أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-23-2009
  #1
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 17
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

أيها المسلمون : حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق ، ومجمع المكارم ، وملتقى الفضائل ولكن آفة عدد من الصائمين أنهم لا يدركون هذه الأسرار ، أو قد تغيب عنهم أشياء من حكم الصيام ، ودعونا نقف اليوم مذكرين أنفسنا بشيء من هذه المعاني للصيام وارتباطها بتقوية القيم ومحاسن الأخلاق

وإذا كانت ( التقوى ) هي الحكمة الجامعة النافعة من الصيام والله تعالى يذكرنا بهذه الحكمة الجليلة ويقول " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة - 183



فثمة حكم وأسرار وتأثيرٌ للصيام في بناء الأخلاق الفاضلة لمن تأمل وحفظ الصيام .

ولو قال قائل إن للصيام أثرا عظيما في الإخلاص والصبر ، والخوف والرجاء ، والبر والصلة ، والذكر والدعاء والمراقبة والحياء ، والعزة والحلم ، والتوبة والاستغفار والحُرية وتهذيب الغرائز ، والدعوة والتربية ، والجهاد والجود ونحوها من الفضائل والمكارم لما كان مبالغا ، وليس الخبر كالمعاينة ، فلنقف على شيء من هذا

فالصائم يربي نفسه على ( الإخلاص ) وهو يستجيب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
فلا يصوم رياءً ولا سمعة ولا مجرد تقليد للصائمين بل يصوم مخلصا لله راجيا لثوابه
وفي الحديث الآخر عند البخاري " يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به " وأي درس في الإخلاص أعظم من هذا ؟
إن الصوم معاشر الصائمين _ عبادة خفية وسر بين العبد وربه ولهذا قال بعض العلماء : إن الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه ، بخلاف بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها[1] وفي الصوم درس عملي للصبر ليس في الامتناع عن أكل أو شرب ما حرم الله ، بل وعن ما أحل الله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وفي ذلك ترويض للنفس وتهذيب للغرائز ، وطرد للجشع والطمع ،
ومن يُطعم النفس ما تشتهي كمن يُطعم النار جزل الحطب

لا بل إن الصيام يدرب الصائم على الصبر في تحمل الأذى والحلم والصفح لمن أساء إليه مكتفيا بالقول " إني صائم "
أيها الصائمون :أما أثر الصيام في الخوف والرجاء ـ وهما جناحان لا بد للمرء أن يطير بهما إلى الله ونعيم الآخرة ـ فالصائم يخاف ربه وحده في الحفاظ على صيامه ، وهو يرجوه وحده في المثوبة على صيامه وإذا كان الصائم إنما يصوم إيمانا بالله فلا شك أن الإيمان خوف ورجاء ، خوف من عذاب الله ورجاء رحمته وطمع في جنته وهكذا يحقق الصائم المحتسب منزلتي الخوف والرجاء ، ولا شك أن الصوم من بواعث الخوف ، و محفزات الرجاء ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد .[2]
إي وربي إن الصائم في رمضان مع ما تعظم عنده من خوف الله يعظم عنده الرجاء وهو يسمع " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
فهل ندرك هذه المعاني في الخوف والرجاء في شهر الصيام بالذات ؟

أيها الصائمون : أما خُلق ( المراقبة ) فالصيام يزكيه وينشطه ذلكم أن الصائم يمسك عن المفطرات كلها ـ الحسي منها والمعنوي ـ طيلة النهار فتراه أمينا على نفسه رقيبا عليها ، متمثلا هيبة مولاه ، ومقدرا رقابته عليه واطلاعه على كل حركاته ، فلا يخطر بباله أن يخرم صيامه ولو توارى عن الأعين ، بل هو متواطئ أن الله يراه حيث كان وتلك منزلة الإحسان العظمى ، وثمرة المراقبة في شهر الصيام
وكم يحتاج المسلم إلى أن يربي نفسه على مراقبة الله دائما والعارفون يقولون " لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس ، والضد بضده " ويقولون عن أثر المراقبة " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة ، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه أو رجاء لثوابه أو إجلالا له ، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه ، فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو ؟[3]
عباد الله : أما الحياء فهو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.. وهذا يدعمه الصيام ويصونه رمضان ،والصائم بحفظه لصيامه يراقب الله ويستحيي منه، إذ كيف يقدم على منكر من القول أو الفعل وهو صائم ، ويستحيي أن يؤذي مسلما وهو صائم ، وهكذا يغلب الحياء كلما همت نفسه الأمارة بالسوء بما يخرم الصيام ولا يتناسب مع شهر الصيام
ألا ما أحوجنا إلى الحياء في حياتنا كلها ، والحسن رحمه الله يقول : أربع من كن فيه كان عاقلا ، ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه ، دين يرشده ،وعقل يسدده ، وحسب يصونه ، وحياء يقوده
ومن حكم الشعر :
ولقد أصرف الفؤاد عن الشيء حياء وحبه في الفؤاد
أمسك النفس بالعفاف وأمسي ذاكرا في غدٍ حديث الأعادي

أيها المسلمون : أما ( الحلم ) وما أدارك ما الحلم ؟ ذلك الخلق العزيز فللصوم تأثير ظاهرٌ فيه ، كيف لا والصائم يقال له " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم " أخرجاه في الصحيحين
إن الصائم تهدأ نفسه ويسيطر على مشاعره ، ويتنازل عن جهل الآخرين عليه ، ولا يُستفز فينتقم لنفسه ، بل يعفو ويصفح ويتجاوز ويغفر وهذا مقود الحلم وزمامه ، وكم هو فضل من الله لمن يملكون زمام أنفسهم بالحلم والصفح وإن قدروا على المجازاة والانتقام ، وفي هذا يذكر أن الأحنف بن قيس شتمه رجل وجعل يتبعه حتى بلغ حيه ، فقال له الأحنف يا هذا : :إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف ، لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى مكروها .
ولذا تغنى الشعراء بهد النوعية من الأصحاب التي تقترب من صاحبها وإن حض عليها ، ويقول أحدهم ( أبو العتاهية )
وإني لمشتاق إلى ظل صاحب يرق ويصفو إن كدرت عليه
فهل نتعلم يا ترى من رمضان الحلم ونمارس الحلم في رمضان وغيره ؟

أيها المسلمون أما ( الجهاد والجد ) ففي مدرسة رمضان متسع لها كيف لا وأسلافنا - وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، خاضوا أكثر من معركة في رمضان ابتداء من يوم الفرقان في ( بدر ) وانتهاء بالفتح الأعظم ( في فتح مكة ) ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وما فتي المسلمون بعدهم وما زالوا يجاهدون أعداء الإسلام في رمضان حتى زماننا هذا وفوق ذلك فجهاد المسلم في رمضان وجديته وصقل إرادته في شهر الصيام لا تقف عند حد المعارك الحربية ، بل تتعداها إلى جهاد النفس ومغالبة الشهوات والانتصار على دواعي الرذيلة و منكرات الأقوال والأفعال ، أجل إن الصائم المحق يحفظ لسانه عن الكذب والغيبة وقول الزور ، ويحفظ سمعه وبصره عن السماع والنظر المحرم أيا كان شكله ومهما كانت دواعيه ، كما يحفظ رجله عن المشي للحرام ويده من تناول الحرام وهكذا ينتصر الصائم في معركة الشهوات والشبهات ويجاهد نفسه وشيطانه فتكتمل له أسهم الجهاد ، ويتوفر له الجد ، وهذه التربية الجهادية حرية بأن تستمر مع المسلم بعد رمضان ، فالعبادة لله لا أجل لها دون الموت " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " والله يهدي المجاهدين ويُسددهم " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " ( العنكبوت / 69 )
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2009
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

قال بعض العلماء : إن الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه ، بخلاف بقية الأعمال
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-27-2009
  #3
ابن النهرين
محب متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 142
معدل تقييم المستوى: 16
ابن النهرين is on a distinguished road
افتراضي رد: حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

gu:extra150::sm221:
__________________
:extra141:
ابن النهرين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-27-2009
  #4
احمد حسن المحيمد
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 25
معدل تقييم المستوى: 0
احمد حسن المحيمد is on a distinguished road
افتراضي رد: حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

شكرا ابو انس
احمد حسن المحيمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2018
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-30-2019
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله عدد كمال الله وكما يليق بكماله واجزه عنا ماهو اهله
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أهمية الأخلاق والآداب عبدالرحمن الحسيني المواضيع الاسلامية 0 06-21-2010 10:59 PM
أسامة بن زيد خريج مدرسة النبوة نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-23-2010 03:41 PM
الأخلاق والأعراف القبلية الطيبة تنهي خلافاً طويلاً عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 9 12-15-2009 02:50 PM
خصوصية مدرسة الشام العلمية عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 4 11-29-2009 08:29 PM
أول مدرسة في دير الزور عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 11-06-2008 12:19 PM


الساعة الآن 09:52 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir