مقال جيد للأستاذ حسين القاضي عن #مؤتر_أهل_السنة باستثناء ظن الكاتب الموقر بأن تعريف أهل السنة في بيان المؤتمر لم يشمل السلفية، فالتعريف لا يستثنيهم:
http://www.elwatannews.com/news/details/1392796
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
أحاول فى هذا المقال التبسيط ليتفق مع تنوع ثقافات القُرَّاء، عُقِد فى الشيشان مؤتمر: «مَن هم أهل السنة والجماعة»، وأُثيرت حوله ضجة تدل على نجاحه، مما شجع القائمين عليه للإعلان عن مؤتمرهم الثانى.. قرر المؤتمر تعريفاً لأهل السنة لم يشمل السلفيين (الوهابيين) فحاربوه، كما حاربه الإخوان، علماً بأن الوهابيين يُضللون الإخوان.
1- يُطلق مصطلح أهل السنة والجماعة فى مقابل التشرذم والتكفير، حيث قام الأشاعرة بتحويل ما وصل إليه أئمة الإسلام فى الاعتقاد إلى قواعد، حتى قال «الزبيدى» فى «شرح الإحياء»: «إذا أُطْلِق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة»، وصارت طريقة الأشاعرة هى المعتمدة فى المدارس الكبرى كالأزهر والزيتونة، وأهل السنة والجماعة لا يكفِّرون أحداً، ويرى المؤتمر أن كل من احتكم إلى قواعد أهل السنة هو من أهل السنة، ومن انحرف عنهم فليس منهم، وتكمن ضرورة تحرير مصطلح أهل السنة فى تبرئته من أدعياء السنة الذين استباحوا الدماء، وكفَّروا أهل القبلة، والسلفيون وغيرهم قد انحرفوا وضللوا اعتقاد الأمة.
2- لا يُقال ما هو معتقد الناس قبل «الأشعرى»، فهذا كمثل الذى يقول: كيف كان يُقرأ القرآن قبل «حفص»، واللغة قبل «أبى الأسود»، والفقه قبل المذاهب؟!! فالأمر أن العلماء حولوا هذه العلوم إلى قواعد.
3- هناك جماعات كفَّرت الأمة، وشوهت الدين، وألصقت ذلك بالشرع، ثم زعموا أن فهمهم هذا هو الحق، وما عداهم مبتدع خارج عن فهم أهل السنة، فجاء المؤتمر فى وقت مناسب زماناً ومكاناً ليقول إنكم ليسوا على منهج أهل السنة؛ لأن من كان على منهج أهل السنة لا يكفر ولا يستبيح الدماء، ولا يتهم أحداً بالشرك، ولا يقول إنه وحده فقط من الفرق الناجية.
4- هل المؤتمر يرى أن من ليس من أهل السنة والجماعة غير مسلم؟ قطعاً لا، هو مسلم بلا شك، لكن منهجه فى فهم الدين منحرف، فالمؤتمر أخرجه من الفهم الصحيح ليبرئ الدين مما نُسب إليه من انحراف، لكن لم يخرجه من أصل الإسلام، وذلك غير متصور من المؤتمرِين أصلاً.
5- المؤتمر لم يُعد الخلافات التاريخية القديمة؛ لأنها وإن كانت غير موجودة بنفس صورتها الأولى، لكنها موجودة لدى البعض فى صورة تجهيل المجتمع وتكفيره، وقد أُنفقت مليارات لإخراج المسلمين من دينهم وتجهيلهم ووصفهم بالقبوريين والمشركين، وأذكر أنه حين كنت فى مكة جاء سؤال للشيخ اللُّحيد، يقول: مَنْ هى طائفة أهل السنة التى على الحق فى مصر؟ فأجاب: هم جماعة أنصار السنة فقط، وما عداهم مبتدع ضال!!
6- قول «القرضاوى» إن المؤتمر مرفوض لأن دولة الشيشان تابعة لروسيا هو كلام مختل مضطرب؛ لأن التبعية لروسيا لا تعنى بالضرورة موافقة المؤتمر لأهداف روسيا، ومن التفاهة القول بأن روسيا تعتنى بهذا الأمر أصلاً، وقطر (الراضخة لأمريكا) يُقال فيها هذا المنطق عن «القرضاوى»؟! والإخوان يقيمون مؤتمراتهم فى دول تابعة للصهيونية، والمتابع لأداء الدولة الشيشانية لن يتردد فى احترامها، وأما كلام «القرضاوى» عن مآسى السوريين، فهو متاجرة بآلامهم، فى معرض نقاش علمى.
7- المؤتمرِون لم يُسيئوا للسعودية؛ لأن المؤتمر تناول أفكاراً لا دولاً وسياسات، وقد خرجت ملايين الكتب من السعودية تضلل الاعتقاد الأزهرى، ولم يقل أحد إن السعودية تحارب مصر، كما أن رموز المؤتمر يكنون تقديرهم للسعودية.
8- علاقة المملكة بمصر قوية، فحين يشارك فى المؤتمر مفتيا الجمهورية الحالى والسابق، والمستشار الدينى للرئيس فهذا دليل على أنهم لا يجاملون أحداً فى بيان المنهج الصحيح.