عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الاسواق اليومية في دير الزور




ياسر عيسى
"التربية، الموتورات ، الكمأة، الجمعة، اللبن، البامية.."؛ كلمات كثيراً ما تتردد على ألسن وشفاه أبناء دير الزور. قد تبدو للوهلة الأولى أنها بعيدة كل البعد عن بعضها البعض من حيث المعنى أو الصلة، بل إنه لا يمكن الجمع بينها بأي شكل من الأشكال. وهنا مهما حاول القارئ أن يجد الرابط الحقيقي بين هذه الكلمات، فإنه سرعان ما يقف عاجزاً عن إيجاد القاسم المشترك أوالرابط الحقيقي بينها، إلا إذا كان من أبناء محافظة ديرالزور..!!
وحتى لا نشتت الأذهان كثيراً، فإنَّ الكلمات المذكورة بداية هي في مجملها تعبّر عن الأسماء المتداولة لعدد من الأسواق "المؤقتة" في مدينة ديرالزور، وهي مؤقتة كلا منها يتميّز بساعات أو أيام أو أسابيع أو أشهر محدّدة، يتواجد فيها ليتوارى بعدها عن الأنظار، ويعود بعد ذلك في الأوقات التي اعتاد عليها.
• سوق التربية
سوق التربية وسط مدينة ديرالزور له طابعه الخاص. ولعلَّ أهم ما يميّزه مدته الزمنية التي تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام، وتكون في الأيام الأخيرة من كل شهر. أما الموقع فهو أمام مبنى مديرية التربية في المحافظة، حيث يتوافد الآلاف من المعلمين والمدرسين إلى هذا المكان من أجل قبض رواتبهم ومستحقاتهم المالية. وبسبب تواجد السوق أمام مبنى المديرية مباشرة وامتداده على طول الشارع الواقع فيه، فإنَّ حركة السير تلاقي الكثير من الصعوبات للمشاة والسيارات في آن معاً .
كما تتوزع في هذا السوق الكثير من العربات والبسطات والسيارات الجوالة، التي تبيع مختلف أنواع البضائع، سواء أكانت غذائية أم منزلية أم نسائية، والأخيرة هي صاحبة الرواج الأكبر، مع وجود العدد الكبير من المعلمات والمدرسات اللاتي جئن من أجل قبض رواتبهن.
• سوق الجمعة
لا يخفى على أبناء المحافظة أنَّ لسوق الجمعة مكانته الخاصة بين أوساط "الديريين". وبعد أن تنقل هذا السوق الأسبوعي في الآونة الأخيرة بين عدة أمكنة، استقرَّ أخيراً في منطقة المطار القديم. أما عن تسميته، فإنها عائدة إلى اليوم الوحيد الذي يتواجد فيه، أي يوم الجمعة . ولعلَّ من أهم ما يميّزه هو أنَّ معظم بضائعه من الأشياء المستعملة، كما أنه يقسم إلى أربعة أقسام (الملابس- الأدوات المنزلية- الموبايلات- الطيور). لكنَّ أهم الميزات التي تسجل له هو أنَّ زبائنه من طبقات وفئات المجتمع كافة، ومن الفئات العمرية المختلفة.. والمبررات المقدمة من قبل الجميع تركز دائماً على نوعية البضائع الموجودة، التي لا يمكن العثور عليها في الأسواق العادية المعروفة.
• سوق الكمأة
من الأسواق الأخرى في دير الزور سوق الكمأة، الذي تحتضنه الساحة العامة وسط المحافظة، ولمدة شهر واحد فقط في السنة، ألا وهو شهر نيسان، بل يمكن القول إنه أصبح من الذاكرة الشعبية لدى أبناء ديرالزور، حتى أنَّ الكثير من الأشخاص ينتظرون قدومه ويشتاقون إليه. المادة الوحيدة التي تباع في هذا السوق لها قيمتها الغذائية الكبيرة المعروفة لدى الجميع، ناهيك عن النكهة المميزه لها.
وبما أنَّ وجودها الأساسي يكون في شهر نيسان فقط، فإنها تتميّز بسعرها المرتفع جداً الذي لا يتلاءم مع دخل المواطن بأي شكل من الأشكال، خاصة في الأيام الأولى، حيث يتجاوز سعر الكيلو (1000) ليرة سورية. أما في الأيام الأخيرة من موسم هذه المادة، فإنَّ السعر ينخفض بشكل كبير حتى يصل إلى (200) ليرة. ويتميَّز السوق بأنه يزدحم عادة في ساعات المساء؛ نتيجة قدوم كميات كبيرة من منطقة البادية في هذه الأوقات. ولا يفوتنا هنا التذكير بأنَّ الكمأة لها أنواعها المتعددة، التي تشتهر فيها. ومن أهمها (الحدجي). ولكلّ منها سعره الخاص. ومن الملاحظات التي يمكن ذكرها أيضاً في هذا الإطار أنَّ سوق الكمأة، يرتبط وجوده وازدهاره بموسم الأمطار والأحوال الجوية طوال الفصل الشتوي. وبالتالي إذا بقي الشحُّ المطري على حاله في الأيام القادمة، فإنَّ التوقعات تقول إنَّ هذا السوق سيعاني من الضعف والوهن والانحسار.
• سوق البامية
من الأسواق المشابهة لسوق الكمأة، هناك سوق البامية الكائن أمام مبنى المالية.. وأما موعده فيكون عند بداية نضوج البامية في فصل الصيف، ولا تتجاوز فترته الزمنية عادة الشهر الواحد أيضاً، ومن ثم تصبح هذه المادة متوفرة بكثرة في أسواق المدينة. وبما أنَّ "الشغف الديري" بالبامية كبير جداً، فإنَّ سعر الكيلو الواحد يشقُّ طريقه إلى المئة ليرة دون أي مجادلة أو مساومة. ومع ذلك تجد الكثير من الزبائن الراغبين فيها والمتشوقين إليها.
• أسواق يومية
إضافة إلى الأسواق الأسبوعية والشهرية والسنوية، هناك أيضاً الأسواق اليومية المتخصصة بساعاتها وموادها. ومما يذكر هنا سوق اللبن، الذي يمتدُّ على طول الشارع العام، وتبدأ فعالياته عند الفجر مع قدوم أبناء الريف، حاملين معهم الحليب واللبن ومشتقاتهما، وتستمرُّ عمليات البيع والشراء بينهم وبين أصحاب المحال التجارية المختصة حتى الساعة السابعة صباحاً تقريباً. والمبيع هنا بالطبع يكون بسعر الجملة وليس بالسعر الفردي، وبكميات كبيرة في معظم الأحيان.
• سوق الدخان
يعج سوق الدخان الكائن جانب المجمع الحكومي يومياً بمرتاديه من المدخنين الفقراء، الذين يجدون فيه ضالتهم من الدخان بأنواعه وبأسعاره المخفضة جداً. وهذا ما يثير الشك والريبة لدى الكثيرين حول هذه الأسعار المتدنية، وإن كان البعض يبرّرها بانتهاء مدة معظم ما يباع فيه، وسوء تخزينه؛ الأمر الذي يدعو إلى انخفاض أسعاره.
سوق "الموتورات "
سوق "الموتورات" من الأسواق اليومية المؤقتة والمختصة أيضاً. يتمركز هذا السوق يومياً في منطقة الجورة، ويتميّز بموعد الافتتاح والإغلاق الدقيق، ولمدة لاتزيد عن الساعتين (من السابعة وحتى التاسعة صيفاً، ومن الخامسة وحتى السابعة شتاء). ولعلَّ التسمية المخصصة له تبيّن بوضوح أنه يحتوي على الدراجات النارية فقط. لكنه مع ذلك يقسم إلى قسمين، أولهما مخصص للدراجات النارية غير المرخصة، وتكون الأسعار فيه مخفضة وبمعدل عشرة آلاف ليرة للدراجة الناربة الواحدة، أما القسم الثاني فهو للدراجات المرخصة، وقد يصلُ سعر الدراجة الواحدة فيه إلى (40) ألف ليرة. وفي كلتا الحالتين، فإنَّ من عادة السوق وجود رجال "دلالة" فيه، ومزاد علني لكل من الدراجات المعروضة للبيع. أما الأجرة المتداولة للدلال عند بيع دراجة نارية ما، فهي (50) ليرة. ومع ذلك فقد يلجأ البائع إلى سحب من يرغب بالشراء جانباً، والتفاوض معه على السعر، بهدف التخلص من أجرة الدلال.
وجهة نظر
تقدِّم الأسواق سابقة الذكر بمختلف أنواعها وتخصصاتها للمواطن الخدمات المتعددة، كما أنها توفر له العديد من المتطلبات. لكن ما نودّ الإشارة إليه هنا هو ضرورة توفر الرقابة الكافية عليها، خاصة فيما يتعلق بالأسعار، إضافة إلى مسألة مصادر البضائع المتوفرة فيها. ومع ذلك يبقى لهذه الأسواق طابعها الخاص ونكهتها المميّزة
_________________
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس