عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2011
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: غزوة بدر الكبرى بالصور


دروس من بدر
د . عكرمة صبري

إنها ذكرى عظيمة من ذكريات شهر رمضان المبارك . . ذكرى غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك للسنة الثانية للهجرة / 623 للميلاد، والتي تعد اول غزوة في التاريخ الاسلامي وكانت لها الآثار الإيجابية العظيمة على الإسلام والمسلمين، وفي هذه العجالة أذكر بعض الدروس المستفادة من هذه الغزوة، كما يأتي:

أولاً: برز مبدأ الشورى عملياً على أرض الواقع وذلك حينما لاحظ الصحابي الجليل الحباب بن المنذر الأنصاري رضي الله عنه، الذي كان مشهورًا بصواب الرأي، أن المسلمين قبيل معركة بدر قد عسكروا في مكان منخفض من أراضي منطقة بدر، لا يصلح للقتال من الناحية الفنية العسكرية، فقال الحباب: يا رسول الله، أهذا منزل أنزلك الله ليس لنا ان نتقدم عنه او نتأخر ام هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله: بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال: الحباب: يا رسول الله، ليس لك هذا منزلاً، فانهض بالناس حتى تأتي أقرب ماء من القوم، فقال عليه الصلاة والسلام: لقد اشرت بالرأي، وعلى ضوء ذلك عسكر المسلمون في المكان الاستراتيجي المناسب الذي اقترحه الحباب، وهكذا فالاسلام العظيم يأخذ بمبدأ الشورى بل أوجب الشورى في شؤون الدولة كلها .

ثانيا: الاعتماد على النفس: برز الاعتماد على النفس بعد الله قبيل معركة بدر، حين توجه رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء الى الله رب العالمين طالباً منه العون والتوفيق والنصر والتأييد والفلاح والنجاح، ثم اعتمد ثانياً على نفسه ضمن الإمكانات المحدودة المتوفرة لديه وقتئذ، فلم يتوجه للفرس ولا لغيرهم ليطلب المساعدة منهم .

ثالثاً: الصراع العقدي: تبلور هذا الصراع في معركة بدر الكبرى بين الإيمان والشرك، بغض النظر عن صلة القرابةأاو الحسب أو النسب، فقد كان الابن في صف المسلمين بينما الاب في صف المشركين وبالعكس فها هو الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح امين هذه الأمة رضي الله عنه في صف المسلمين في حين كان والده في صف المشركين . وكان الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه في صف المسلمين في حين كان احد ابنائه في صف المشركين .

رابعاً: المساواة بين القائد وجنده: وقد تبلورت المساواة العملية بين القائد وجنده بأن وقف رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة رضوان الله عليهم في مقدمة معركة بدر ولم يتخلفوا عن الواجب، ولم يختبئوا في بيوتهم ولم يجلسوا في بروج عاجية، وسبق ان بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في تعديل وترتيب الصفوف قبيل معركة بدر فشاهد أحد الصحابة، وهو سواد بن غزية رضي الله عنه قد خرج من الصف فوخره بقضيب كان بيده، وقال له: استقم يا سواد، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثت بالحق والعدل فأقدني من نفسك، أي أريد أن اقتص منك بسبب ضربك لي، فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال لسواد: استقد يا سواد، ولم يغضب منه ولم يعتقله!! فما كان من سواد إلا أن عانق الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل بطنه، فقال: “عليه الصلاة والسلام”: “ما حملك على ذلك يا سواد”؟ فقال: يا رسول الله . قد حصل ما ترى، فأردت ان يكون آخر العهد أن يمس جلدي جلدك، فدعا له بخير، ونال سواد الشهادة في معركة بدر .

خامساً: الانضباطية والطاعة للقائد: من مميزات معركة بدر أن الجند كانوا ملتزمين بأوامر القائد عملاً بقوله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر” (سورة النساء الآية 59)، وبقوله عز وجل في آية أخرى “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين” سورة الأنفال الآية 46 ، “والطاعة تنبع من التصديق والإيمان والمعلوم أنه حينما لم يلتزم بعض الصحابة رضي الله عنهم بأوامر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في معركة أحد” كانت الهزيمة المتوقعة .

* رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس