رمضانُ أقبل، يا لطول غيابهِ بعد الفراق، فيالطيب مآبهِ رمضانُ شهرٌ للمكارم والتُّقى والمسلمون جحافلٌ في بابهِ قد أثبتوه، مؤيّداً بشهودهِ وترقّبوه منوَّراً بشهابهِ شرقاً وغرباً هلّلوا لهلالهِ وتزاحموا سَحَراً على أعتابهِ شهر الفضائل، سابغٌ في جودهِ عذبُ المراشف من شهيِّ رضابهِ أيّامه خيرٌ وعطفٌ صادقٌ يتلألأُ الإيمانُ في أهدابهِ صّومُ ركنٌ ثابتٌ في فضلهِ والصّومُ فرضٌ في حكيم كتابهِ والصّومُ هجرٌ للمفاسد والأذى من قول زورٍ أو قبيح سبابهِ مَنْ لم يدعْ تلك الخصالَ ذميمةً فحضوره يوم العطا كغيابهِ لا حاجةً لله منه صيامهُ متكلّفاً جوعاً وما يُسقى بهِ إنْ لم تكنْ من دون عذرٍ مفطراً متعمّداً للحقِّ في إغضابهِ فلأنت مجزيٌّ بوافر عفوه وجزيل مغفرةٍ بيوم حسابه يا ناوياً صوماً بُعيد سحورهِ ومُصلَّياً للفجر في محرابهِ يا صابراً يوم الصّيام وصادياً يا حامل الخيرات في جلبابهِ يا قائماً بعد العشاء وتالياً آياتِ ربّي طامعاً بثوابهِ أدّيت فرضك خاشعاً متضرِّعاً تخشى المُهيمن في شديد عقابهِ أبشر بجناتٍ وفائق رحمةٍ وزكيِّ طيبٍ من جنى أطيابهِ وبديع قولٍ من كريمٍ منعمٍ “الصّومُ لي، وأخو التُّقى يُجزى بهِ” هي فرحتانِ، فيالفرحةِ صائمٍ في فطره، وكذا اللقاءُ بربِّهِ “شوَّالُ” أفطرهُ وأغنى سُؤْلَهُ والعيد بعضٌ من عطاء جَنَابهِ “الله أكبر” والجوائزُ تُرتجى للشاكرين، ومنْ أُولي ألبابهِ في ساعة التكبير يزهو مسجدٌ ما أروعَ التكبير تحت قبابهِ من شاءَ وصْلاً بالرسول وآلهِ يوم القيامة صار مِنْ أحبابهِ والصَّائمونَ مع الحبيب المصطفى يُسقون (كوثرَهُ) وعذْب شرابهِ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها