عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2009
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تسويد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والإقامة والتشهد

وقال العارف بالله تعالى الإمام عبد الله الخياط الهاروشي [ت1175هـ] في كتابه "الفتح المبين والدر الثمين في الصلاة على سيد المرسلين": "والذي جرى عليه عمل الأئمة زيادة السيادة في غير الوارد وتركها فيما ورد؛ اتباعًا للفظ فرارًا من الزيادة فيه؛ لكونه خرج مخرج التعليم، ووقوفًا عند ما حُدَّ لهم، وعلى هذا درج صاحب "دلائل الخيرات" رضي الله عنه وغيره؛ فإنما أثبت اللفظ الوارد من غير زيادة السيادة وزادها في غير الوارد، لكن هذا بحسب الوضع في الخط، وأما من حيث الأداء فالأَوْلَى أن لا تَعرَى عنها في الوارد وغيره. سُئِل شيخنا العياشي حفظه الله عن زيادة السيادة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: السيادة عبادة، قلتُ: وهو بَيِّنٌ؛ لأن المصلِ إنما يقصد بصلاتِه تعظيمَه صلى الله عليه وآله وسلم، فلا معنَى حينئذٍ لترك التسويد؛ إذ هو عين التعظيم، وفي "الحِكَم": "ما الشأن وجودُ الطلب، وإنما الشأن أن تُرزَق حسن الأدب {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9]" (38 )اهـ.
قال: "وإنما لم يتلفَّظ صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ السيادة حين تعليمهم كيفيةَ الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم لكراهيته الفخر؛ ولهذا قال: "أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخرَ"، وأما نحـن فيجب علينا تعظيمه وتوقيره؛ ولهذا نهانا الله تعالى أن نناديه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فقال: {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63]" (39 )اهـ.
وقال العلمي في "نوازله": "وسئل بعضهم عن مسألة الذكر وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات بعد الصلاة مثلا يختم العشرة بلا إله إلا الله سيدنا محمَّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكم مَن قال لا يُقال سيدنا إلا قول محمَّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فأجاب: أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمَّدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب توقيره وتعظيمه، ولا ينبغي للإنسان أن يذكر اسمه مجرَّدًا عن ذكر السيادة والرسالة أو غير ذلك مما يوجب تعظيمه وتوقيره، وقد نهى الله تعالى في كتابه عن ذكره ودعائه باسمه مجرَّدًا فقال جل من قائل: {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63]، قال العلماء: يعني لا تنادوه وتدعوه "يا فلان" باسمه كما يُنادى أحدكم لبعضكم بعضًا، وحكم هذا القائل بإسقاط السيادة المقرونة باسمه صلى الله عليه وآله وسلم الأدب الشديد، وقد وقع مثل مقالة هذا الجاهل في زمن الشيخ ابن عبد السلام مِن بعض الطلبة فقال كما قال هذا أنه لا يزاد في الصلاة عليه ذكر سيدنا أو نحو ذلك، فأمر ابن عبد السلام بسجنه وأن يُؤَدَّب، ففر ذلك الطالب واختفى حتى شفع فيه أمير تونس، فرأى ابن عبد السلام أن فراره وغيبته والشفاعة فيه أدبٌ له، وكتب موسى الخطيب.
قال العلمي: وفي حواشي شيخ شيوخنا أبي زيد سيدي عبد الرحمن الفاسي [ت1096هـ] على "دلائل الخيرات" ما نصه:
قال الأُبِّي في "شرح مسلم": ما يُستعمَل في هذا المقام من لفظ "المَولَى" و"السيد" حسـن... إلخ ما سبق عنه، ثم قـال: وذكر السخاوي عن عز الدين بن عبد السلام أن الإتيان بها في الصلاة ينبني على الخلاف: هل الأَولَى امتثال الأمر أو سلوك الأدب؟ ويشهد لسلوك الأدب والله أعلم امتناع علي كرم الله وجهه من محو اسمه صلى الله عليه وآله وسلم مع أمره له بذلك في عقد صلح الحديبية، على أنه لم يَرِد صريح الأمر بتركه في الصلاة، وقد سُئِل السيوطي عن حديث "لا تسيدوني في الصلاة" فأجاب بأنه لم يَرِد ذلك، وقد نهى الله تعالى أن يُنادَى النبي صلى الله عليه وآله وسلم باسمه كما يُنادي بعضنا بعضًا" (40 اهـ.
وقال العارف أحمد بن محمَّد ابن عجيبة المالكي [ت1224هـ] في "حاشيته على الجامع الصغير": "والأحسن -من جهة الأدب- التسويد في التعبد بالصلاة عليه مطلقًا، والله أعلم" (41 ) اهـ.
وقال الشيخ محمد الطيب ابن كيران المالكي [ت1227هـ] في شرحه على ألفية العراقي في السيرة: "الثامن: استعمال لفظ "السيد" و"المولَى" في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسنٌ وإن لم يَرِد؛ لورود «أَنَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ» (42 ) «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ» ( 43)، وطلب ابن عبد السلام تأديب مَن زعم بطلان صلاة مَن ذَكَرَ ذلك في الصلاة، فتغيَّب حتى شفع فيه، فكأنه رأى أن تغيبه تلك المدة عقوبة له، واختار المجد اللغوي صاحب القاموس ترك السيادة في الصلاة والإتيان بها في غيرها، وقال العز بن عبد السلام: ينبني ذلك على أن الأَوْلَى امتثال الأمر أو سلوك الأدب؟ قال الحطَّاب: والذي يظهر لي وأفعله الإتيان بالسيادة في الصلاة وغيرها"اهـ.
وذكر مثله في شرحه على "توحيد المرشد المعين"، فكتب عليه مُحَشِّيه الإمام الشريف محمد بن قاسم القادري [ت1331هـ]: "(قوله: حسن) أي وأما خبر "لا تسيدوني في صلاتكم" فهو موضوع كما قال السيوطي.
(قوله: واختار المجد... إلخ) ليس بصواب.
(قوله: أو سلوك الأدب) هو الصواب.
(قوله: الذي يظهر لي وأفعله الإتيان بالسيادة في الصلاة وغيرها) هذا هو الصواب عند أهل الظاهر والباطن" (44 ) اهـ.
وقال العلامة بدر الدين الحمومي [ت1266هـ] في "شرح المرشد المعين": "مسألة: استعمال لفظ "المَولَى" و"السيد" في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم حسنٌ وإن لم يَرِد في الصلاة عليه؛ لورود «أَنَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ» رواه الحاكم وصححه، و«أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ»..." (45 ) اهـ.
وقال الإمام الحافظ محمد بن جعفر الكتاني [ت1345هـ] في جواب له في هذه المسألة: "اعلم أن ذكر الاسم الشريف بالسيادة ونحوها مما يدل على التعظيم والتشريف أمر متفق على طلبه واستحبابه في الجملة امتثالا لقوله تعالى: {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63]، وقوله: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9] وقُرئ "تعززوه" من العز بزايين، وتخلُّقًا بأخلاق القرآن في {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}، واقتداءً بسيدنا أبي بكر رضي الله عنه في تأخره عن الإمامة أدبًا معه عليه الصلاة والسلام مع أمره له بإتمام الصلاة، وسيدنا عثمان رضي الله عنه حين أخر الطواف لَمَّا دخل مكة في قضية صلح الحديبية مع علمه بوجوبه على مَن دخلها أدبًا معه عليه الصلاة والسلام أن يطوف قبله وقال: "ما كنتُ لأفْعَلَ حتَّى يطوف رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم" (46 )، وسيدنا علي رضي الله عنه حيث امتنع من محو اسمه صلى الله عليه وآله وسلم مع أمره له بذلك عند صلح الحديبية أيضًا وقال: "والله لا أمحوك أبدًا" وفي رواية: "ما أنا بالذي أمحاه"، وعملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ» «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ» «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ» إلى غير ذلك، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ، وقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلاَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ..." إلخ (47 )، إلى غير ذلك، ونصوا على أن القائل بإسقاط السيادة من اسمه الشريف يُؤَدَّب الأدبَ الشديد، وممَّن نَصَّ على ذلك: العلمي في "نوازله" من جوابٍ لبعضهم، ويؤيده قضية ابن عبد السلام مع الطالب الذي قال لا يزاد في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم ذِكْر "سيدنا"، حيث أمَرَ بسجنه وأن يؤدب، فاختفى حتى شُفِع فيه، فخلَّى سبيله لكونه رأى أن فراره وتغيبه والشفاعة فيه أدب له، وقد ذكر قضيتَه الأُبِّيُّ في "إكمال الإكمال" وصاحب "المعيار" وغيرُ واحد" (48 )اهـ.
إلى غير ذلك من النقول المتكاثرة عن السادة المالكية في هذا المعنى والتي نقلها وغيرَها العلاّمة الحافظُ السيِّد أحمد بن الصِّدِّيق الغماري في مصنَّفه المفرد لهذه المسألة.

العلاّمة الحافظُ السيِّد أحمد بن الصِّدِّيق الغماري في مصنَّفه المفرد لهذه المسألة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 05-24-2012 الساعة 06:52 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس