أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > الرد على شبهات المخالفين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-20-2012
  #1
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
1 حقيقة الخلاف بين أهل السنة والوهابية في الصفات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
أهل السنة والجماعة لهم مسلكان جائزان عند الكلام عن صفات الله تعالى
المسلك الأول:إثبات الصفة وعدم الخوض في المعنى مع نفي التشبيه .وهذا يسمى التفويض .
المسلك الثاني:إثبات الصفة وتأويل معناها لكن بثلاثة شروط :
الشرط الأول:أن يكون هناك دافع يوجب صرفها عن معناها على الحقيقة في اللغة إلى معنى آخر .
الشرط الثاني:أن يكون هذا المعنى الآخر الذي يفسرونها به لائقاً بالله تعالى .
الشرط الثالث:أن يكون هذا المعنى وارداً في لغة العرب .

مثاله:ورود اليد مضافة إلى الله تعالى .فيطبق نحوها الخطوات التالية :
الخطوة الأولى :الإيمان بإثبات إضافتها إلى الله تعالى للنصوص الواردة .
الخطوة الثانية: هناك دافع يدفع إلى تأويل معناها ولذلك ينفون تفسيرمعناها على الحقيقة في اللغة والمعنى على الحقيقة هو العضو والجارحة فالله يتنزه عن الجوارح جل جلاله.فيصرفون هذا المعنى تنزيهاً لله تعالى عن مالايليق به فهذا هو موجب التأويل .
الخطوة الثالثة:يتأولونها بمعنى وارد في اللغة العربية فاليد وردت في لغة العرب بمعنى القدرة والقوة والنعمة وغيرها من المعاني العربية ،فيختارون معنى من هذه المعاني حسب سياق الآية .(يد الله فوق أيديهم ))أي قوة الله فوق قوتهم .
ولأن الإنعام ،والتقوية راجع إلى قدرة الله تعالى تأولوها بمعنى القدرة .
أو يكتفون بالخطوة الأولى والثانية ولا يخوضون في المعنى وهذا هو التفويض.
الخطوة الرابعة :إذا نظرنا إلى معنى القدرة أو القوة نجد أنه لآئقاً بالله تعالى .فاكتملت شروط التأويل .

وهذا الكلام السابق يجري في المتشابهات كالعين ،واليد ،والساق ونحو ذلك.

اما الفرق بين أهل السنة والتيمية :فهو أن التيمية يثبتونها لله تعالى وهذا محل اتفاق ،ثم يفسرون معناها على الحقيقة في اللغة ويلزم من ذلك إثبات الكيفية قيلتزمون بثبوت الكيفية ولكن يفوضون تفسير هذه الكيفية .ثم يمنعون من تأويلها على أي معنى آخر غير المعنى الوارد على الحقيقة في اللغة ،ويمنعون من السكوت عن تعيين المعنى وهو التفويض فلا بد عنده من إثبات معناها على الحقيقية اللغوية .

فالنزاع إذن في الأمور التالية :
1ـ الخلاف في بيان معنى الصفة :فالتيمية يثبتون معناها حسب الحقيقة اللغوية ،وأهل السنة ينفون هذا المعنى لأنه تجسيم وتشبيه لله سبحانه بخلقه .ولذا تجد الوهابية يمتعضون من نفي الجوارح والأعضاء والأدوات عن الله تعالى كما تجده في جل شروحهم وتعليقاتهم على العقيدة الطحاوية .

2ـ خلاف في ثبوت الكيفية :فالتيمية يثبتون كيفية للصفة ،بينما أهل السنة اوالجماعة يقولون نثبتها بلا كيف .لأن التكييف هو وجود حجم معين والله منزه عن ذلك فنثبتها بلا كيف.

3ـ التيمية يرفضون تفويض المعنى _ أي عدم الخوض في المعنى _ ويصرون على أن تفسير المعنى اللغوي للصفة ولذا فتفويض المعنى عندهم تجهيل وهو شر المذاهب كما يزعمون .

4ـ التيمية يرفضون تأويلها بأي معنى غير معناها على الحقيقة في اللغة وهو ما يسمونه المعنى الظاهر ،والفرق بينهم وبين السلف في ذلك أن السلف أرادوا بالظاهر إثبات الصفة دون الخوض في المعنى بينما الظاهر عند التيمية هو إثبات المعنى اللغوي .
وأهل السنة يجيزون تأويلها حسب شروط التأويل السابقة لأن القرآن الكريم جاء بلغة العرب ليفهم ولغة العرب منقسمة إلى معنى حقيقي ومعنى مجازي والقرآن نزل بهذه اللغة ، فإذا كان المعنى الحقيقي فيه تشبيه فنصرف هذه المعنى ونثبتها على المعنى المجازي اللآئق بالله تعالى.

ودعاوى التيمية الظالمة ضد أهل السنة هي:
1ـ أن أهل السنة يعطلون الصفة كما فعلت المعتزلة والجهمية .

وهذا غير صحيح فمعلوم أن المعتزلة والجهمية كانوا معطلة يردون الأحاديث الشريفة التي لم يفهموا منها إلا معناها الظاهر الذي فهمه المشبهة وأما السادة أهل السنة والجماعة فيثبتون هذه النصوص ويفسرونها بالمعنى اللآئق بالله تعالى المستعمل في لغة العرب .فاليد والوجه والساق والأصابع ليست بجوارح ولا أجزاء كما يظن المشبهة ولا يلزم من ذلك أن نرد الأحاديث الشريفة التي وردت بذلك كما فعلت المعتزلة والجهمية المعطلة بل ننفي المعنى الباطل الذي فهمه المشبهة ونحملها على المعنى الذي يليق بالله تعالى .فهذا هو منهج أهل السنة الأشاعرة وغيرهم .

فإن كان لها معنى زائد على معنى القدرة أو الإرادة أثبتوها صفة مستقلة وإن لم يكن لها معنى زائد على معنى القدرة أو الإرادة ألحقوها بصفة القدرة أو الإرادة.وهذا موطن خلاف بين أهل السنة أنفسهم لأن الجزم بأنها صفة مستقلة أو غير مستقلة تختلف فيه الأنظار والاجتهادات فهنا حصل بينهم خلاف اجتهادي لاختلاف مدارك المسألة.
2ـ يدعي التيمية أن أهل السنة والجماعة يعطلون المعنى .والمقصود هو المعنى الذي يفسرونه التيمية على الحقيقة في اللغة .وبالفعل أهل السنة الأشاعرة ينفون هذا المعنى الباطل وهذا تعطيل للباطل لا تعطيل للحق فأهل السنة يفسرونها بالمعنى اللآئق بالله تعالى.

3ـ التيمية يرمون أهل السنة بأنهم لا يثبتون الكيفية .وأهل السنة لا يهمهم ذلك وهو مذهب السلف الكرام ،لأن إثبات الكيفية من التجسيم بلا شك وهو فرع تفسير الصفة بالمعنى الحقيقي في اللغة الذي لا يليق بالله تعالى.وكلام مالك وأحمد والشافعي مشهور في نفي الكيف .

تنبيه: إن ما تجده في أقول أئمة أهل السنة كأحمد والنعمان وسفيان وغيرهم من إثبات للحقيقة فهي بمعنى حقيقة الأمر وليس المقصود تفسير معناه على الحقيقة اللغوية.

فإن الحقيقة تطلق ويراد بها أحد معنيين :
الأمر الأول: أنها تطلق على نفس الأمر فيقال :عالم حقيقة . أو في الحقيقة هو عالم .أي في واقع الأمر.فهذا المعنى الأول يصح أن يطلق على صفات الله فيقال لله علم حقيقة ويد حقيقة أي في واقع ألأمر.

الأمر الثاني: تطلق الحقيقة على ما يقابل المجاز أي تطلق على ما وضعت له عند أهل اللغة فتطلق لفظة يد وهي العضو.فهي هنا تفسر المعنى وهذا هو معتقد المشبهة .

ولذا فاليد مثلاً تثبت كصفة حقيقة أي حقيقة الوجود أي وجود صفة تسمى اليد .
ولا تفسر بالحقيقة اللغوية فيقال يد على الحقيقة في اللغة . سواء فسرها بتفسير مطابق فيقول: يد كأيدينا أي من لحم وعصب ونحوه.
أو تفسير مشابه من بعض الوجوه فيتوهم وجود يد لله هي آلة أو عضو يليق به كما يظن أهل الظنون من المشبهة فيقولون كما أن للفيل يد وللإنسان يد مختلفة عن يد الفيل فكذلك لله تعالى يد .! وهذا كلام المشبهة فإننا نعلم أن يد الفيل والانسان وغيرهم من الأجسام بينهم قدر مشترك في المعنى وهو الجسمية فهي أعضاء وأطراف والات للفعل أما يد الله تعالى فهي صفة معنوية كما أن العلم والارادة صفات معاني وليست بأجسام فكذلك اليد هي صفة معنى وليست كما يتوهم المشبهة ولذا فليس بين صفات الخالق والمخلوق أي معنى مشترك وإنما بينها لفظ مشترك فقط والمعاني متباينة بلا ريب .
والله أعلى وأحكم والحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاويلات اهل السنة - لابي منصور الماتريدي امام اهل السنة و الجماعة admin المكتبة الرقمية 2 02-25-2014 04:35 AM
القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 06-11-2013 01:36 PM
الخلاف بين السنة والشيعة - الشيخ العلامة علي جمعة عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 2 06-11-2013 01:20 PM
فقه الخلاف عبدالقادر حمود القسم العام 0 08-20-2011 08:38 AM
في سنة الخلاف عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 12:08 PM


الساعة الآن 10:01 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir