافظ الشيرازي وجلال الدين الرومي وقد طبعت وزارة الثقافة في أوائل الستينات هذه الكتب. وقد أطلق على سعدي الشيرازي بسبب ديوانه "البستان" لقب "معلم الإنسانية في الشرق والغرب" ويقول عنه الفراتي "إن سعدي الشيرازي يعد مواطناً دمشقياً. لأنه سكن خمسةً وعشرين عاماً بدمشق" ويقول عن حافظ الشيرازي: "إنه معدودٌ بين الشعراء الغزليين في العالم" كما ترجم الفراتي رباعيات الخيام وقواعد اللغة الفارسية وتعليمها بالعربية ووضع قاموس فارسي عربي وترجم "حي تبريز" وديوان "غزايات" وبهارستان" "ونصيحة العطار" كما ترجم مايزيد على ثمانية آلاف بيت من الشعر عن الفارسية عدا النثر الفني. وفي هذا يقول الفراتي: "الحمد لله الذي وفقني في هذا وأصبحت في سنٍّ لا يساعدني ليس على الترجمة بل حتى على شعري الخاص الحمد لله لقد ألقينا دلونا بين الدّلاء".كما أنه نظم شعراً قصيدة "لامارتين" الذي ترجمها نثراً عن الفرنسية أحمد حسن الزيات وأهداها الفراتي إلى روح الشاعر حافظ إبراهيم عربون وفاءوبدعوة من الدولة الإيرانية شارك الفراتي في احتفالات إيران بذكرى مرور /2500/ عام على حكم الأسرة الشاهنشاهية وبعد عودته من تلك الاحتفالات توجّه حاجّاً إلى بيت الله الحرام حيث أعفي من عمله ليعود إلى مسقط رأسه دير الزور ولكن دون مرتب تقاعدي وفي عام 1976 كرّمه اتحاد الكتاب العرب بحضور سليمان العيسى وإبراهيم الكيلاني وخليل هنداوي وعبد السلام العجيلي..وفي العام نفسه أصدر السيد الرئيس المغفور له حافظ الأسد مرسوماً تشريعياً يمنح بموجبه الشاعر الفراتي راتباً تقاعدياً استثنائياً مقداره /800/ ليرة سورية..وقد علق الفراتي على ذلك بقوله: "الحمد لله أنني وجدت في هذه الدنيا من يهتم بأمري وحظيت برعاية هذا القائد البطل توفي الفراتي في السابع عشر من حزيران عام 1978 وقد كان عدد المشيعين إلى مثواه الأخير ثلاثةً وستين رجلاً وأبّنه الشاعر عبد الجبار الرحبي حسب وصيّة الفراتي رحمه الله
_________________
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس