أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتدى الإحسان > اسلاميات > مقالات مختارة

مقالات مختارة اخترنا لكم في هذا النادي مما قالوا ومما كتبت الصحف لنضع بين ايديكم باقة من المواضيع المميزة والهادفة

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2017
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الإيجابية في مفهوم الإيمان بالقدر

اللهم أحينا بحبك وحب نبيك وأشغلنا بك عن كل ما سواك وأظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله وتجلى علينا بأنوار جمالك ورحمتك يا رب العالمين وصل وسلم على شمس الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله الذي جعل الإيمان للإنسان حصنا حصينا ودرعا متينا فقال جل ذكره : ((فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)) والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي هدانا للإسلام فكان لنا أعظم قدوة وأكمل أسوة صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم تسليما .
أما بعد إخوتي في الله أحبتي في سيدنا رسول الله
يتجدد لقائي معكم في مستهل كل شهر هجري جديد اعتبارا من هذا المقال وذلك أني كنت أكتب المقال على التأريخ النصراني وأولى بي وبكل مسلم ألا ينسى تاريخه قدر الإمكان ، ومن هنا عزمت على التغيير تحريا لهذا الخير الذي أرجوه لي ولكم.
سأتطرق في مستهل شهر صفر الخير لموضوع غاية في الأهمية، لما له من أبعاد في العقيدة والتوازن النفسي والمستقبل الحضاري للأمة المسلمة.
إنه مفهوم الإيمان بالقدر الذي لا زال أعداؤنا يشوشون به على شباب المسلمين.. فمن خمسين سنة وحتى الآن ونحن نقرأ ونسمع ونسأل عن نقاط في هذه المسألة ولذا أحببت أن أتعرض لهذا الموضوع راجيا التوفيق والسداد .
إن الايمان بعقيدة القضاء والقدر في الاسلام هو بحر زاخر بالمعاني الايجابية التي تستنهض همة الانسان وتدفعه الى الامام في كافة مجالات الحياة وتمنحه القدرة على مواجهة الدنيا قويا صلبا ذا إرادة لا تلين وعزيمة لا تفتر، وهو السر الأقوى الذي كان وراء الانتصارات والفتوحات التي أنجزتها الأجيال الأولى من صدر هذه الأمة بحيث كان الواحد منهم أمة بنفسه علما وعملا وهمة وجدا .
هل يعقل أن يبدل هذا المفهوم الذهبي الحضاري الذي كان يحدو بأجدادنا الى العمل والتحدي والتصميم والمواجهة إلى سلبية مقيتة ُتقعد الإنسان عن معانقة الحياة بكل إيجابية ،وتدعوه للرضوخ للأمر الواقع مهما كان مهينا شقيا ؟
يقوم هذا المقال على خمسة محاور وخلاصة
المحور الأول .. من باب العلم والمعرفة النظرية وهذا جزء و ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان من دونه وملخصه
أن يعتقد أن الأشياء كلها معلومة علم كشف وإحاطة من قبل مولانا العظيم جل وعلا وهذا هو القضاء وأن الأشياء كلها ستقع على أرض الواقع كما علم الله تعالى وأراد وهذا هو القدر وأن ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن الأمور جليلها وحقيرها في جميع العوالم تسير وفق ما أراد وقدر
كما قال جل وعلا في كثير من الآيات..مثل قوله تعالى: "كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة"
وقوله تعالى: "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلاً وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً".. ومنه قول الشاعر..
سبقت مقادير الاله وحكمه... فأرح فؤادك من لماذا ولعل..

الثاني... القضاء والقدر بالنسبة للإنسان غيب لا يستطيع أحد من الخلق أيا كان اختراقه إلا لمن ارتضى بسابق علمه ومشيئته وهذه نقطة مهمة لابد من التركيز عليها لأنها تساعدنا على إدراك المسألة بأعلى درجاتها وقد جعلها الله تعالى حجة قاطعة لمن يعترض على القدر حيث قال ((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ(أي بأن كفركم مقدر عليكم قبل أن تكفروا) فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إلا تخرصون))
فالقدر بالنسبة للخلق جميعا غيب مطلق؛ وعليهم أن يباشروا أعمالهم بأصنافها على أساسه، وخاصة في مرحلة ما قبل القيام بأي عمل، واختيار أي مجال وباب من الأسباب المتاحة..

الثالث .. هل الإنسان مُخيَّر أم مُسَيَّر؟
باختصار هو مسير فيما لا يتعلق بشؤون التكاليف الشرعية ككونه من هذا العرق أو ذاك ؟
أو لونه أوشكله وهيئته وكونه من هذه القبيلة وذينك الأبوين وغير ذلك من شؤون ليس مسؤولا عنها بل هي خلقت في حقيقة الأمر لصالحه بوجه أو بآخر كخلق وتسخير مافي السموات والأرض من جماد ونبات وحيوان وغير ذلك من مخلوقات فهذه وسائل ليقوم بواجب الخدمة والعبودية للواحد الأحد جل وعلا؟
فهذه الأمور المخلوقة لك أيها الإنسان أنت فيها مسير لا مخير أي لا تملك أن تغير فيها بل تملك أن تستخدمها وتسخرها لمصالحك ومن معك من المكلفين؟
وأما قضايا التكليف ومجالاته كالايمان ومقتضياته والإسلام وأحكامه والحياة وأسبابها فالإنسان فيها يقولها بملء عقله وضميره أنا فيها مختار حر أفعل هذا أو لا أفعل ؟ أسلم أم لا أسلم ؟ وغير ذلك من خيارات.
‏فهذه القضايا التي تقع عليها المسؤولية الدنيوية أو الأخروية كلها نحن فيها مخيرون.

وأهم مافي هذه النقطة أن نعلم أن الاختيار للإنسان ليس اختيارا كاملا مطلقا بل هو جزء اختياري يسمى عند علماء العقيدة مناط التكليف وعند علماء الفقه الحرية وعند علماء الحقيقة والتزكية الداعي..

الرابع... مرحلة ماقبل الفعل..
بعدما علمتُ و آمنتُ بالقدر على وجهه المطلوب وعلمت أنه غيب محجوب عني وعن كل الخلائق والآن أريد ممارسة حياتي بتفاصيلها الدنيوية والدينية فكيف أتعامل مع الأسباب وأنا مؤمن أن الأمور مقدرة قبل أن أخلق وما حولي هل يزيدني هذا الإيمان عزيمة وإرادة أم تواكلا وتراخيا؟
هل يدفعني إيماني بالقدر للتقصير في شأن من الشؤون وعدم التخطيط والتشاور والاستخارة وفعل كل وسائل النجاح في المجال الذي أتعاطاه؟
كلا أبدا بل على العكس تماما؟
يدفعني إيماني للتعاطي مع الأسباب المتاحة بأعلى درجاتها الممكنة..هذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يخرج مهاجرا للمدينة المنورة فماذا صنع؟؟
اختار صاحبا يرتضيه وأمره بإعداد راحلة وأبى إلا بالثمن واستأجر خبيرا بالطرق غير المعروفة لدى أعدائه وشخصا آخر يعمي آثره عن أعدائه ومكث في غار ثور حتى ينقطع طلبه. هذه مرحلة ما قبل الفعل أي فعل يواجهني في حياتي لابد أن أقوم به على حسب إمكاناتي دون أي تقصير ولا تراخ؟
الخامس .. مرحلة مابعد الفعل..
(خططت واستشرت وتعاونت وأخذت بكل الأسباب المتاحة لدي في أي ميدان أباشر به أعمالي وشؤوني) فماذا لو اعترضتني المخاطر والتحديات؟
‏ ماذا ينفعني إيماني بالقدر؟
هنا تأتي ثمرات هذا الإيمان العزيز النادر؛ يقول لي القدر بلسان حاله:
‏ امض لما توجهت لا.تبال فمن آمنت به معك؟
‏وقد علم ما بذلت فوجّه قلبك إليه وحذار من الالتفات لسواه..
‏وهذا مافعله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عندما تابع رحلته في طريق الهجرة ولحق به سراقة بن مالك رضي الله عنه يطلبه فما كان يلتفت يمينا ولا شمالا ولا يزيد بغير الدعاء والتفويض وحسن التوكل واليقين بقضاء الله وقدره وحمايته ورعايته والقصة معروفة لا تحتاج لتفصيل.
‏ و من القرآن الكريم قوله تعالى ((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ ( أي بقضائه السابق وقدره) فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا))
ومما يروى في هذا المعنى قول أحد الشعراء.
أي يومين من الموت أفر... يوم لايقدر أو يوم قدر....
يوم لايقدر لا أرهبه.... ومن المقدور لاينجو الحذر...

وهنا سؤال مهم ماذا يجب على المسلم بعد وقوع القدر؟ . هل أستسلم استسلام الضعفاء العجز؟ هل تخور عزيمتي وتنقطع همتي؟
‏وأذهب للوسواس الشيطاني. لو فعلت كذا كان كذا؟ لو لم تكن هكذا لما كان كذا؟
‏وغير ذلك من هواجس النفس والشيطان والوهم والخيال الذي يقتل الإنسان ويرميه في ظلام اليأس والهلاك؟
‏أم أجدد العزيمة وأستمد همة جديدة ومددا جديدا.. أغير خطتي.. وأستكشف أخطائي وأحاسب وأعاتب من معي.. وأفكر بالبدائل وتغيير الوسائل... وأقول إن لم يأذن لي الله في هذه المرحلة فلعله يأذن في مرحلة لم تأت بعد.؟؟ ..
‏الذي عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحبه الكرام والفاتحون العظام والائمة الأعلام هو الخيار الثاني...
‏و هو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم تحديداً في فتح خيبر، فقد أعطى الراية الى أبي بكر ولكنه لم يستطع فتحها ثم أعطاها الى عمر فلم يستطع فتحها. فأعطاها الى علي ففتحها بإذن الله تعالى.
‏كل ذلك بشكل متلاحق من دون أن يفكر سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما أن عدم فتحها مرتين له ربما كان فيه علامة أن الله لم يأذن بفتحها الآن على الأقل، كما يفكر كثيرون منا عند أول انكسار لمساعيهم لتحقيق هدف ما...
‏ويشهد لهذا المعنى قصة سيدنا عمر رضي الله عنه عندما
خرج ، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.
وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.
فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟
فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم ((نفر من قدر الله إلى قدر الله)) ؛
أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتهابقدر الله..

وخلاصة هذا المقال في الجواب عن سؤال متى يكون وقوع القدر مبطلاً لإرادة الانسان؟

أعتقد أن هذه النقطة بالذات هي أكثر النقاط التباساً في مسألة القضاء والقدر، ليس عند جماهير المسلمين فقط، بل عند بعض علمائهم ومفكريهم ايضاًممن لم يحققوا هذه المسألة بشكل كامل لأن الذين يسلمون أن الايمان بالقضاء والقدر لا يبطل الفعل- كما هو مذهب أهل السنة والجماعة قد يذهبون الى عكس ذلك بالنسبة الى القدر الراجح الوقوع - إما لنقص في التصور أو غلبة عاطفة إيمانية موهومة - فيغلطون عند العرض والبيان من حيث لا يشعرون. وينتقل هذا في جماهير المسلمين خاصة والضعف في الإنسان مستأصل وهواجسه قتالة.. وأوهامه كثيرة..
وهذا هو أحد أسباب تكرار الحاجة لتجديد البيان في هذه القضية الحيوية في كبرى اليقينات الإيمانية..

وهنا تبرز مقولة: "كل شيء نصيب" ذات الدلالة الخاصة على وجوب إبطال الإرادة والاستسلام والخضوع لهذا القدر الراجح. وسر الخطورة هنا إنما هي في إيقاف طاقة الانسان على المثابرة في تغيير الممكن المحتمل الوقوع إلى ممكن راجح الوقوع ومن ثم إلى أمر واقع.
وهذه النقطة جديرة جدا بالتوقف عندها حيث كانت سببا لدعوة عمرية :((اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة)) هكذا أعلنها عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ مدوية صريحة بليغة.
إنهما صنفان - من الرجال تعوذ منهما عمر الملهم - :
‏الفاجر المثابر والجريء القوي..
‏ و الثقة الصالح السلبي المستكين..
كم نحن بحاجة لقلب هذه المعادلة.في نفوسنا أولا وفيمن حولنا ثانيا .وعلى مستوى الأمة ثالثا...؟
والالحاح على ربنا بهذه الدعوة المباركة لعلها تصل إلى آلاف مؤلفة من صالحي هذه الأمة الذين آثروا القعود لما يرونه من عموم الفساد .
ألا إن أعظم الانجازات الانسانية الحاسمة في تاريخ الحضارات البشرية جاءت من هذا الباب.
إنه يجوز لنا أن نقول على الشيء الذي تم فعلاً، أي الشيء الذي تحدد أنه نصيب أي قدر سبق يجب الاستسلام له.
أما الشيء الذي لم يتم فعلاً فإنه لا يجوز لنا أن نسميه نصيباً لأنه لم يتحدد بعد ولا يستطيع أحد إدعاء علمه بما تريده المشيئة الإلهية ومطالبتنا بالاستسلام لهذا العلم.
‏فما دمــنا لا ندرك ما الذي تريده المشيئة الإلهية، فعلينـا أن نعــمل جــاهدين لتحقيق ما نريد تحــقيقه فقد يكون هذا هو النصيب الذي سبق لنا في حكم الله تعالى وقدره.

ومع ذلك فإننا نستطيع أن نتجاوز ذلك الى ما هو أكبر.
فإنه إذا كان ما تم فعلاً هو قدر ونصيب تحدّد، ولكن من الذي قـال إنه قدر نصيب نهـائي يــجب الاستسلام له وإلا نكون بذلك اعترضنا على ربنا عزوجل ؟!.

إن ما تم فعلاً هو قدرونصيب ومحاولة تغييره ما دام هناك إمكان لذلك قدر ونصيب وما سيتم لاحقا قدر ونصيب ايضاً وليس هناك أي سبب يوجب الاستسلام لما سيقع أو حتى لما وقع بالفعل ما دام هناك وجه صالح للتغيير لأن هذه الإمكانية تنفي وجود القدر النهائي الذي يجب الاستسلام له لأنه لا يكون موجوداً إلا في حال واحدة هي انتفاء أي إمكان لتغييره عند ذلك فقط لأن عدم الاستسلام له يكون اعتراضاً على الله تعالى وما علينا في هذه الحال سوى التسليم والرضا بما قسمه الله تعالى لنا.كما قال ربنا عزوجل (( قل لن يصينا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون))

و بهذا ندرك مصير الإرادة البشرية، على رغم ارتباطها بالمشيئة الإلهية، ومابينهما من اجتماع وافتراق..
وأن وقوع القدر غير النهائي له دلالة إيجابية واضحة في تفعيل العمل الانساني وفتح الباب أمام الرقي الحضاري للبشر.
كما إن إيمان الناس بإحاطة المشيئة الإلهية للفعل الانساني أيضا له انعكاساته الايجابية وتقوية الروح المعنوية للمؤمنين على مختلف جوانب حياة الانسان ما دامت لا تعني هذه الاحاطة على وجهها الصحيح إبطال إرادته.
فهي تمنحه الأمل في أنه ليس وحده في الوجود كما تعفيه من التحسر على ما فات أو الاستعلاء بالانتصار.وهو ما جلاه لنا واضحا في أكثر من موضع في كلامه المبين حيث قال :
((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ... لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) ...
و أستميحكم عذرا على طول هذا المقال حيث لم أستطع اختصاره بأكثر مما هو عليه ولاتنسوني من صالح دعائكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...
غرة صفر الخير لعام 1439 هجرية محبكم محمود النعمة..
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-24-2017 الساعة 09:37 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في ظلال الإسلام عن مفهوم النفس ابو معاويه المواضيع الاسلامية 1 03-30-2013 01:43 PM
الإيمان نور وقوة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 4 01-01-2013 02:50 AM
مفهوم الشريعة في ظل تنازع الداعين إليها حوله الشيخ أسامة الأزهري عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 2 10-29-2012 12:42 PM
مفهوم القيام في نهاية المولد عند أهل الفهم والذوق عبدالقادر حمود الرد على شبهات المخالفين 2 06-06-2012 04:48 PM
مفهوم الغزو.. إشكاليات قديمة عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 1 10-22-2010 09:33 PM


الساعة الآن 10:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir