عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي محمد بن عبد الله معن الأندلسي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي محمد بن عبد الله الفاسي
1578م/ 986هـ






هو الشيخ الهمام كهف الإسلام و ملاذ الأنام وملجأ الخاص و العام الولي الكبير الصديق الخطير العارف الكامل المحقق الواصل المتحقق بالأحدية و ذو الشهود للذات العلية المتمكن الراسخ الطود الشامخ الكامل في الشريعة والحقيقة كمال الغاية البالغ فيهما مبلغ كبراء الرجال مقيم السنة وناصر الملة المقيم في التوحيد منذ نشاته ووجوده القائم عن مقام لايتوارى عنه حال ولا يغيب عن مشهوده حجة المريدين و محجة المسترشدين ابو عبد الله سيدي امحمد بن محمد بن عبد الله بن معن الأندلسي يعرف قديما بمعن والآن بابن عبد الله وهو من درية السلطان المعظم أمير المؤمنين أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الموحدي.

ولد صاحب الترجمة رضي الله عنه بتقريب سنة 978ه وأخذ العلم رحمه الله عن شيخه العارف سيدي عبد الرحمان الفاسي و كان قارئا له و جدد القرآن بروايتي نافع عن الشيخ سيدي الحسن بن محمد الدراوي. ثم اشتغل بالتكسب و علق بزيارة سيدي أبي عبد الله التاودي دفين خارج باب عجيسة.

ولما بلغ أشده و بلغ حدود الثلاثين توجة للشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي و سلب له الإرادة وألقى إليه قياده فصرف أبو المحاسن عنان عنايته إليه إلى ان فتح له على يديه و انتفع به انتفاعا قويا و شرب منه مشربا رويا و على يده كانت له الولادة و كثير من التربية و الإفادة و كانت وجهته إليه في مدة من نحو أربع سنين من السنة التي توفي فيها سيدي إبراهيم الصياد.

ولما توفي أبو المحاسن سيدي يوسف الفاسي أقبل بعده على أخيه و وارث حاله شيخه العارف سيدي عبد الرحمان فكان يخدمه بنفسه وماله. وكان العارف يعظم أمره و يجل ذكره و يظهر جلالته و فخره و يقول تارة فيه = إنه من أرباب القلوب = وتارة = ليس له نظير في المشرق و المغرب =. وبقي ملازما له إلى أن توفي وذلك مدة من 23 سنة فكان عمدته و عليه عول وبه تهذب و تكمل.
وبعد وفاة شيخه العارف احاط بإرثه و إرث من قبله إلا أنه بقي بداره بالمخفية من عدوة فاس الأندلس مدة لم يؤذن له في الإنتصاب لدلالة الخلق على الله ثم بعد زيارة الشيخ مولانا عبد السلام بن مشيش نفعنا الله به وقع له الإذن هناك وهو أخبر به عن نفسه و حيث قدم من هذه الزيارة جلس في زاوية شيخه سيدي يوسف الفاسي لقربها منه فقصدها الناس من كل جهة فقال لهم = اركبوا هذه الرقبة فقد هددت بالسلب إن لم أخرج إليكم = و تغرغرت عيناه بالدموع وتصدى حينئذ للإرشاد وتربية المريدين وكان يشير لخدمة الجن إياه و حضورهم مجلسه و يقول = أول من يخدم المخصوص الجن لأنه أكيس من الآدمي = وبقي في زاوية شيخه نحو 06 أشهر.

م بنى زاويته التي بأعلى حومة المخفية على ضفة واد الزيتون سنة 1038ه فانتقل إليها بأصحابه يدل على الله وينصح لعباد الله وينصر سنة رسول الله ويحيي امور الدين و قلوب المؤمنين بما منحه الله من المعارف و الأسرار و البركات و الأنوار فأحيى الله به البلاد و العباد ونفع به الحاضر و الباد و انتشرت على يديه أمور السنة بالمدينة وأشرقت بها آياته المبينة. وكان رضي الله عنه كامل الأنوار و المحاسن قوي الظاهر و الباطن عارفا راسخا و طودا شامخا مقيما للسنة قائما بمصالح الأمة مجددا للدين محبا في أبناء سيد المرسلين ومعظما حرمتهم ومراعيا جانبهم.

وقد أفرد أحواله وأوصافه ومعارفه وكراماته بالتأليف الشيخ سيدي عبد الرحمان بن سيدي عبد القادر الفاسي وكذا أفرده بجزء الشيخ سيدي المهدي الفاسي وسماه = عوارف المنة في مناقب سيدي محمد بن عبد الله محيي السنة = . وقد ذكر في المقصد الأحمدي وفي ممتع الأسماع و صفوة من انتشر و الروضة المقصودة و نشر المثاني و الزهر الباسم و سلوة الأنفاس وغيرهم. وكانت وفاته رحمه الله بعد طلوع الشمس بنحو ساعة من يوم الأحد 03 جمادى الثانية سنة 1062ه و دفن عند الزوال بالقباب أعلى مطرح الجنة خارج باب الفتوح قريبا من قبة سيدي يوسف الفاسي عن يمينها وبنيت على قبره قبة على شكل قبته وقبره بها مشهور معروف عليه دربوز يزار به .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس