أنواع الرزق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنواع الرزق
قال ابن عجيبة رحمه الله تعالى في البدر المديد بعد تفسير قوله تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
الإشارة :
هم الرزق ، وخوف الخلق ، من أمراض القلوب ، ولا ينقطعان عن العبد حتى يكاشف بعلم الغيوب وهو التوحيد الخاص؛ أعني : الرسوخ في الشهود والعيان . وإنما يضر العبدَ ما كان ساكناً ، وأما الخواطر التي تلمع وتذهب ، فلا تضر؛ لأن الإنسان خلق ضعيفاً .
واعلم ان الرزق على قسمين : رزق الأرواح ، ورزق الأشباح .
فرزق الأرواح معنوي ، وهو : قوت الروح من المعرفة وعلم اليقين .
ورزق الأشباح حسي ، وهو : الطعام والشراب . وقد تكفل الله بالأمرين معاً ، وأمر بالتسبب فيهما ، قياماً برسم الحكمة . فالتكفل حقيقة ، والتسبب شريعة ،
فالعامة اشتغلوا بالتسبب في الرزق الحسي والبحث عنه ، ولم يعبأوا بالرزق المعنوي ، ولا عرفوه؛ من شدة إعراضهم عنه ، مع أنهم لو فقدوا الرزق المعنوي لماتت أرواحهم .
والخاصة اشتغلوا بالتسبب في الرزق المعنوي والبحث عنه ، ولم يعبأوا بالرزق الحسي من شدة إعراضهم عنه ، مع أنهم لو فقدوا الرزق الحسي لهلكت أشباحهم .
وخاصة الخاصة يتسببون في الرزق الحسي والمعنوي ، وليس هم مع إرادتهم في واحد منهما ، وإنما هم أبداً مع إرادة مولاهم راتِعين أبداً ، حيث دفعتهم إرادة سيدهم في الحسي أو في المعنوي من غير تبرم ولا التفات لغيره ، كما قال القائل :
آرَانِي كالآلات وَهو مُحَرَّكي ... أَنَا قَلَمٌ والاقتِدارُ أصَابِعُ
العامة قد حُجبوا عن الله بإرادتهم للرزق الحسي ، حيث صار الرزق الحسي هو حظ النفوس . صاروا مع حظ نفوسهم لا غير ،
والخاصة وجدوا الله في طلبهم للرزق المعنوي ، لأنه حق الله ، لا حظ للنفس فيه ، لأجل ذلك لمّا كانوا لله كان الله لهم .
وخاصة الخاصة ليس هم مع إرادتهم في شيء ، بل هُم بالله في الأحوال كلها لا بنفوسهم . قد انمحت إرادتهم في إرادة الله ، فصارت إرادتهم إرادة الله ، وفعلهم فعله . وهذا المقام يقال له : التمكين بالتلوين . اهـ . قاله شيخ شيوخنا سيدي علي الجمل العمراني رضي الله عنه في كتابه ، نفعنا الله بهم جميعاً
اهـ البحر المديد
عن منتدى الاصلين
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات