ريعان الشباب
ريعان الشباب
إسماعيل ديب
كثيرا ما نسمع ونقرأ «ريعان الشباب» متلازمتين مع بعضهما، وقد يفهم أن ريعان الشباب أوله، أو قد يفهم وسطه، أو عزّه، فما هو الريع؟
الرَّيْع: النَّماء والزيادة. راعَ الطعامُ وغيره يَرِيع رَيْعاً ورُيُوعاً ورِياعاً، ورَيَعاناً وأراعَ ورَيَّعَ، كلُّ ذلك: زَكا وزاد، وقيل: هي الزيادة في الدقيق والخُبز.
وأراعَه ورَيَّعَه، وراعَتِ الحِنْطةُ وأراعَتْ أي زَكَتْ.
ويقال: طعام كثير الرَّيْعِ، وأرض مَرِيعة، بفتح الميم، أي مُخْصِبة.
وأراعتِ الشجرة كثر حَملها، وأراعَت الإِبلُ: كثر ولدها.
وراعَ الطعامُ وأراعَ الطحينُ: زاد وكثر رَيْعاً.
وكلُّ زِيادة رَيْعٌ. وراعَ أي صارت له زيادة رَيْعٌ. في العَجْن والخَبز.
وتَرَيَّعَت يده بالجُود. فاضَت. ورَيْعُ البَذْرِ: فَضْلُ ما يخرج من البِزْر على أصله.
ورَيْعانُ السراب: ما اضْطَربَ منه.
ورَيْعُ كلِّ شيء ورَيْعانُه: أوَّلُه وأفْضَلُه.
ورَيْعان المطر: أَوَّله؛ ومنه رَيْعانُ الشَّباب
وتَرَيَّعَتِ الإِهالةُ في الإِناءِ إِذا تَرَقْرَقَتْ.
وأنا متَرَيِّعٌ عن هذا الأمر ومُنْتَوٍ ومُنْتَفِضٌ أي مُنْتَشِر.
والرِّيعةُ والرِّيعُ والرَّيْع: المَكان المُرْتَفِعُ، وقيل: الرِّيعُ مَسِيلُ الوادي من كل مَكان مُرْتَفِع.
وقوله تعالى: «أتَبْنُون بكل رِيعٍ آية»، وقرئَ: بكل رَيْع؛ قيل في تفسيره: بكل مكان مرتفع. ومن ذلك كم رَيْعُ أرضك أي كم ارتفاع أرضك؛ وقيل: معناه بكل فج، والفَجُّ الطَّريق المُنْفَرِج في الجبال خاصَّة، وقيل: بكل طريق.
وناقة مِرْياع: سريعة الدِّرَّة، وقيل: سَرِيعة السِّمَن، وناقة لها رَيْعٌ إِذا جاءَ سَيْر بعد سَيْر كقولهم بئر ذاتُ غَيِّثٍ.
وأهْدَى أعرابي إِلى هشام بن عبد الملك ناقة فلم يقبلها فقال له: إِنها مِرْباعٌ مِرْياعٌ مِقْراعٌ مِسْناع مِسْياع، فقبلها؛ المِرْباعُ: التي تُنْتَج أولَ الرَّبِيع، والمِرْياع: سريعة الدِّرَّة، والمِقْراع: التي تَحْمِل بسرعة، والمِسْناعُ: المُتَقدِّمة في السير، والمِسْياعُ: التي تصبر على الإِضاعةِ.
وناقة مِسْياعٌ مِرياع: تذهب في المَرْعى وترجع بنفسها.
وقيل ناقة مِرْياع وهي التي يُعاد عليها السفَر.
أبو فراس الحمداني:
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شــِيمَتُكَ الصّبــرُ أما للهوى نهـــيٌّ عليـــكَ ولا أمــرُ ؟
بلى أنا مـشــــتاقٌ وعنـــديَ لوعــة ٌ ولكنَّ مثلــــــي لا يـــذاعُ لهُ ســـرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمــعاً مــنْ خلائقــهُ الكبرُ
معللتي بالوصــلِ ، والمـوتُ دونـــهُ إذا مِــتّ ظَمْآناً فَلا نَــــزَل القَطْــرُ!
حفظتُ وضيعتِ المــودة َ بيننـــــا وأحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ العذرُ
وفيتُ ، وفي بعــضِ الوفـــاءِ مـذلة ٌ لآنســـة ٍ في الحي شــيمتها الغـــدرُ
تسائلني: منْ أنــتَ ؟، وهي عليمــة ٌ وَهَلْ بِفَتـى ً مِثْلــي عَلــى حَالِهِ نُكرُ؟
جميل بثينة (جميل بن يعمر العذري):
ألا ليتَ ريعــــانَ الشــبابِ جديـــدُ ودهـــراً تولّــى، يا بثـــينَ، يعـــــودُ
فنبقى كمـــــا كنّـــا نكــونُ، وأنتــمُ قريـــــبٌ وإذ ما تبذليــــــنَ زهيــدُ
وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنـسَ قولها وقد قُرّبتْ نُضْــــوِي: أمصــرَ تريدُ؟
ولا قولَها: لولا العيــونُ التــــي ترى لزُرتُكَ، فاعـــذُرْني، فدَتـــكَ جُــدودُ
إذا قلتُ: ما بـي يا بثينـــة ُ قاتِلــي من الحبّ، قالــت: ثابــتٌ، ويزيــدُ
وإن قلتُ رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ تولّتْ وقالــتْ: ذاكَ منـــكَ بعيــد!
فلا أنا مـردودٌ بمـــا جئـــتُ طالبــا ولا حبهـــــا فيمــــا يبيـــدُ يبيــــدُ
جزتكَ الجواري، يا بثيــنَ، ســـلامة ً إذا ما خليـــــلٌ بانَ وهـــو حميــــد
وأفنيتُ عُمري بانتظـــاريَ وَعدهــا وأبليتُ فيها الدهرَ وهــــو جديـــد!
يموتُ الْهـوى منـــي إذا ما لقِيتُهــا ويحــــــيا، إذا فرقتهـــــا، فيعــــودُ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات